#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
انشالله خير، كل خير...
بهذا اختصر الرئيس المكلّف مصطفى أديب زيارتهُ للقصر الجمهوري حيث التقى الرئيس العماد ميشال عون . تماماً كما كتبنا بالأمس...
حتى لا تظهرَ الامورُ على حقيقتها المرّةِ جاءتِ الزيارةُ لان الموعدَ حان ولان المهلةَ انقضت وحتى لا يعلن عن رفضِ الرئيس عون التشكيلةَ جاءت على لقاءٍ "مشكولٍ" بالمضمون.. فالرئيسُ المكلّف وصلت اليهِ اجواءُ قصر بعبدا حيث لا امكانيةَ لحكومةٍ تتمُ بالفرضِ وبدون التشاورِ على الاسماء، وبمسارٍ قد يصلُ الى الصدامِ مع الطائفةِ الشيعية ايضاً خصوصاً وان هناك كلاماً نُقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري من ان الحكومةَ اذا وُلدت في جو عدمِ توافقٍ مع الشيعة وفي جوٍ انقلابيٍ كما يُحضّر اليوم فأن رئيس مجلس النواب سيتركُ لنائبه ايلي الفرزلي ترؤس جلسةٍ لاعطاء ثقةٍ لحكومةٍ قد لا تأخذها في غيابِ التمثيل او البركةِ الشيعية عليها....
***
هذه هي الازمةُ بحد ذاتها.. على مسامعِ رئيس مجلس النواب وصلت اسماءُ الوزراء من هنا ومن هناك، منها المعروف ومنها غير المعروف، في عمليةٍ جعلتهُ يشعر وكأن البلادَ يحكمها فريقٌ واحدٌ بنّفَسٍ انقلابيٍ وصلت التحذيرات الى قصر بعبدا... ومنها الى الاليزيه التي يبدو انها "ستُفرملُ" الاستعجالَ في اعلانِ الحكومة حتى لا يتمَ حرقُ المبادرة بكاملها ونعي الدورِ الفرنسي بأكملهِ...
الجميعُ اليوم امام الاستحقاقِ الكبير... رئيس الجمهورية لا يريدُ الاصطدامَ بالرغبةِ الفرنسية في تسريعِ ولادةِ الحكومة وهو ابدى عبر جبران باسيل ليونةً كبيرةً ولكن في الوقت نفسهِ لا يريدُ ان يكون الامرُ على حسابِ دورهِ وصلاحياتهِ ولا حتى موقعِ ودورِ فريقٍ وازنٍ في البلد واذا وقف هذا الفريقُ في وجهِ حل الازمةِ فلن يكون هناك أيُ خروجٍ من النفق.
***
الرئيس المكلّفُ ومعه فريق الرباعي الرئاسي السني وان كان يشعرُ بزهوِ الانتصار فهو لن يكون قادراً على الاستمرارِ في معاندةِ نصفِ البلد خصوصاً وان رئيس مجلس النواب سبق ان سلّف سعد الحريري عدةَ مراتٍ مسألةَ الاصرارِ على المجيء به رئيساً للحكومة، فكيف يُقابلُ لبنانياً وسنياً وفرنسياً بمسألةِ ضرورةِ التخلي عن وزارة المال وحتى عن تعيينِ امينٍ على المال، بلا معرفةَ ولا رضى الثنائي الشيعي عليه...
ماكرون سيحاولُ تفكيكَ العقد وبالانتظار سيكونُ حبلُ مشنقةِ العقوبات الاميركي بانتظارِ رؤوسٍ جديدةٍ يُراد من خلالها تلقينَ الدروسِ...
فكيف يمكنُ الخروج؟
ازمةٌ وراء ازمة.
انهيارٌ وراء انهيار.
ضربةٌ وراء ضربة.
وكأن هناك لعنةً ضربتِ البلاد ويشعرُ الناسُ معها انهم رهائنُ لعنةٍ ليسوا مسؤولين عنها... همهم الوحيد انهم خُلقوا لبنانيين وضريبتهم انهم بقوا واستثمروا وبنوا في البلاد فيما تشير المعلومات الى ان كثراً من ناهبي الاموال العامة والفاسدين هربوا مع اولادهم ليسجلوهم في ارقى مدارس وجامعات اوروبا... من جنيف الى برشلونة الى باريس الى روما الى لندن.
لبنانيون يتنافسونَ، مَن سبقَ الآخر على تسجيلِ ابنائهِ في اكبرِ وارقى جامعةٍ... هؤلاء يتباهون بصورهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهم يودعون "فلذاتِ اكبادهم" أهمَ الجامعات.
فيما باقي المقيمين الرهائن في لبنان، يبحثون كيف يشترون "ايباد" لاولادهم للتعلّم عن بعد... في بلدٍ لا اموالَ فيه للشراء ولا انترنت ولا كهرباء....
فأيُ اجيالٍ غاضبةٍ ضدَ الجميع سيُخرَّجُ هذا الوطنُ الحزينُ المجروحُ المنكوبُ المنهوبُ المسلوب؟