#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
سيدي الرئيس إيمانويل ماكرون
بين زيارتِكم الأولى مطلع هذا الشهر ، وزيارتكم الثانية اليوم ، شعرنا ونشعرُ بأنكم واحدٌ منا، بعاطفتِكم تجاه لبنان وانتقائكم بعنايةٍ فائقةٍ الأماكن التي ستزورونها ...
السيدة فيروز أيقونةُ الفنِ اللبناني، وبذلك تتوئمُ عظمةَ فرنسا مع عظمةِ لبنان .
فيروز التي غنت في فرنسا ثلاث مرات: الأولى ١٩٧٩ على مسرح الاولمبيا، والثانية ١٩٨٨ على مسرح بيرسي، عندما منحها جاك لانغ وزير ثقافة فرنسا وسام الكومندور الفرنسي، والثالثة ٢٠٠٢ على مسرح الآيل.
فيروز التي وصفها " جاك لانغ " بأنها " رمزُ مجموعاتٍ ترفضُ أن تموتَ"..
نعم سيدي الرئيس نحنُ شعبُ لبنان الحضاري نرفضُ ان نموت.
لبنانُ في قلبِ فرنسا وفرنسا في قلبِ لبنان :
للبنان كرسيٌ في الاكاديميةِ الفرنسية التي يسمونها ايضاً " مجمع الخالدين " والتي يجلس عليها امين معلوف اديبنا الذي نال جائزة غونكور .
اللبنانيون يعرفون لامارتين وفيكتور هوغو وبالزاك وبودلير وجان جاك روسو وأندريه جيد ، يحفظونهم عن ظهرِ قلبٍ ويستشهدون بأدبهم وأفكارهم .
***
سيدي الرئيس ...
نحن كأسرةٍ لبنانية، انطلاقاً من لبنانيتنا التي لا نساوم عليها ، وعمقنا العربي الذي نتشرَّف به ، نقول لكم :
لبنان أمانةٌ في أعناقكم حتى تعودَ الكلمةُ إلى موقعها، والاملُ إلى الجيلِ الصاعد الواعد ...
سيدي الرئيس ...
تزورُ بلدةً في أعالي جبل لبنان ، جاج ، وتغرسُ أرزةٍ في غابة الأرزِ فيها بمعيَّةِ طلابٍ لبنانيين ... ما هذه اللفتةُ العظيمة ، كأني بك تقول للبنانيين :
الأرزةُ تتوسطُ علمكم ، ونشيدكم الوطني فحافظوا عليها ...
ومشاركة الطلاب رسالةٌ إلى الطبقةِ السياسية فحواها :
إنهم أملُ لبنان .
***
سيدي الرئيس ...
ستجولون مجدداً على المناطق المنكوبة من المرفأ وفي عاصمتنا الحبيبة بيروت المحروقة المدمّرة والتي كانت في زمنٍ من الأزمنة " أم الشرائع " ... وستلتقي شبابَ لبنان المتطوعين الذين مازالوا يعملون ليلَ نهار منذ 4 آب لرفعِ ما جناهُ فسادُ الاهمالِ في العاصمةِ الجوهرةِ بيروت .
وستلتقون الطبقةَ السياسية لتقولوا لهم : ماذا فعلتم ببلدكم ؟
سيدي الرئيس ...
نقول ، وبكل ضميرٍ مرتاحٍ نحنُ شعبُ لبنان الحضاري :
ساعدونا للخلاص، ساعدونا لتعيدوا البسمةَ الى وجوهنا، ساعدونا نحن شعبٌ يحب الحياةَ والثقافةَ والتنوع، شعبٌ منفتحٌ على الدنيا واقاصيها.
نحن الشعبُ الذي قهروهُ،واذلوهُ،وحرموهُ من متعةِ العيشِ الكريم والعلمِ والثقافة والانفتاح.
إنها البدايةُ للمحافظةِ على لبنانَ الكبيرِ .