#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الزمنُ اواخرُ ايلول واللبنانيون في هذه الايامِ في العادةِ مشغولونَ بالتحضيرِ لهمومِ تعليم اولادهم في المدارس والجامعات وفي الورشِ العاديةِ لتأهيل المنازل قبل فصل الشتاء... التأهيلُ العادي الذي تحملهُ ميزانياتُهم. الحياةُ كانت تسيرُ رغم كلِ شيءٍ بشكلٍ منتظم...
الزمنُ اواخرُ ايلول 2020... اللبنانيون او من تبقّى منهم على ارصفةِ الانتظار... انتظارُ المجهولِ الذي لا يعرفون ما هو ... ما هو ابعدُ من جهنمٍ التي يعيشون فيها منذ ثلاثين عاماً.
ربعُ سكانِ بيروت بلا بيوتٍ وبلا سقوفٍ قبل الشتاء... اجتماعاتٌ رسميةٌ تافهةٌ لا تُعطي حلولاً لناسٍ هُجّروا من بيوتهم بعد 4 آب ولا من يقول لهم ما هو مصيرهم. لا الدولةُ، لا شركاتُ التأمينِ ولا المجتمع الدولي ولا مؤسساتُ المجتمعِ المدني.
المدارسُ تُتابع كما الجامعات سياساتِ "قنصِ" الناس بالاقساطِ عن سنواتٍ لا تدريسَ عملياً فيها انما تعليمٌ عن بعدٍ وما ادراكمُ ما البعدُ فيما الاهالي يتناتشون بين بعضهم الكتب المستعملة ليدرسَ بها ابناؤهم... اما الميسورونَ منهم فيتسابقون من ينشرُ اكثر صورَ اولادهِ في اهم جامعات اوروبا...
***
هذا جزءٌ من مشهدِ العذابِ الانساني اليوم اواخر ايلول. مصارفُ تجمَّد اموالَ الناسِ المهدورةَ اساساً...
بطالةٌ تحكمُ نصفَ شبابِ البلد الذي لا حُلمَ له الا الهجرةَ، حرائقُ يوميةٌ وانفجاراتٌ متنقلةٌ لا احد يعرف اسبابها ولا مفتعليها... كأننا فعلاً امام فيلمٍ "سوريالي" لوطنٍ يختفي، ينهارُ... ولشعبٍ ينتظرُ الاعدامَ الجُماعي...
وفي الانتظارِ... سياسيون يتلهّون بالنكتةِ وبالتمريكِ... صحيحٌ ان سعد الحريري فتح كوّةً بالامسِ في جدارِ تشكيلِ الحكومة المقفل، لكنه في الوقت نفسه أظهر نفسهُ هو الممسكُ بالمبادرةِ وكأن لا رئيس حكومةٍ مكلفاً ولا مؤسساتٍ ولا دستوراً... لكن هذه المبادرةُ قُوبلت برفضٍ من الثنائي الشيعي الذي يقول انها سبق ان عُرضت عليه من الفرنسيين ورفضها....
***
عملياً سيظهرُ سعد الحريري هو المعرقلُ وهو صاحبُ الحلِ امام الفرنسيين.. وسيظهر الثنائي الشيعي امام ماكرون، اذا رفضَ، وكأنه من يفجَّرُ مبادرةَ رئيسٍ جاء الى لبنان ووضع مصداقيتهُ على المحكِ.
وفي الوقتِ عينه كيف سيتعامل رئيس الجمهورية والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي مع ما صدر، هل يقبلانِ بمبدأ فرضِ الحلول كما جرى من بوابةِ سعد الحريري؟
***
الامور في خواتيمها.... ولكن ما بدا لافتاً فهو الصمتُ الذي لاذ بهِ الرئيس المكلّف وكأنه يتلقى ولا يُبادر فهل هذه مؤشراتُ طريق ادارتهِ الحكومة اذا شُكّلت ومن سيكون الرئيس الفعلي للحكومة؟
واستطراداً.. اذا شُكّلت الحكومةُ وفق المعاييرِ الموضوعةِ حسب الثنائي الشيعي باتفاقٍ ضمني مع سعد الحريري او بغيرِ اتفاق على الاسم فكيف سيتفاعل المجتمع الدولي والخليجي مع هذه الحكومة وهل ننتظرُ لائحةَ عقوباتٍ اكثر شمولاً هذه المرة واوسعُ مروحةٍ بما يُعتبر رسالةً كبيرةً على عجزٍ وفشلٍ سيحكمان عملَ هذه الحكومةِ حتى ولو بالغطاء الفرنسي؟
***
وفي الحديثِ عن الدعم الفرنسي بعضُ الاسئلةِ على الهامش :
- ما هو مصيرُ مرفأ بيروت ومَن سيلتزمُ اعادةَ اعمارهِ؟ وهل الفريق الذي أتى به ماكرون في هذا الخصوص سينطلق للعمل تبعاً لنتائج المبادرة الفرنسية ام لا ؟
- اين اصبحت المساعداتُ الدوليةُ للبنان بعد انفجارِ المرفأ خصوصاً ان المبلغ الذي يقارب الثلاثمايةَ مليون دولار، لا يُعرف اطارُ تنفيذه ولا من يُديرهُ ولا مع مَن يُصرفُ؟
- هل بدأت عملياً الاطرُ التنفيذيةُ للمساعدة الفرنسية للمدارس الفرنسية في لبنان،مع تحمل اعباء الاقساط المدرسية؟ مَن يُشرفُ على هذه العمليةِ وكيف تُدار...
في خضمِ كل هذه الاسئلةِ سؤالٌ واحدٌ:
اللبنانيون ماذا عليهم بعد ان يدفعوا "افعالَ توبةٍ" وهم غير مذنبينَ لترحموهم...