#الثائر
عبد الله قمح- الأخبار -
بهاء الحريري ، «الوريث» الذي لم يجد طريقه نحو الوراثة، والعاجز عن تسويق نفسه بديلاً لشقيق مُبعد، استفاق على حقيقة مرّة جعلت منه ضحية إضافية تسقط على درب محاولة إرضاء محمد بن سلمان
كان تدشين مشروع حركة «سوا للبنان» يطمح إلى «رعاية» الانتقال الجماعي للسنة من تحت سقف سعد الحريري إلى خيمة شقيقه بهاء. استغل الوريث المفترض ظروفاً طارئة، وربما محسوبة، ساعدت في تكوين صورته السياسية بنسختها الحالية، وأحالت إلى الظن بأنها تأتي وفق توقيت زمني مضبوط لتعبيد الطريق أمامه. ما جعل من هذا الظن شبه واقعي توالي الأحداث دفعة واحدة في المشهد السياسي السني، من اعتزال سعد الحريري إلى انكفاء زملائه في نادي رؤساء الحكومات السابقين... كل ذلك قبل أن يتبين أن «سوا» ليست أكثر من مشروع تسويق لـ«منتج » بديل، لم يغر السعودية رغم سقفه العالي، بقدر ما أغرى وسائل الإعلام المتعطشة للعملة الخضراء.
آراء المواكبين لتجربة بهاء القصيرة، تؤكّد أن ما لم يُعطَ للابن البكر لرفيق الحريري عام 2017 عندما فشل في تقديم نفسه بديلاً لشقيقه الذي احتُجز وأُجبر على الاستقالة، لن يُعطى له عام 2022. وهذا، يفسّر حال «سوا» العاجزة عن صياغة خطاب سياسي جذّاب للشارع السُني، بعدما كانت لها أفضلية الاستفادة من الفراغ في هذا الشارع إثر خروج تيار المستقبل من المشهد، وخوض الانتخابات النيابية لتحجز لنفسها موقعاً ضمن التركيبة. فبعد الغرق في حملات إعلامية وافتتاح مكاتب لم تفلح في استقطاب شرائح شعبية، ساد الاعتقاد، لأسابيع، بأن بهاء سيحضر شخصياً إلى بيروت للمشاركة في اختيار مرشحيه. غير أنه لم يُسجّل في وزارة الداخلية أي ترشيح رسمي لأي مسؤول أو عضو في «سوا». واكتفت الحركة بالبحث عن حلفاء تعاونهم فقط بإحصاءات انتخابية، أو بدعم «ماكينات انتخابية».
مصدر في «سوا» ينفي انكفاءها السياسي حاصراً إياه بـ«الانكفاء عن الترشيح، من دون التخلي عن استنهاض الهيئات الناخبة، لأن التحدي الأساس اليوم هو حال الإحباط التي يُعاني منها الشعب اللبناني». بيد أن الإحباط الذي تشهده البيئة السنية خصوصاً تسلل إلى من تفاعلوا مع خطاب بهاء أنفسهم، قبل أن يخبو بريق هذا الخطاب عوض أن يزداد لمعاناً مع كل يوم يقترب فيه موعد الانتخابات، بدليل تراجع الحملات عبر مواقع التواصل واضمحلال النشاط الانتخابي.
حملت «سوا»، مع إطلاقها، عناصر جذابة أعادت إلى الأذهان، بحسب مصادر مواكبة، زمن دخول الحريري الأب المعترك السياسي من بوابة الخدمات. «تعامل بهاء جيداً مع قضية استنساخ الصورة، ولكن من دون قدرة على إخراجها بطريقة مفيدة، قبل أن تتبدل النتيجة وتصبح جزءاً من أسباب تراكم الإحباط السني». أما مصادر الحركة فتؤكد أن «استراتيجيتها طويلة الأمد ليست الانتخابات سوى محطة فيها»، من دون نفي أن مقاربتها للأمور تبدلت. ومن الواضح أن الأسباب التي أملت الانصراف إلى ما هو أبعد من الانتخابات ليست محض سياسية وإنما تنظيمية أيضاً، بعدما ثبت عجز الحركة عن تكريس نفسها كحالة جماهيرية، فضلاً عن البرودة التي وسمت تعاطي الأطراف السياسية معها، ما دفعها إلى إرجاء مشاريعها إلى 2026، موعد الاستحقاق النيابي المقبل!
الأخبار