#الثائر
قال المدير العام لقوى الاكم الداخلي اللواء عماد عثمان في حديث لمجلة الامن:
يا زملاءَ الأمنِ والأمانة،
رحَلتْ الـ ٢٠٢٠ حاملةً معها أوجاعَها ومصائبَها.
سنةٌ مشؤومةٌ سيتذكَّرها العالم أجمع بأنَّها الأبشع في الذاكرة وفي التاريخ.
سنةٌ خافت فيها البشريَّة من احتمال الفناء بسبب الفايروس اللُّغز.
العالم عانى الهواجس نفسها… وباءٌ أغلق الأسواق، وعطّل الإقتصادات، رغم تدخُّل الدول الفاعلة ماديًّا وطبيًّا لمواجهة أضراره، وما استطاعت حتى الآن…
لبنان عانى كذلك من أكثر من خوف… خوف من الوباء … أزمة الدولار … إنهيار الليرة… غموض المستقبل، فضلًا عن وباء فقدان المناعة الإقتصاديَّة والمجتمعيَّة والمعيشيَّة…
كأنَّما لبنان الوليد قبل ١٠٠ عام، المفترض وفقًا لأعمار الدول أنه دولة شابة ناشئة، قد شاخ وداخ بحمل أمراض سياسيَّة مُستعصِية، فاختلطت الشعارات، والتَبَست التوجُّهات.
نحن، اللبنانيِّين، سنتفق على أن ٢٠٢٠ كانت الأبشع في تاريخنا المشحون بجغرافيا يعتبرها البعض مقدَّسة…
لكن، مع ذلك، لا بدَّ من القول والشهادة بأنَّ الأيام السوداء الطويلة التي عشناها في ٢٠٢٠، أظهرت خامة مؤسَّستنا، مؤَّسسة قوى الأمن الداخلي، التي استطاعت، رغم كلِّ التحدِّيات، أن تحافظ على نظافة الأداء في أوقات صعبة توقَّع البعض خلالها ضياع مفهوم الأمن.
نعم، كانت ٢٠٢٠ علامة فارقة في تاريخ مؤسَّستنا، ففيها حافظنا على كلِّ التزاماتنا لجهة الإنجازات من جهة، والشفافيَّة والمحاسبة من جهة أخرى، في وقت كان كثيرون يحلمون بإيقاعنا في فخِّ التجاذبات.
في وداع سنةٍ بغيضة، أتوجَّه بالشكر لكلِّ عناصر مؤسَّسة قوى الأمن الداخلي، بدءًا من الشرطي والدركي، وصولًا إلى الرتيب والضابط، على الجهد الإستثنائيِّ الذي بذلوه للحفاظ على أمن الوطن والمواطن، في وقتٍ راهن أعداء كُثُر على أننا لن نقدر على تحمُّل أعباء المسؤوليَّة المُلقاة على عاتقنا.
وفي استقبال سنةٍ جديدة لا نعرف مسبقًا كيف ستكون، أتعهَّد أمامكم، يا رجال الأمن، بأن نتابع مسيرة الحق والقانون بغضِّ النظر عن أصوات المُغرِضين الراغبين بانهيار أمن لبنان.
وعدٌ منَّا لعام ٢٠٢١ بأن يبقى أمن الوطن والمواطن أُولى أولويَّاتنا، وفي عُهدةٍ أمينة بين أيديكم… عُهدةِ قوى الأمن الداخلي.
وكلَّ عام وأنتم بخير، ووطننا الحبيب لبنان ينعمُ بالخير والأمن والإستقرار.