#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بعد اربعةِ اشهرٍ على انفجارِ مرفأ بيروت ما زال الناسُ ينتظرونَ ما آلت اليه التحقيقاتُ التي وعدوا بنتائجَ حولها، بعدَ خمسةِ ايامٍ... سنصلُ الى الشهرِ الخامسِ ولا شيء ملموساً في الملفِ سوى توقيفِ مجموعةِ ضباطٍ وموظفين ومدراءَ عامين فيما من هم مسؤولونَ حقيقةً نتيجةَ إهمالٍ او مؤامرةٍ او تقصيرٍ او رشاوى، لا يزالونَ احراراً... والجديدُ ان الجانبَ اللبناني تسلّمَ من فرنسا صور الاقمارِ الاصطناعيةِ ليومِ حصولِ الكارثةِ.
فما الذي جاء فيها؟
الا يحقُ للشعبِ ان يعرفَ ماذا جرى حقيقةً؟
والا يقطعُ هذا الامر الشكوكَ او يثيرها من جديدٍ حول عمليةٍ خارجيةٍ دمّرت مدينةً بالكاملِ؟
***
للأسفِ لا يبدو ان هناك احداً في السلطةِ يهتمُ لامرِ هذا الشعبِ الذي دُمّرتْ منازله وها هو سيقضي أجمل اوقاتِ السنةِ في الاعيادِ خارجَ السقفِ وخارجَ الدفءِ وبعيداً عن اجملِ الذكرياتِ... يريدُ الناسُ الحقيقةَ من القضاءِ الذي يبدو أنه في مكانٍ آخر..
***
ثمةَ من يقولُ ان الامورَ على الصعيدِ القضائيِ ذاهبةٌ في اتجّاهٍ آخر، اعتباراً من هذا الاسبوع في ملفاتِ الفسادِ التي سبقَ ان ناضلنا وأصرينا وطالبنا دونَ كللٍ او مللٍ بفتحها وبدءِ المحاسبةِ انطلاقاً مما طالبَ بهِ ثوارُ الشعبِ اللبنانيِ الحضاري...
سيبدأ القضاءُ بفتحِ الملفات الواحدَ تلو الآخر وقد نكون امامَ فضائحَ مدوّيةٍ وربما "تابوهات" ستكسرُ للمرةِ الاولى، ولكن الا تدعو هذه الخطواتُ رغم أهميتها وضرورتها الى طرحِ مجموعةِ اسئلةٍ وملاحظاتٍ على الهامشِ:
اولاً: ما الضمانةُ ان لا يكونَ فتحُ هذه الملفات هو لصرفِ الانظارِ عن ملفاتٍ اخرى، وللقولِ ان الجميعَ فاسدٌ وليس فريقٌ واحدٌ؟
ثانياً: ما الذي يؤكدُ ان لا يكونَ فتحُ هذهِ الملفات موسمياً وكيدياً وفيه الكثيرُ من الابتزازِ ما يخلقُ توازنَ رعبٍ بين جميعِ الاطرافِ فيتنازلُ هذا لذاكَ ويساومُ هذا مع ذاكَ وهكذا دواليك وعندها يكونُ القضاءُ مسرحاً لمزيدٍ من الكباشِ الذي يعودُ ليدفعَ هو وحدهُ ثمنهُ؟
ثالثا: ما علاقةُ فتحِ هذه الملفاتِ اليومَ بتوقيتِ تشكيلِ الحكومةِ أوليست هذه تعريةَ لكاملِ الطبقةِ السياسيةِ بما فيها حتى من يُشكّلون الحكومة؟
وهل كل ذلك سيدفع هذا الامرَ الى تسريعِ ولادةِ الحكومةِ أم تأخِيرها، أم حتى ربما في مرحلةٍ لاحقةٍ اعتذارُ رئيسها؟
***
يبدو اننا ذاهبونَ الى مزيدٍ من السيناريوهاتِ الدراماتيكيةِ المتسارعةِ ان على صعيدِ القضاءِ او على صعيدِ الاقتصادِ او على الامنِ او على صعيدِ الشؤونِ الحياتيةِ للناس...
في شهرِ الاعيادِ الذي حمل الى اللبنانيين في السنواتِ السابقةِ للأسفِ، الكثيرَ من الاغتيالاتِ والحوادثِ الامنيةِ. هل فتحت تحذيراتُ المجلس الاعلى للدفاع البابَ امامَ احتمالاتٍ مماثلةٍ؟
وهل الفوضى الناتجةُ عن مسألةِ الدعمِ او رفعهِ والتي يُعقدُ حولها اجتماعٌ كبيرٌ في السراي الكبير اليوم الاثنين التي قد تأخذُ البلادَ بدورها الى مكانٍ من التوترِ يصعبُ معهُ العودةُ؟
وماذا سيبقى من كهرباء وكيف سيقاومُ هذا الشعبُ الأصيلُ طالما ان الحديثَ هو حولَ اربع ساعاتٍ تغذيةٍ كهربائيةٍ على مدارِ الاربعِ وعشرينَ ساعةً؟
ولا ننسى هنا طبعاً التحذيراتِ بشأنِ انقطاعِ الانترنت نتيجةَ غيابِ قطعِ الغيارِ للصيانةِ والمازوت ووقفِ التمويل...
***
إستعدّوا ايها اللبنانيون... لمزيدٍ من الجنون والفوضى... الكلمةُ يجب ان تعودَ لكم.. لاعادةِ تصويبِ الامورِ... الساحاتُ بانتظاركم... لا ينقصها الا اصواتكم تهدرُ من جديدٍ... تقضُّ مضاجعَهم...