#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تُدهشنا دولةُ الإمارات العربيةِ المتحدةِ بقراراتٍ فذَّةٍ رائدةٍ تعكسُ الرؤيا والرؤيةَ الصائبةَ لحكَّامِ هذهِ الدولةِ .
***
ومن دواعي الدهشةِ ، أعلن الشيخ محمد بن راشد، رئيسُ وزراء الإمارات وحاكم دبي، تعديلاتٍ قانونيةً تجيزُ منحَ الجنسيةِ والجواز الإماراتيِّ للمستثمرينَ والموهوبينَ والمتخصصينَ من العلماءِ والأطباءِ والمهندسين والفنانين والمثقفين وعائلاتهم.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تغريدةٍ على موقع تويتر أن الهدفَ من هذه التعديلاتِ هو استبقاءُ واستقطابُ واستقرارُ العقولِ التي تساهمُ بقوةٍ في مسيرةِ الإماراتِ التنمويةِ.
هل يعرفُ المسؤولونَ اللبنانيونَ إيجابياتِ هذا القرارِ على اللبنانيين ؟
لن يبقى مستثمرٌ وموهوبٌ وعالمٌ وطبيبٌ ومهندسٌ وفنانٌ ومثقفٌ ، ممنْ يستوفونَ الشروطَ طبعاً ، في لبنان.
سيشهدُ لبنانُ أكبرَ هجرةٍ في تاريخهِ ، وستشهدُ الإماراتُ الأدمغةَ الوافدةَ إليها ، أما مَن سيبقونَ في لبنانَ فهُم الذين لا يستطيعونَ السفرَ ولا تنطبقُ عليهم الشروط .
هل تعرفُ دولتنا معنى ذلك ؟
ستفتشُ عن طبيبٍ فلنْ تجدهُ
ستفتشُ عن مهندسٍ فلن تجدهُ
ستفتشُ عن ممرِّضٍ أو ممرِّضةٍ فلن تجدهما
ستفتشُ عن استاذٍ جامعيِّ فلن تجدهُ .
وما ينطبقُ على الإمارات ينطبقُ على كندا التي بدورها تفتشُ عن أدمغةٍ .
***
ماذا عسانا نقولُ غير :
شكراً دولتنا "العظيمة "،
وهنيئاً للذين يستوفونَ الشروطَ وهنيئاً للإماراتِ لأنها ستكونُ ملاذاً للادمغةِ اللبنانيةِ المبدعةِ كالعلماءِ والمهندسين والمثقفينَ والفنانينَ والأطباء .
***
وليس قليلاً ان "ينْدبَ اللبنانيُّ حظَّهُ" لأنه عالقٌ كرهينةٍ في دولةِ "الغموضِ من أمامهِ والفسادِ من ورائهِ " فإلى أينَ المفرُّ ؟
لكن بعيداً من كلِّ التمنياتِ كيف ستستمرُ الأمورُ ؟
باللغةِ الدارجة : " ما حدا عارف " ! فالدولةُ غائبةٌ ، والسلطةُ التنفيذيةُ مشلولةٌ ، والأمورُ متروكةٌ على غاربها ، "والله يعين الشعب اللبناني" الحضاريَّ بطلَ الصمودِ على ما هو فيه .
***
لبنانُ، لبناننا، لبنانكمْ، رسمهُ الخالقُ قطعةَ سما على الارضِ،
بطبيعتهِ الخلاَّبةِ ، وحبهِ للحياةِ، وبرونقِ تعدُّدِ طوائفهِ،
وبفضلِ عقولِ وابداعاتِ ومهاراتِ اللبنانيين،
الذين حولوا بزنودهم البلادَ العربيةَ، لا سيما الخليجيةَ منها،
التي كانت صحراءَ قاحلةً الى ما يشبهُ روعةَ لبنانَ وطنهم اولاً وباقي العالمِ ثانياً،
أعدتمْ لبنانَ، لبناننا، لبنانكمْ، بعكسِ ارادةِ اللهِ عزَّ وجلَّ الى جهنمِ الحمراءِ.
اهكذا تريدونهُ؟...