#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ماذا فعلْتم بوطننا؟
مَن اعطاكم حقَ قتلِ آمالِ جيلِ الشبابِ وحقَ قتلِ هناءِ ما تبقى من عمرِ المتقاعدين وحقَ قتلِ مثابرةِ الجيلِ المخضرم؟
يا أهلَ السلطةِ ...اتعلمونَ انه في هذا الشهرِ كان الطلابُ يفرحونَ بشنطةِ المدرسة ، يختارونها بضحكةٍ ويرتّبون فيها كتبهم الجديدة والأقلام والدفاتر؟ ماذا فعلتم بضحكةِ الطلاب ؟ حولتموها إلى حزنٍ على وجوههم ودمعةٍ محبوسةٍ في عيونِ آبائهم وأمهاتهم .
مَن أعطاكم صكَ أن تنزعوا من الشعبِ الحقَ في الحياةِ والحقَ في العملِ والحقَ في الطبابةِ والحقَ في التعليمِ ... صار الشعبُ بلا عملٍ وبلا طبابةٍ وبلا تعليمٍ .
مَن أعطاكم الحقَ في مصادرةِ أموالِ اللبنانيين؟
هذا الذي أودع جنى عمرهِ في المصرف ، وذاك الذي اقتصدَ من راتبهِ طوال حياتهِ ليعلِّم ابناءه ، وآخرُ جمع شيئاً من المالِ لآخرتهِ ، وآخرُ هاجر إلى أصقاعِ الدنيا ووضع ما جناهُ في وطنهِ ، فوضعتم أيديكم، ايتها السلطةُ الفاسدة، على كل هذه الأموال.
***
يا أهلَ السلطة .... ماذا تفعلون في السلطةِ غير التسلُّطِ ؟
ماذا تفعلون في الحكمِ غير التحكّمِ ؟
الناس يستوردون بضائعهم عبر مرفأ بيروت فتسبب إهمالكم في تدميرِ المرفأ ... يستوردون ايضاً عبر المطار، فبدأوا يرتابون من وضعه، فما الذي يمنعُ ان يكون الاهمالُ معمماً؟
فيصلُ الى المطارِ كما شاهدنا على كافةِ شاشاتِ التلفزة، انه لم "تمر صيانة" للمنشآت النفطيةُ لوقودِ الطائراتِ منذ سنواتٍ وبدأ بالتسرب بسبب أهمالكم ، كما هو حالُ المرفأ ؟
***
هل بلغكم عددُ طلباتِ الهجرةِ إلى بلدانٍ تبدو العودةُ منها صعبةً جداً ؟ .... هل بلغكم ان معظمُ طلباتِ جوازاتِ السفر هي لعشرةِ أعوام بهدف الحصولِ على تأشيراتٍ لعشرةِ اعوام؟ هل بلغكم ان شعباً بكاملهِ لم يعد يؤمنُ بدولتهِ لكنه متعلقٌ بوطنهِ ؟
ماذا فعلتم بالناس ؟ أحدثتم في قلبِ كل إنسانٍ جرحاً لا يندمل :
يحبُ وطنهُ لكنه لا يثقُ بدولتهِ ...
فهذا الشرخُ بين الوطنِ والدولة هو من صنع أيديكم ، ففي الدولِ المتقدمةِ ، الشعبُ يحبُ وطنهُ ويحترمُ دولتهُ لأنها توفر له الخدماتِ مقابل الضريبةِ التي يدفعها ...
في لبنان الشعبُ يحبُ وطنه لأنه ولد فيه لكنه لا يحترمُ دولتهُ لأنها لا تقدم له شيئاً بل تسلبهُ وتسلبُ عرقَ جبينهِ.
***
لا ندري ماذا امامنا، لكن يبدو ان ايامنا اكثرُ من صعبةٍ وسوداءُ وصولاً الى أدنى درجاتٍ تحت الفقرِ،
إذ لبُّ المصيرِ: هو الضغطُ على لبنانَ لترسيمِ الحدودِ واكثرْ...