#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
"طوفانُ" الطبيعةِ يشبهُ الى حدٍ بعيدٍ طوفانَ الطوائفِ، الكثيرَ من الحدةِ... لدرجةِ عدمِ القدرةِ على الاستيعابِ... نعم فبقدرِ ما لم نستوعبْ حجمَ الامطارِ التي هطلتْ وتهطلُ، فإننا لم نستوعبْ حتى الساعةِ حجمَ الاصطفافاتِ الطائفيةِ التي عشناها في الايامِ السابقةِ، صحيحٌ انها هدأتْ لكنها حملت في طيّاتها الكثيرَ من معالمِ الخوفِ والقلقِ من المتاريسِ التي قد ترتفعُ مجدداً مع كلِّ محطةٍ ومع كلِّ ازمةٍ، وهذا لا يعني ان البركانَ هَمَدَ لأن ما قد تشهدهُ تطوراتُ الايامِ المقبلةِ قد يؤججُ الامورَ اكثرَ..
***
اليوم يشعرُ الناسُ انهم في حالةِ انعدامِ وزنٍ.. هم "معلّقون" بين الارضِ والسماء.. بين الأملِ واليأسِ، بين الممكنِ والمستحيلِ.. كثيرةٌ هي الاوهامُ التي تسحقهم وقليلةٌ هي الآمالُ التي يعتقدون انها ستتحققُ:
عملياً... لا شيءَ بين اياديهم: لا اموالٌ، لا اعمالٌ لا مؤسساتٌ لا ارزاقٌ لا مستقبلٌ... عملياً هم امامَ دولةٍ منهارةٍ بالكاملِ وفاشلةٍ .
إعترف الرئيس المكلف سعد الحريري من بكركي انه آتٍ لوقفِ الانهيارِ في هذه الدولةِ...
كيف؟ لا نعرف... على من نعقدُ الآمالَ بعد، والمستحيلاتُ كبُرتْ والتعقيداتُ تطوّقُ الجميعَ... رئيس مجلس النواب نبيه بري يتحدثُ عن حائطٍ مسدودٍ.. المؤشراتُ للأسفِ تدلُ على ذلك.. يعني عملياً... نحن الناس مع امنية سعد الحريري، لكننا سائرونَ نحو الانهيارِ السريعِ... هل هناك اسوأُ من تصورِ سيناريو في لبنان لتوزيعِ البطاقاتِ التموينيةِ او التمويليةِ؟
هل هذه هي حالنا؟ نشاهدُ وزيرَ الاقتصادِ ومباشرةً على التلفزيون يشرحُ وكأنه استاذٌ جامعيٌ درساً حسبنا للحظةٍ انه آتٍ من كوكبٍ آخر.. درساً يشرحُ فيهِ للبنانيين خطةَ دعمهم في مواجهةِ الجوعِ والذّلِ والفقرِ...
***
العالمُ يسيرُ رغم كلِّ ازماتِ كورونا الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ نحو مكانٍ آخر... ولا يزالُ يتقدمُ ويقاتلُ من اجلِ الحداثةِ والتطوّرِ... اما لبنانُ .. ايها الفاشلونَ الذين فتكتم بنا فتأخذونهُ الى قناديلِ الكازِ والعتمةِ وكلِ ادواتِ الجاهليةِ والحروبِ والقبائلِ... من اسلوبِ العيشِ الى اسلوبِ التقاتلِ..
ايها الفاشلونَ العاجزونَ، هل تتابعونَ الى أين وصلَ اهلنا في الخليجِ ؟ والى أين وصلتِ الحداثةُ والعمرانُ والتطوّرُ في دولِ الخليج الحبيبةِ؟
راقبوا كيف تتعاملُ الدولُ الحضاريةُ مع شعوبها، وكيف تحفظُ كراماتِ ابنائها وحتى رعاياها...
وقارنوا كيف تعاملون ابناء بلدكمْ... وكيف تمرمغونَ كراماتهم يومياً بالذّلِ...وهم لم يستسلموا حتى الساعةَ... ويقاومونَ .
***
وبعد اعلانِ اصابةِ الرئيس ايمانويل ماكرون بفيروس الكورونا، واستطراداً عدمُ قدرتهِ على المجيء الى لبنان،
انه قَدرنا وغضبُ السماءِ علينا، بشتى انواعِ الحظوظِ السيئةِ.
إخجلوا واحذروا طوفانَ الناسِ هذه المرةَ... يجرفكم،
كما طوفانُ الايامِ الماضيةِ...