#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
السياسةُ اللبنانيةُ نعيشها كلَّ يومٍ منذُ الصباحِ حتى الليلِ .
اصبحتِ السياسةُ واضحةَ المعالمِ : نصفُ الشعبِ اللبنانيِّ مع التدويلِ ، والنصفُ الآخرُ ضدُّ التدويلِ ، لكن النصفَ الرافضَ للتدويلِ يضمُ مجموعاتٍ هي الأكثرُ تسلحاً على الارضِ اللبنانيةِ .
النصفُ الاولُ يعتبرُ التدويلَ هو المنقذُ .
والنصفُ الثاني يعتبرُ التدويلَ خيانةً عظمى .
***
لكنَ بين مؤيدٍ للتدويلِ ورافضٍ له ، الشعبُ في مكانٍ آخرَ ، الشعبُ في قعرِ قعرِ الإحباطِ والهزيمةِ بعدما وصلَ إلى أسفلِ الدَّرْكِ وهو الإفلاسُ ، وما ادراكم ما هو الإفلاسُ ؟ إنه باللغةِ المحكيةِ " عالارض يا حكم ، وصرنا عالحديدة " ،
وعلى الحديدةِ، تعني العوزَ ولقمةَ العيشِ والعلمَ والاعمالَ والخدماتِ والشركاتِ والمؤسساتِ .
فما يكتبُ ويُقالُ بضميرِ الوطنِ أننا نلفظُ انفاسنا الاخيرةَ؟
***
التدويلُ لن يأتي لا اليومَ ولا غداً ولا بعد اشهرٍ،
والنقيضُ لا ولنْ يتزحزحَ عن تسميتهِ الخيانةَ العظمى.
اما المخرجُ وهو الحكومةُ، فالرئيسُ المكلفُ يقولُ انه ثابتٌ على الاختصاصيينَ ولا احزابَ والفريقُ الاقوى يريدُ حتماً ان يكونَ في صلبِ الحكومةِ.
***
التفَّ حولَ مناشدةِ غبطةِ البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بمشروعِ التدويلِ، افرقاءٌ مختلفون،. منهم مَن رحَّبَ ومنهم مَن اعتزل ، وهاك عينةٌ من المؤيدين : السنةُ والدروزُ والقوات اللبنانية وقسمٌ كبيرٌ من الشعبِ اللبنانيِّ الصامدِ قهراً وجوعاً.
الوضعُ العامُ ، منطقياً ، سيكبرُ وسنشهدُ انقساماتٍ بين مطالبين بالتدويلِ ورافضينَ له .
***
المساعي ستتكثفُّ عربياً ودولياً في وقتٍ ليس بقصيرٍ.. بينما الوضعُ الاقتصاديُّ، فحدِّثْ ولا حرج، إذ لامس اليوم الدولارُ سعر العشرةِ الافِ ليرةٍ، فماذا بعدَ كم شهرٍ؟ وكم سيصبحُ سعرُ ربطةِ الخبزِ يا ترى؟
لن نسألَ عن ايَّ شيءٍ اخر.
***
اذاً على الارضِ معركتانِ ستكونان شرستين ، وكلُ فريقٍ سيضعُ ثِقلهُ....
اما الطبقةُ الفاسدةُ على مدى أكثرِ من ثلاثينَ عاماً من جشعها ونهمها للهدرِ والفسادِ والمحاصصةِ وتقسيمِ الغنائمِ كانت سويةً على افضلِ ما يُرام .
اما نحنُ الشعبُ اللبنانيُّ المعروفُ برقيِّهِ وثقافتهِ وابداعاتهِ وحبُّه للحياةِ فهل هو مسؤولٌ عن الانفجارِ الكبيرِ المدوِّي في 4 آب؟؟ ..
وهذا الشعب الذي انهارَ آلماً ويأساً ومعيشياً واقتصاداً،ماذا يفيده طالما السلطة المتحكِّمة باقيةٌ، او عندما يتنحى قاضٍ ويسمى اخرَ.
***
أينَ الحكمةُ، أينَ العقولُ، أينَ الانتماءُ الى الوطنِ.
كنتم كُلُكم سويّاً ايامَ الخيرِ والبركةِ تغرفون مالَ الدولةِ حتى نَضبَ المدخولُ الى ما دونَ الصفرِ.
إن لنا رأياً عاقلاً، لا نريدُ حروباً او سلاحاً ولا نريدُ وصايةً!
لكن ما باليدِ حيلةٌ، الذي سيحصلُ انه الحلُ الوحيدُ:
"حكومةٌ ما" او مواجهةٌ.
***
هذه هي السياسةُ اللبنانيةُ وطبقتها المهترئةُ العقيمةُ ، كلُّ واحدٍ من الشعبِ سيختارُ يمينهُ او يسارهُ والاشهرُ القادمةُ قاسيةٌ "ملعونةٌ"،
***
إن لم تقضِ علينا الكورونا سنموتُ من الجوعِ،
وإن ليس من الاثنينِ فالى حربٍ اهليةٍ او اقليميةٍ، لا سمح الله، إن لم تبصر النورَ حكومةٌ ما...
ومن لديهِ عمرٌ سيخرجُ منهاراً مهلوساً اكثرَ مما هو عليهِ اليوم .
***
لبنانُ وطنُ الارزِ مكتوبٌ لهُ ان يُدمَّرَ مراراً لانه بلدُ النورِ والاشعاعِ والرقيِّ والثقافةِ والحريةِ وحبِّ الحياةِ والابداعِ والعقولِ المتفوِّقةِ والاستثنائيةِ وجمالٍ يُبهرُ... وكذلك الفن، فاغنيةٌ واحدةٌ عن لبنانَ من فيروز، وديع الصافي او ماجدة الرومي، تُبكينا اليومَ دمعاً على الوطنِ، وبالتالي ما آلتْ اليهِ حالتنا مع لبنانِنا.
هل سيعودُ هذا الزمانُ ولو لاحفادنا؟
آملينَ بإيمانٍ !!