#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لكَ رحماتُ اللهِ يا سموّ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. غفرَ اللهُ لكَ وأسكنكَ فسيحَ جنّاته.
نبكيكَ اليومَ، وسنفتقدُ حكمتَك السديدةَ وقيادتَكَ الرشيدةَ ووطنيتكَ الناصعةَ،
وكم سنحتاجُ إلى مشورتكَ الطيّبةِ ورؤيتك الثاقبةِ في هذا الزمنِ العربي الصعب، حيث نبحثُ عن كل صوتٍ حكيمٍ وقرارٍ شجاعٍ.
نبكيك اليومَ، وسنفتقدُ قائدَ الإنسانيةِ الحقّةِ والحَكَمَ العادلَ المؤمنَ بربِّهِ سبحانهُ وتعالى، والمؤمنَ بالهدايةِ والسلام.
نبكيك اليوم، وسنفتقدك دائماً، أنت مَن أدركتَ أن الحروبَ لا تقودُ إلا إلى الحروب، وأن العنفَ لا يحلُّ الأزماتِ بل يفاقمها.
نبكيك اليوم، وأنتَ تعودُ إلى ثَرى الكويت الحبيبة، وهي مرفوعةُ الجبينِ، زاهيةٌ على الدنيا بإنجازاتٍ تحققت بحكمتكم.
نبكيك اليوم، يا صاحب السموّ، ولكن، كلنا إيمانٌ في أن الكويتَ الحبيبةَ ستحفظُ إِرثَكم دائماً، وستبقى كويتَ السلامِ والعدلِ والإخاءِ العربي والانفتاح.
فَنَمْ قريرَ العين يا صاحب السموّ. وكما يقول الشاعر:
"وَفَّيْتَ قِسْطَكَ لِلعُلَى فَنَمِ"!
***
وداعاً يا صاحب السموّ. قريرَ العينِ تنام.
عزاؤنا أنك تنامُ مطمئناً إلى سعادةِ شعبٍ آمنَ بحكمتكَ وعدالتكَ ورؤيتكَ السديدةِ فتألَّق على الأممِ.
تنامُ قريرَ العينِ على شعبٍ أحبَّكَ وسيحبُّكَ ما دامت أجيالُهُ تحلمُ بوطنٍ جميلٍ وبمستقبلٍ سيكون في كل يومٍ أجمل...
تنامُ قريرَ العين وأنتَ خيرُ خلفٍ لخيرِ سلفٍ، قاد الكويت الشقيقة إلى حيث تستحقُ ويستحقُ شعبها الكريمُ الطيّبُ، وبكل جدارةٍ.
***
برحيلكم يا صاحب السموّ، نفتقدُ نحن اللبنانيين سنداً عظيماً وأخاً طيّباً معطاءً.
كيف ننسى شهامتكَ وأنت تمدُّ يدَ العونِ الى بلدنا الذي مزَّقتهُ الحروبُ والأزمات.
هل ننسى دعمكم للبنان بكل المجالات؟ من القطاعِ المالي إلى تشجيعِ الصادرات إلى تمويل المشاريعِ بصندوق التنمية الكويتي؟
وقبل كل شيء، هل ننسى رحابةَ صدركم تجاه اللبنانيين، بالإقامةِ والعمل؟
***
وأما نحن أبناءُ سعيد فريحه فنستذكرُ الأيام، وبرحيلكَ نبكي والدَنا مرتين.
يكفينا فخراً استقبالك لنا دائماً، بمحبةِ الأبِ، وأنت تقول بمكتبكَ بقصرِ بيان امام الحاضرين: "أبناء سعيد فريحه هم أبنائي".
يكفينا تكريمكم لنا في زياراتنا السنويةِ للكويت الحبيبة، نحن بسام والهام سعيد فريحه، حيث لا حدودَ لاحتضانِكم الأبوي وللوفاءِ والصداقة.
بين آل فريحه و"دار الصياد" وسموِّ قيادتكم عُمرٌ من الوفاءِ وغَمرٌ من المحبةِ وطُهرٌ من الصدقِ والشهامةِ العربية…
بين آل فريحه وسموِّ قيادتكم زهرةُ صداقةٍ تألّقت في حضرة الصديقِ الكبير الخالد، الشيخ جابر الاحمد الصباح، طيَّب الله ثراه، وفاحت أريجاً منذ أن بُوركت الكويت بتسلمكم قيادتها عام 2006…
وثِقْ يا صاحبَ السموّ الباقي حيّاً بذكراه وإنجازاتهِ، أن هذه المحبةَ باقيةٌ بيننا وبينكم ولن تزول، أنتم ودولة الكويت الشقيقة الحبيبة.
***
كلنا أملٌ، يا صاحب السموّ، في أن الآتي لقيادةِ الكويت الحبيبة سيقتدي بهديكم، ويكونُ مثلكم، خيرَ خلفٍ لخير سلفٍ.
لك رحماتُ الله يا أيها الجبينُ العربي العالي، الصديقُ الغالي الكبير...
لله ما أعطى، ولله ما أخذ، والبقاءُ لله.