#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
منذ أكثرِ من أسبوعِ " علا صراخٌ " من عدةِ جمعياتٍ خيريةٍ ومنظّماتٍ انسانيةٍ، ان " لا أحدَ يَردُ عليها لأنها بحاجةٍ الى عشرةِ آلآفِ رغيفٍ يومياً في حصصِ التقديماتِ التي توزعها على العائلاتِ التي كانت متوسّطةً وأفقروها، سواءٌ كوجباتٍ او كحصصٍ غذائيةٍ .
***
منذ فترةٍ طالب اهالي السجناء بحقهم، بإصدارِ قانونِ عفوٍ او تسريعِ المحاكماتِ، لأنه لم يعد هناكَ خبزٌ لأطعامِ المساجين .
***
عند اولِ شتوةٍ ، أنكشفتِ الفضيحةُ المدّوِّيةُ :
لسنا في ازمةِ طحينٍ بل في ازمةِ ضميرٍ :
اكثرُ من سبعةِ آلافِ طنٍّ من الطحينِ ، هبةٌ من العراق أثرَ انفجارِ المرفأ ، مخزّنةٌ تحتَ مدرّجاتِ المدينةِ الرياضيةِ . اكتشف وجودها عمالُ بلديةِ الغبيري، وهي في حالٍ مزّريةٍ من الرطوبةِ والعفنِ وتسّرُّبِ المياهِ اليها .
وتزدادُ الفضيحةُ حين يصدرُ معالي وزير الاقتصاد الآتي من جنةِ "عالم الترف" ، أوامرهُ بمنعِ فريقِ سلامةِ الغذاءِ في بلديةِ الغبيري من الكشفِ على الطحين في المدينةِ الرياضية.
يا عالمُ، يا سلطةُ، يا نوابٌ كرامٌ، يا حكّامُ المتحكّمينَ...
هل تتحرَّكونْ؟ أم انه من "نخبةِ الكبارِ" التي لا تطالُ؟
... بلدٌ يحتاجُ بعضُ مواطنيهِ الى كَسّرةِ خبزٍ ،
تُرمى فيهِ اطنانٌ من الطحينِ وتُنسى ربما تمهيداً لبيعها ! مَن يدري ؟
أليسَ في هذهِ الدولةِ العظيمةِ سوابقُ في " تسويقِ " المساعداتِ وبيعها؟
إسألوا ابناءَ العاصمةِ بيروت الذين دُمرتْ منازلهم ، هل تلقوا مساعداتٍ ؟
أينَ باخرةُ الزجاجِ المصريِ ؟
أينَ المساعداتُ العينيةُ الأخرى ؟
أينَ المساعداتُ الماليةُ ؟
***
ليستْ تلكَ الفضائحُ الوحيدةُ في جنَّةِ الملياراتِ:
تعالوا نُجرِ جولةً غيرَ افتراضيةٍ ، بل واقعيةً ، على عددٍ من الفضائحِ ، وأعذرونا على عدمِ الدخولِ في الاسماء، لأن هذا الامرَ هو من مهمَّةِ القضاءِ ، لكنَ البلدَ صغيرٌ " والناس بتعرف بعضا":
وزيرٌ سابقٌ ، كان قبل " نعمةِ الملايين التي هبطت عليه " يعملُ في قطاعِ التعليمِ ، وعندما دخلَ " جنةَ الوزاراتِ " بدأت مفاعيلُ الملايينِ . يقولونَ عنه في بلدتهِ انه اشترى معظمَ عقاراتها ، عدا ملايينهِ الموضوعةِ خارجاً، وبنى قصراً يَليقُ "بعظمتهِ"..
***
فضيحةٌ أخرى عن سياسيٍ آخر، كان وزيراً : كان محامياً عادياً ، حملهُ حظّهُ الى ان يُسمّى وزيراً لحقيبةٍ خدماتيةٍ في حكومتينْ ،والنتيجةُ الاوليةُ الظاهرةُ للعيانِ : فيللا في منطقةٍ فخمةٍ في وسطِ جبل لبنان . فيللا في مسقطِ رأسهِ .ناهيكَ عن حقهِ ان يقيم عرساً لأحدِ اولادهِ، وفيما الناسُ بحاجةٍ الى لقمةِ العيشِ، تناولتِ الالسنُ انه عرسُ الفِ ليلةٍ وليلة .
***
فضيحةٌ ثالثةٌ : وزيرٌ ثالثٌ ، كان مديراً لأحدِ فروعِ المصارف في منطقةٍ بعيدةٍ عن العاصمة ، شابتْ ولايتهُ في الوزارةِ الخدماتيةِ صفقاتٌ فاقت المئةَ مليون دولار ، يتنعمُ اليومَ بأموالٍ " لا تحرقها النيران " ولا يجرؤ احدٌ على مساءلتهِ ومحاسبتهِ .
يا تُرى لماذا؟
هذه عيِّنةٌ "خفيفةٌ" بسيطةٌ تُثبتُ ان الذينَ دخلوا الى جنةِ الحكمِ، على مدى سنواتٍ طوالٍ ، اهدروا وافسدوا وملأوا خزائنهم وجيوبهم.
وحوَّلوا لبناننا الى بلدِ الفقرِ والتعتيرِ.
***
والعيناتُ لا تُحصى بل تصلُ الى مئةِ مليارِ دولارٍ ديناً ، قيمةُ الافلاس... وهكذا انزلونا بالقوةِ الى قعرِ المعاناةِ والمأساةِ.
حتى جَشعُهُمْ وصلَ الى " كسرةِ الرغيفِ" .
اللهُ يُمْهِلُ ولا يُهْمِلُ!...