#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عاشَ العالمُ الساعاتِ الماضيةَ من واشنطن بكثيرٍ من القلقِ والحيرةِ والغضبِ والتعجبِ والصدمةِ في آنٍ... أرقى الديموقراطياتِ التي تنقلُ للغيرِ التجربةَ النموذجيةَ في الحرياتِ والحقوقِ تعيشُ ازمةً حقيقيةً..
ازمةُ عدمِ الاعترافِ بالنتائجِ الانتخابيةِ وازمةُ التعبيرِ بالشكلِ السلميِّ عن حقِ الرفضِ وحقِ الاختلافِ....
ظهرَ لنا الرئيس الاميركي المنتهيةُ ولايتهُ وكأنهُ عبرَ دعوةِ مناصريه لغزوةِ واشنطن واجتياحِ الكونغرس وكأنه زعيمُ عشيرةٍ في العصورِ الاولى لا يأبهُ بالطرقِ الديموقراطيةِ لتداولِ السلطةِ... طبعاً، نحن هنا لسنا في موقعِ الشماتةِ... ما عشناهُ ونعيشهُ منذ سنواتٍ لا يحقَ لنا من خلالهِ ان نعطي دروساً للآخرين...
"الاصنام" واقنعتهم وورثتهم الذين يتربعونَ على كراسيِ "المجدِ" اللبناني لم يعطوا اللبنانيينَ والعالمَ صوراً أحلى... والانكى انهم دائماً ما يقرّون قوانينَ وتعديلاتٍ دستوريةً واجراءاتٍ على قياساتهم واحجامهم لتسهيلِ البقاءِ على المقاعدِ لسنواتٍ وسنوات..
***
في نهايةِ الامرِ صادقَ الكونغرس الاميركي رغم كل شيءٍ على فوزِ بايدن...وصرنا بانتظارِ ما بعد التنصيبِ والدخولِ الى البيتِ الابيضِ لمعرفةِ كيف سيمارسُ على الصعيدِ الخارجي. والاستحقاقِ الداهمُ هو الملفُ الايرانيُ الذي يقالُ ان بايدن سيتعاطى معه بحكمةٍ شديدةٍ تتراوحُ بين المهادنةِ والحزمِ ،
فيما الكلامُ عن ان لبنان سيكونُ في اولويةِ "اجاندةِ" الحزمِ الاميركي خصوصاً مع انهيارِ الوضعِ اللبنانيِ نتيجةَ تداعياتِ ارتباطاتهِ الاقليميةِ...
عملياً... سنكونُ امامَ اشهرٍ صعبةٍ جداً في الداخلِ اللبناني نتيجةَ شدِّ الحبالِ الاميركي الايراني والذي يتبلورُ منذُ اليوم بطريقةِ التعاملِ مع تشكيلِ الحكومةِ اللبنانيةِ. عبثاً يحاولُ الوسطاءُ فصلَ ازمةِ الحكومةِ عن الخارج.. ولكن القاصي والداني يعرفان ان ما من امكانيةٍ لذلك وان الرئيس سعد الحريري يعرفُ ان ما من امكانيةٍ لتجاوزِ خطوطٍ حمرٍ مرسومةٍ في الخارج، حكومةُ اختصاصيين ونقطةٌ على السطرِ لقطعِ الطريقِ على دخولِ حزبيين...
***
في المقابلِ هناكَ محاولاتٌ لتثبيتِ سياساتِ امرٍ واقعٍ في الداخلِ اللبناني عبرَ خلقِ معاييرَ وهميةٍ وعبرَ تصويرِ التمثيلِ الحزبي ممراً لثقةِ مجلسِ النواب فيما الجميعُ يعرفُ ان التسليمَ بأن هذا الموضوعَ سيقودُ الى نسخةٍ عن الحكومات التي شرّعتْ الفسادَ والمحاصصاتِ على مدى السنواتِ الطويلةِ الماضيةِ.
***
واقعُ الامرِ اننا امامَ حائطٍ مسدودٍ لا تنقصهُ الاَّ سيناريوهاتُ العقوباتِ الموعودةُ قبل مغادرةِ ادارةِ ترامب حتى تتفاقمُ الاوضاعُ اكثر. الوضعُ مقفلٌ حتى اشعارٍ آخر.
البلدُ مقفلٌ نتيجةَ كورونا والقطاعُ الصحي منهارٌ ولا امكانيةَ لديهِ للصمودِ..
الوضعُ المالي والنقدي حدّثْ ولا حرجْ..
ماذا نقولُ؟
هل مَن يسمعُ مِن جماعةِ "الكراسيِ الملعونةِ" بحبِّ السُّلطةِ؟