#الثائر
- " فادي غانم "
أشهر بانتظار الحكومة العتيدة.
مبادرة فرنسية، يدعمها الجميع علناً، ويعملون على أجهاضها وعرقلتها سراً. لا أحد يريد التغيير، فكل طرف متمسك بمطالبه، وتسمية ممثليه في الحكومة، والمطلوب أن يكون الوزراء موظفين مطواعين لا أكثر من ذلك.
تدنت قيمة العملة الوطنية إلى الحضيض، ورواتب الموظفين أصبحت قيمتها من الأدنى في العالم، والغلاء وفجور التجار لا حدود له، ودون حسيب أو رقيب، والوباء يجتاح البلاد، والبطالة تتفشى، والجوع يدق الأبواب، والوباء يقبض الأرواح، ويسجن الناس في بيوتهم.
وأصحاب المعالي والسعادة في قصورهم وكأنهم في عالم آخر.
أكثر من عام مر على ثورة تشرين، والبنوك تسرق المودعين، بالتكافل والتضامن مع نواب الأمة والمسؤولين، الذين لم يجدوا وقتاً لمعالجة المسائل الحياتية للمواطنين.
بكل صلافة تحتجز المصارف أموال المودعين، وتدوس على الأنظمة والقوانين، وتجعل المودعين يقفون على أبوابها، يستجدون جزءاً صغيراً من أموالهم، التي ائتمنوا البنوك عليها، ليجدوا بين ليلة وضحاها أنها أصبحت شبه مفقودة.
أصدر حاكم المصرف المركزي قرارا، شرّع فيه للبنوك حجز أموال الناس، وسرقة نصف إي مبلغ يتم سحبه. فالدفع يتم بالليرة اللبنانية، على أساس سعر ٣٩٠٠ ليرة للدولار، ليذهب بعدها المودع ويشتري بهذا المبلغ نصف دولار من السوق السوداء. وكل ذلك علناً تفعله المصارف المحمية من مافيا متسلطة على الدولة والشعب.
هذا يريد وزارة سيادية، وذاك وزارة خدماتية، وكل واحد يدّعي أنه يريد الحفاظ على حقوق طائفته، فيما هم يردون الحفاظ على مراكزهم ومكتسباتهم الشخصية ليس أكثر.
هل فعلاً تحصل طائفة معيّنة على حقوقها، بمجرد أن يعين شخص منها في هذه الوزارة أو تلك ؟ ما هذا الرياء والنفاق؟ الم يحن يا سادة الوقت لوقف حفلة التكاذب هذه؟.
سمعنا وتأملنا كثيرا بالعهد القوي، الذي سينقذ لبنان. لكن ماذ يمكن أن نقول اليوم، بعد كل ما شهده لبنان من انحطاط، وتراجع في اقتصاده، وإذلال لشعبه؟
هل استعادة الحقوق وكرامة المواطن، تكون بدفعه إلى أبواب السفارات يشحذ تأشيرة هجرة من لبنان؟ هل أصبحت الوطنية خطابات عنترية، وأمعاء خاوية، وجيوب فارغة؟ أي ثقافة هذه يا سادة وأي عقول مريضة تبتدع هذه الأفكار؟
هل تعلمون ماذا يريد شعب لبنان العظيم؟ وهل تهتمون لذلك؟
نريد مسؤولاً شريفاً يعمل للبنان وشعبه، وليس لحزبه وطائفته. نريد وزيراً كفوءاً، ولا تهمنا طائفته أو مذهبه؟ نريد مسؤولاً قوياً، يدافع عن مصالح الشعب، ولا نريده ذئبا يحمي طائفته في وجه ذئاب باقي الطوائف.
تتعطل البلاد سنوات ليصبح هذا رئيساً، أو وزيراً، أو سفيراً، أو مديراً. والآن تعطلون البلاد لتعويم فلان، وإرضاء هامان الزمان، والوقوف على خاطر علّان، وكأن البلاد مزرعة، والناس فيها عبيدٌ تُباع وتُشترى كالقطعان.
طفح الكيل يا سادة، ولم يعد بوسعنا أن نحتمل، ولم نعد قادرين على القبول بألاعيبكم أو تصديق أكاذيبكم.
نريد أن نحيا بكرامة حقيقية، وأن نبني مستقبلاً ووطنا لأولادنا.
أنظروا من حولكم، هذه دول العالم تبحث عن العقول والكفاءات، وتمنحهم الإغراءات للإقامة والعمل فيها، وانتم تدفعونهم إلى الهجرة أو الحرب.
نقول لكم كفى لقد طفح الكيل، فلا يمكن أن يستمر شيء إلى الأبد، وانتم راحلون كما رحل من قبلكم الكثيرون، فلا تُضيعوا فرصة أعطيت لكم، لإنقاذ شعبكم وبلدكم، ولا تتلهوا بمكتسبات آنية صغيرة، فتصبحون كمن يزرع الشوك على طريق بيته.