#الثائر
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"
بين الخميسين 15 تشرين و22 تشرين إتصالات كثيفة من أجل الوصول الى تسمية المكلف تأليف الحكومة الجديدة وإعادة السياق السياسي العام، من المنحى السلبي الى الاتجاه الايجابي خصوصا" ان التردي في الأحوال المعيشية والأوضاع الاقتصادية والنقدية وسواها, يتخد التوجه الانحداري الحاد وقد انطلقت مساء اليوم تحركات احتجاجية من أمام مباني السراي في عدد من المناطق عشية الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة 17 تشرين المطلبية..
في أي حال الاتصالات تجري على خطين: الاول خط باريس-بيروت والثاني داخلي.
على الداخلي: لقاءات واتصالات في عدد من الاتجاهات لإسقاط السلبيات..
وعلى الخط اللبناني-الفرنسي يرتقب أن يحصل اتصال بين الرئيس إيمانويل ماكرون والرئيس العماد عون أو أن يزور لبنان موفد رئاسي فرنسي حاملا" تحذيرا" فرنسيا" الى القيادات بوجوب الإسراع في تأليف الحكومة المنشودة للافادة من الاجتماع الذي تنظمه فرنسا الشهر المقبل في باريس من أجل لبنان.. مع العلم أن أي اتصال بين ماكرون وعون لم يحصل منذ ثمان وأربعين ساعة ونصف, وحتى الآن.
الاتصالات الكثيفة وازتها جولة الدبلوماسي الأميركي ديفيد شينكر المتناولة عنوانين(2) الأول مفاوضات الناقورة للترسيم الجنوبي.. والثاني مسألة تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة..
شينكر الذي بدأ جولته منذ يومين والتقى الرئيس بري وقبله البطريرك الراعي التقى عصرا" الرئيس الحريري وصباحا" الرئيس عون الذي أكد في اللقاء أنه يعول كثيرا على دور الوسيط الاميركي في مفاوضات الترسيم البحري من جهة ومن جهة ثانية يعمل الرئيس عون لقيام حكومة نظيفة تحقق الاصلاحات.. شينكر, بحسب معلومات تلفزيون لبنان, تمنى أن تؤدي مفاوضات الناقورة هدفها في خلال أسابيع وليس أشهرا"... وعن الحكومة, يؤكد شينكر أنه شأن داخلي ونحن لا نتدخل به.
نبدأ تفاصيل النشرة من قصر بعبدا من لقاء عون-شينكر.
================
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"
ما بين الخميسين تأجيل ... تبعه صمت يترجم واقع محركات التشكيل المعطلة فماذا عن موعد الإستشارات المقبل؟؟.
حتى الآن لاءات ثلاث تم تكليفها تشكيل المشهد: لا إتصالات رصدت لا لقاءات حصلت أو هناك نية لكي تحصل وفق المعلن والأهم ألا مؤشرات توحي بأن التأجيل سيفضي إلى تغيير في المعطيات المتوافرة منذ ما قبل وقوعه.
في الشارع إنعكست اولى مؤشرات التأجيل بشكل مباشر إرتفاعا في سعر صرف الدولار في السوق السوداء فيما المواطن يئن تحت وطأة فقدان الدواء وتقنين البنزين والأسعار (الفلتانة) بلا رحمة مضافا إليها تقييد السحوبات بالليرة اللبنانية بفعل تعاميم زادت الوضع الطين اصلا بلة لتضاف إلى هم المودع المحجوزة أمواله.
ومن تداعيات التعاميم المصرفية إعلان منشآت النفط في طرابلس والزهراني التوقف عن تسليم مادة (الديزل أويل) للسوق المحلي نظرا لغياب الآلية الواضحة لعمليات البيع والتسليم والإيداع والنقص الحاد في العنصر البشري الكفيل بالقيام بمهمات نقدية معقدة.
على خط المفاوضات ترسيم الحدود إطلع رئيس مجلس النواب نبيه بري من رئيس الوفد اللبناني التقني المفاوض العميد الركن بسام ياسين على أجواء اللقاء الأول.
فيما حضر الملف نفسه في بعبدا بين رئيس الجمهورية ميشال عون ومساعد وزير الخارجية الأميركية دايفيد شينكر.
عون شدد امام ضيفه على تعويل لبنان كثيرا على الدور الأميركي الوسيط للوصول إلى حلول عادلة خلال مفاوضات الترسيم فيما بقي موقف شينكر في إطار التمنيات بإنجاز التفاوض في أسرع وقت ممكن والوصول إلى نتائج إيجابية.
ومن خارج الإطار التفاوضي كان لعون كلام حكومي امام الموفد الأميركي حيث أبلغه بالعمل حاليا من أجل قيام حكومة نظيفة.
اللافت أن بيان قصر بعبدا حول مضمون اللقاء ولاسيما لناحية تأكيده أن شينكر نوه بالدور الإيجابي لعون في قيادة مسيرة مكافحة الفساد لم يعمر طويلا حيث أوضحت السفارة الأميركية عبر المتحدث بإسمها أن شينكر حث عون على إستعمال سيف الشفافية لتغيير نهج الحكم في سياق مجازي تعليقا على عبارة مكتوبة على سيف معلق في مكتب رئيس الجمهورية.
===================
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"
عشية الاحتفال الوطني الشعبي الكبير بمرور سنة على ثورة 17 تشرين ، لا بد من التوقف عند اخفاقات الثورة والنجاحات التي حققتها هذه الانتفاضة الشعبية المدنية العفوية العارمة العابرة للطوائف التي انطلقت في ذلك النهار المبارك.
اما في النجاحات ، فهي وإن لم تكن حاسمة ولم تتمكن من إحداث التغيير المنشود ، أي أنها لم تسقط السلطة الفاسدة ورجالها ، وأنها لم تتمكن حتى الساعة من تشكيل جبهة تغييرية ببرنامج موحد يخولها تسلم الحكم . غير أن الثورة فرضت إطارا حديديا آسرا للسلطة المتسلطة ورجالها الفاسدين، قيد حركتهم ومنعهم من التصرف بمقدرات البلاد كيفما شاؤوا. بمعنى أدق ، صحيح ان الثورة لم تتمكن من الفرض لكنها باتت قادرة على الرفض، وهذا يبدو واضحا من خلال تهاوي الحكومة الأولى والثانية وسقوط محاولة التأليف وهي بعد في طور التكليف. أما في الإخفاقات والمعوقات ، فيعاب على الثورة أنها لا تزال على تفككها ، وهي مصابة بما يشبه الأمراض التي تصيب أهل السلطة ، أي التسابق المكتوم على القيادة والتنافس غير المجدي في استصدار البرامج الاصلاحية المتضاربة، ما سمح بتنامي فطريات عبثية فوضوية تدعي الثورة، أخافت الثوار الحقيقيين. ولا ننس في السياق، القمع السلطوي و انتشار فيروس الكورونا والأوضاع الاقتصادية المزرية التي خففت من اندفاعة الثورة . لكن غدا يجب ان يشكل انطلاقة جديدة لها مسنتدة الى النجاحات ومتعظة من الاخفاقات .. لبنان يحتاجكم
أما على ضفة السلطة فلا مكان للحسابات الوطنية ، فالسلطة بشخص رئيس الجمهورية وجبرانه، عطلت الاستشارات لإخضاع الرئيس الحريري لواجب التواصل مع باسيل بغية التحاصص المباشر معه بلا وسيط، وكأن شيئا لم يتغير ولا شعبا يجوع ولا بلاد تغرق في الفوضى. هذا التصرف الذي لم يفاجىء العارفين بجبران ، لم يفاجىء حزب الله الذي كان يراهن على هذه النتعة الباسيلية مستغلا الوقت الضائع لافتعال شروط لتبديل مضامين المبادرة الفرنسية. علما بأن الحزب واثق من أمرين: الأول، تمسك الحريري بالورقة الفرنسية التي هي بالنسبة اليه بيان الحكومة الوزاري. والثاني ، رفض الرئيس ماكرون تغيير مضمون مبادرته.
والسؤال المطروح الآن ، هل يبقي الرئيس عون على الاستشارات الخميس المقبل فيكسب الدولة ما أضاعه عليها العناد من وقت ثمين؟، أم يدفع البلاد الى جحيم الفراغ فيطير الاستشارات مستعيدا شعار،" إما جبران أم الفراغ" . في هذه الأجواء ، يجول ديفيد شنكر على المرجعيات الرسمية والسياسية مقيما الجولة الأولى من مفاوضات الترسيم مع اسرائيل، وما لم يعره بعض السلطة من اهتمام ، هو تركيز الموفد الأميركي على اهمية التعجيل في الاصلاح وصولا الى الشفافية، لأن هذه الخطوة إن تحققت ستعطي الدولة اللبنانية الدفع الضروري لتلقف مرحلة ما بعد الترسيم ، والتي تبدأ بمساعدة لبنان ماليا واقتصاديا على التعافي من مصائبه، وصولا الى استغلاله ثرواته الغازية والنفطية، من الجنوب الى الشمال، فهل من يسمع؟
====================
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"
ما زالت الدولة العميقة في لبنان تكمل اجهازها على مواطنيها، فيما اهل السياسة يكملون النزال في مربع التكليف والتاليف من دون تجهيز مخرج لازمتهم بعد.
دولة بعمق حفنة من المحتكرين والمصرفيين وحاكم بامر المال، ما مال طرفهم عما بايدي اللبنانيين حتى يسلبوهم ما ابقوه لهم من فتات، رغم معرفتهم بكل جوعهم واوجاعهم.
حفنة من المؤسف انها فاعلة مهما تغيرت الحكومات، ولم تغير يوما في اسلوبها او طريقتها المتوحشة للربح المشروع وغير المشروع، فسلبت المواطن حلمه ورغيف خبزه، وبات اسير بورصات المازوت والبنزين والدجاج والطحين، والدولار المتسيد على الجميع.
في جديد هؤلاء السادة تسقيف السحب من البنوك حتى بالليرة اللبنانية، والذريعة حماية الليرة وخفض التضخم – وهم وحاكمهم ابرز اسبابه.
وفي عذر اقبح من ذنب توقف توزيع المازوت من المنشآت النفطية عبر قرار مصرف لبنان البيع بالليرة اللبنانية وعدم وجود آلات لعد الاموال وعناصر لحمايتها، كما بررت ادارة المنشآت، ما يعني ازمة مازوت متجددة، وبموازاتها ازمة بنزين.
اما ازمة الدواء فقد لاحقها وزير الصحة بحثا عنه في مستودعات تجارها، مكتشفا بعضا من العينات عن محتكرين مجرمين يحبسون الادوية عن محتاجيها بانتظار تحقيق ارباح اضافية.
ووسط كل هذه الازمات المفتعلة، يبقى فعل المواطن بنفسه واهله أخطر الافعال مع مساعدة كورونا على الانتشار بطريقة مخيفة، حيث يبدو انه بات من غير الممكن السيطرة على الوباء مع استنزاف الدولة والمستشفيات والمجتمع المستنزف اصلا. ارقام قياسية تؤكد صدارة لبنان من حيث نسبة الاصابات، وسط حال من التفلت وعدم الالتزام.
اما الحديث عن الحال السياسية فهو لزوم ما لا يلزم، مع الترنح في المواقف والاتصالات، وبروز جولة مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفد شينكر الذي زار القصر الجمهوري واشاد بجهود الرئيس عون لمكافحة الفساد وتغيير النهج السائد.
جهود التطبيع ومحاولة بيع فلسطين باحلام واهية، بددها مشهد من داخل المسجد الاقصى، حيث حضر حفنة من السياح الاماراتيين الى باحات المسجد تحميهم قوة من جنود الاحتلال، وتلعنهم هتافات وصلوات الفلسطينيين..
================
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"
في بعض الإعلانات التجارية عن سلعة معينة، ترد الجملة التالية: "انتخب منتج العام عن السنة كذا"... إذا اقتبسنا هذه الجملة وعدلنا فيها لتصبح: انتخب ملف العام في الفساد عن السنة كذا.... فأي ملف يفوز؟
ملف الدواء أو ملف المحروقات أو ملف الاحتيال في تجزئة الفروج أو ملف إخفاء السلع المدعومة أو ملف المحروقات أو غيرها من الملفات؟
صدقا، يصعب انتخاب ملف واحد، فكل الملفات تتسابق في ان تكون الأولى... ما من ملف يفتح في هذا البلد إلا وتفوح منه روائح فساد لا تنتهي.... ولنبدأ بالأحدث: الدواء، مصرف لبنان يبيع مستوردي الأدوية ومصنعي الأدوية الدولار على 1500 ليرة، ليبيعوا الدواء مدعوما، فماذا يفعل كثيرون منهم؟ يخفون الدواء ويقولون إنه "مقطوع"، لكنهم يهربونه على سعر دولار 9000 ليرة! "وبتفرق بين 1500 و9000 آلاف ليرة"... ماذا سيحدث لهؤلاء المستوردين والمصنعين؟ لا شيء! لقد شاهدوا قبلهم مهربي المازوت والبنزين، ولم يجرؤ أحد على معاقبتهم، "وما حدا أحلى من حدا"... ألم يحدث الشيء ذاته مع تجار الفروج؟
"يفصفصونه" ليضاعفوا أرباحهم في الصدر وفي الطاووق، علما أن دعم الفروج لا يستثني شيئا منه... وطالما الحديث عن الفروج، من يتذكر الفروج الفاسد المجمد منذ أكثر من اربعة أشهر، في مستودعات في وسط المتن الشمالي؟ أين أصبح هذا الملف؟ داب الثلج عن الفراريج وبان مرج الفساد، فهل من خبر عنه؟
الدولارات المصروفة على دعم الدواء والسلة الغذائية والمحروقات، تذهب إلى جيوب "كم مستورد أدوية، وكم مصنع أدوية، وكم مهرب محروقات، وكم مستورد مواد غذائية!".
أليس لهؤلاء اسماء؟ أليس لشركاتهم أسماء؟ الا يحمل السجل التجاري اسماءهم وأسماء شركاتهم؟ بالتأكيد نعم، ولكن من يجرؤ على ملاحقتهم بتهم التهريب والفساد؟ بالتأكيد لا أحد، ولهذا فإنهم يضحكون الآن حين يسمعون هذا الكلام... فأخطبوط الفساد في الإدارات عصي على كل كلام وعلى كل إجراء، وكأنهم يقولون: "أنتم تقولوا ما تشاؤون، ونحن ننشط تهريبا ونعيث فسادا، وبعلم من يفترض أن يلاحقنا".
في المقابل، مأساة - ملهاة انشغل بها الوسط السياسي اليوم، أين أصبحت المساعي التي ستفضي إلى التكليف؟ وهل سيتم الإتصال بين الرئيس الساعي إلى التكليف وبين رئيس التيار الوطني الحر؟ كل المؤشرات تدل على ان الأمور "مكربجة".
==================
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"
فجروا استشارات الخميس ..وجلسوا ينتظرون اتصالا للإطفاء يوم الجمعة. ولما تعذرت لغة التواصل جرت الاستعانة بشبكة الألياف الفرنسية من خلال استجداء "رنة " هاتف من سعد الحريري إلى جبران باسيل عبر جهاز الإليزيه على قاعدة "من ساواك بجنبلاط ما ظلمك "، لكن الحريري لم يكن في وارد خسارة " يونت " واحدة على رئيس التيار وسربت أوساطه أنه مستمر كمرشح طبيعي وأن الصمت هو سيد الموقف، وخلاف ذلك تحليل وتكهنات بحسب مستشاره وحتى الخميس المقبل فإن اللعبة ستحافظ على أدواتها مع فرق أن التيار لن يصعد على كتف كتلة أخرى كالأرمن ليتكئ على زنودها السياسية
وأن رئيس الجمهورية لن يجد سلما للتمسك بالتعطيل ولم يكن الرئيس ميشال عون من أساس الحجة في عوز الى بدعة أرمنية للتأجيل فهو اختبأ وراء النواب الآوادم ليسن شرعة جبران ولأنه يدعي صون الدستور فربما كان من الأسهل مكاشفة الناس والإدلاء أمامها بكل وضوح القسم الدستوري المعدل: أحلف بالله العظيم أني احترم دستور جبران باسيل وقوانينه واحفظ استقلاله ومصالحه وسلامة مساعيه، ربما كان ذلك أكثر إقناعا للمواطنين من ادعاء الحكنة الدستورية وتأجيل الاستشارات بناء على رغبة كتل لم ترغب في التعطيل ، أما أن تصاب البلاد بنكبة التعطيل لأن رئيسا غير مكلف لم يتصل بزعيم تيار فذلك هو العصيان والتمرد واحتجاز الاستشارات ووضع لبنان في علبة الانتظار وهو الذي ينزف أبناؤه يوميا من دواء وغذاء وحصار في المال والأعمال ..
وفي حاجة الى حل بالأمس قبل اليوم فما الضير في عدم اتصال الحريري بباسيل ؟ ما دام لرئيس الجمهورية صلاحية التوقيع في حرب التكليف والتأليف ؟ وقد اعتاد ميشال عون أن يكون صعب التنازل وأن العالم كله يستطيع أن يسحقه ولا يأخذ توقيعه ..وأن له سوابق في عدم الموافقة على التشكيلات القضائية المتحتجزة في أدراجه منذ أشهر .. وايضا استصعب على نفسه تسجيل الإمضاء على مرسوم إعفاء بدري ضاهر واليوم فإن صلاحياته هذه يمكن استخدامها مع تكليف سعد الحريري وعندئذ يكون زعيم المستقبل قد خسر وفق الدستور والصلاحيات وليس لأسباب " عائلية " وشخصية ولرغبات باسيلية غير أن المسار الذي تسلكه بعبدا وميرنا الشالوحي يبدو أنه لمحاصرة بيت الوسط ودفع الحريري إلى "الصراخ" باكرا وقبل بزوغ فجر الخميس وهذا ما لم يقدم عليه الحريري حتى الساعة لأن ما يريد باسيل إيصاله ..
قد سمعه زعيم المستقبل في الثالث عشر من تشرين " وما قلناه قد قلناه " وليس لدى اللبنانيين مزيد من ترف الوقت للاستماع إلى أهزوجات فرعية وفزلكات عن إجماع وطني معطوفا على إجماع مناطقي وميثاقيات كل في اتجاه تبعا للطائفة .
وإذا كان التيار متمسكا بمثاقية مسيحية فإن سمير جعجع نفسه .. الرافض منذ البدايات لحكومات وميثاقيات لم يتذرع بهذا البند .. وهو عارض من دون ان تنبت له أنياب طائفية. وعلى مرمى ليل واحد من ثورة تشرين .. الناس تقول لكل الزعماء المعطلين منهم والباقين على قيد السلطة : انكم في حجوركم .. تسجنكم كل افعالكم السابقة واللاحقة وقد نجاكم الله بسبب وباء كورونا .. ولولا الجائحة المستجدة لما كان من بينكم زعيم مستبد .
=================
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"
في مثل هذه الساعات قبل سنة بالتمام والكمال، كان سعر صرف الدولار يقارب الألف وخمسمئة ليرة، وكانت هناك حكومة وحدة وطنية، وكان الوضع بالتأكيد أكثر استقرارا من الآن سياسيا واقتصاديا وحتى أمنيا، ولو أننا لم نكن نعيش في أحسن الأحوال… فبماذا نفعنا الحراك أو الانتفاضة او الثورة؟
السؤال الاخير تعبير عن حالة شعبية عامة، تطرح هذه الاسئلة واكثر، فماذا حققت حركة 17 تشرين خلال عام؟ الجواب الموضوعي يمكن ان ينطلق من تحديد ثلاثة انجازات في مقابل ثلاثة اخفاقات.
فلنبدأ بالانجازات:
الانجاز الاول: اكدت حركة 17 تشرين ان شعبنا حي، وان ما كان يقال عن لامبالاة شعبية بالاوضاع السياسية، لم يكن صحيحا. فالشعب اللبناني، ولاسيما في الايام الاولى للحراك، اثبت أنه معني بمستقبل الوطن، بحيث اتى تعبير الناس عابرا للطوائف والمذاهب والمناطق، وحتى للفئات العمرية.
الانجاز الثاني: كشفت حركة 17 تشرين ان الطبقة السياسية في غالبيتها، لم تكن على دراية بحقيقة الشعور الشعبي تجاهها، بحيث تجرأت مثلا على طرح رسم الواتساب، بما يرمز اليه على صعيد الحياة الشخصية واليومية للمواطنين، ظنا منها أن الاعتراض لن يحصل، وأنه لو حصل، سيكون قابلا للاستيعاب السريع. هذا من دون الاغفال بأن التيار الوطني الحر تميز عن سواه بالتعبير عن عدم القدرة على تحمل الاخطاء المستمرة، وانتظار اشارة من رئيس الجمهورية للتحرك وقلب الطاولة، وذلك في كلمة رئيسه جبران باسيل في ذكرى 13 تشرين التي سبقت الانتفاضة بأربعة ايام.
الانجاز الثالث: اسقطت حركة 17 تشرين محرمات كثيرة، سواء لناحية بعض الملفات التي بات فتحها اكثر سهولة، او لجهة بعض الشخصيات التي صار توجيه النقد اليها، ولو بأقسى العبارات، امرا واردا في كل لحظة، الى جانب تحويل مسألة تعديل الدستور واعادة النظر في الطائف الى قضية مطروحة.
لكن في مقابل الانجازات الثلاثة المذكورة، تقتضي الموضوعية ايضا ان نتحدث عن ثلاثة اخفافات:
الاخفاق الاول: الفشل في طرح مشروع موحد يجمع القوى المشاركة في الحراك او الانتفاضة او الثورة، ليكون قادرا على استقطاب فئات مجتمعية عاشت على مدى عام حالا من الضياع ازاء طروحات متناقضة نسبت الى الحراك، وتخبط في اطلاق المواقف من النزوح السوري والحرب او الثورة السورية، مرورا بإلغاء الطائفية السياسية وقوانين الانتخاب خارج القيد الطائفي والانتخابات المبكرة، ووصولا إلى سلاح المقاومة والقرار 1559. ولعل من ابرز علامات غياب المشروع البديل، ان ندور على انفسنا دورة كاملة، قبل ان نعود بعد عام الى طرح رئيس الحكومة التي اسقطها الحراك، رئيسا لحكومة انقاذ.
الاخفاق الثاني: الفشل في تقديم شخصية او هيئة قيادية يمكن التحاور معها، وهو ما منع قيام حوار بناء مع من يحمل طروحات اصلاحية منذ عقود، وتجسد بعدم التجاوب مع دعوات الحوار المتتالية التي وجهها رئيس الجمهورية الى المتظاهرين، علما أن ابرز من تناول موضوع غياب الشخصية او الهيئة القيادية التي يمكن التواصل معها باسم الحراك، كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
الاخفاق الثالث: الفشل في التمييز الواضح بين الحراك الصادق والعفوي، والتحركات الحزبية المكشوفة، التي عبرت عن نفسها بالشتائم الموجهة ضد شخص وفريق واحد، او من خلال محاولات تقطيع الاوصال وقطع الطرقات، والاعتداء على الجيش والقوى الامنية والممتلكات العامة والخاصة، الى جانب أعمال العنف وتخريب وسط بيروت، وصولا إلى الاعتداء على الاعلاميين، حيث كانت للـ OTV حصة الاسد في هذا الاطار، على رغم أنها تميزت على مدى عام بفتح هواءها لجميع اللبنانيين على اختلاف الانتماءات والمشارب والاهواء، في مقابل قنوات خصصت اربعا وعشرين ساعة على اربع وعشرين للتحريض في اتجاه واحد فقط لا غير.
في كل الاحوال، ما قبل 17 تشرين لم يعد كما بعده، وهذا ما ادركه الجميع بالتأكيد. واذا كان الخلاف سيبقى مستمرا حول ما تحقق او لم يتحقق خلال عام، فالاكيد ان التغيير لم يعد امرا غير قابل للتحقيق، ومصيرا يهرب منه البعض الى الامام، عاما بعد عام.