#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
منذُ ان عرفكَ والدنا الحبيبُ الغائبُ الحاضرُ سعيد فريحه وشقيقايَ عصام وبسام اغلى الغوالي، وهما بمثابة أشقائكَ،
اعجبَ الوالدُ المؤسسُ بكَ صحافياً لا بل كاتباً من الطرازِ الاول، فسلمكَ رئاسةَ تحريرِ "الصياد" من العام 1966 ولغاية العام 1972، في عصرها الذهبي .
عنيداً بوطنيتِكَ،بمبادئكَ،بصلابتكَ،وبحكمتك وبشغفك بمهنةِ الصحافةِ، ومن ارقى الدبلوماسيين برؤياكَ الصائبةِ المحليةِ والعربيةِ والدوليةِ .
عنيدٌ،وفيٌ، محبٌ لوطنكَ لبنانَ،وعروبيٌّ حينَ كانت العروبةُ في اوجها ومجدها.
تزوجتَ صديقةَ العمرِ لبنى بستاني عبيد، من خلالِ مجلةِ "الصياد" باولِ حديثٍ مع الجنرال اميل بستاني والدها رحمهُ اللهُ، فكانَ لقاءٌ فنظرةٌ واعجابٌ الى الزواجِ الى اطيبِ بنينَ وبناتٍ،حفظهم الله تعالى ...
***
عِشنا العمرَ عائلةً واحدةً تجمعنا "دارُ الصياد" ولا تفرِّقنا الاَّ ارادةُ اللهِ تعالى.
عنيدٌ انتَ جان عبيد صديقُ العمرِ،كغرسةِ ارزةٍ من لبنان،
تولّيتَ ارقى المناصبِ من وزارةِ الخارجيةِ الى وزارةِ التربيةِ، وكنتَ في كلِّ مكانٍ مميزاً بعطائكَ وتركتَ اثراً في كلِّ مكانٍ في الدولةِ اللبنانيةِ.
***
حتى في اوجِ جائحةِ الكورونا كنتَ عنيداً، مؤمناً متكلاً على الله عزّ وجلّ.
مخاطراً،وخاطرتَ بصحتِكَ ولو لم يستحلفكَ الدكتور انطوان نصر الله الطبيبُ والصديقُ،وكذلكَ دولةُ الرئيس نبيه بري بالنزولِ فوراً الى المستشفى لما كنتَ تحركتَ.
***
كما عشنا كلَّ العمرِ عائلتينِ قدوةً في الاخلاصِ والمحبةِ والوفاءِ ،
ومرت معي شخصياً محطتانِ حينَ كدتَ بدقائق،
أن تصبحَ رئيساً للجمهوريةِ،
أتيتَ في المرةِ الاولى مع الحبيبةِ لبنى ورأيتني ابكي لقلَّةِ حظِ لبنان، قلتَ لي:
"يا هامو"، هذهِ ارادةُ الله، لا يريدني ان اكونَ شاهداً على موتِ صديقِ عمري الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وفي المرة الثانيةِ ازدادَ قهري وبُكائي واتذكر بالحرف ما قلتهُ لي ايضاً على العشاءِ مع الحبيبة لبنى :
"يا هامو"، الله سبحانهُ وتعالى لا يُريدني ان اكونَ ربما شاهداً على تدهورِ لبنان.
وفي كلتا المرتينِ كنتَ مؤمناً وصادقاً.
آخرُ اتصالٍ بينكَ وبيني قبل يومينِ من الفراقِ الكبيرِ، قلتَ لك بجديةٍ:
اياكَ ان تجعلني ابكي للمرةِ الثالثةِ.
اجبتني بنبرةِ صوتكَ: أينَ ايمانُك هامو؟
***
ورحلتَ، تاركاً عائلتَكَ الحبيبةَ،
صديقةُ العمرِ الفاضلة لبنى،
والبنون الاعزاء سليمان وبدوي،
واجملُ بناتٍ هالة،امل، وجنى،
كما تركتَ عائلتَكَ الثانيةَ وقد عشنا معاً على المحبةِ والوفاءِ .
عائلة سعيد وحسيبة فريحه،
عصام وبسام والهام.