#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
إثنانِ لا قيمةَ لهما في لبنان : الإنسانُ والوقتُ .
واثنانِ يُقتلانِ أكثر شيء في لبنان : الإنسانُ والوقتُ .
جهةٌ واحدةٌ مسؤولةٌ سواءٌ إهمالًا أو سوءَ إدارةٍ ، هي السلطةُ التنفيذية .
" القصة ما بتضيِّع " ... لماذا التفتيشُ بعيداً ؟ المطلوبُ محاسبةُ مَن يتخذُ القرار، فإذا كان قراره خاطئاً لا بد من محاسبتهِ ، وإذا كان مهمِلاً ، لا بد من محاسبتهِ أيضاً . إن عدم المحاسبة يجعلُ السيئَ والمهمِلَ يُمعنانِ في ارتكاب المعاصي من هدرٍ وفسادٍ واهمالٍ وصولاً الى قتل وتدمير، ناهيك عن الافلاس .
***
المثلانِ الأكثرُ وضوحاً هما: مسألةُ تشكيلِ الحكومة وارتباطُ أكثرِ من مسارٍ بها . ومسألةُ التحقيقِ في انفجار المرفأ .
يسير ملف تشكيل الحكومة وفق وتيرةٍ تقتل في بطئها " كأن ما في شي بالبلد " : لا انفجارٌ وقع وشرَّد خمسين الف عائلةٍ ولا عشراتُ آلافِ المنازل تهدمت كلياً او تضررت ، ولا عشراتُ آلاف العائلات هائمةٌ على نفسها ولا تعرفُ ماذا ستفعل ؟
لا استشاراتٍ ، وفق ما يقول الدستور . بل مشاوراتٌ غير ملزمةٍ يتبرأ منها القائمون بها ساعة يشاؤون .
فوفق نظريةِ " قتلِ الوقت " ، أين أصبحت الاستشاراتُ لتسميةِ رئيس جديد لتشكيل الحكومة ؟
***
هل يُدرِك مضيعو الوقتَ أن أواخر هذا الاسبوع يمكن ان يعود الرئيس ماكرون إلى لبنان ؟ هذا إذا لم يُلغِ زيارته ! في حال عاد، فبماذا سيستقبله المسؤولون ؟
حتى الديبلوماسي الاميركي ديفيد شينكر الذي سيصل أواخر هذا الاسبوع ، كيف سيستقبله المسؤولون ؟ وكيف يبررون " قتل الوقت"على مدى شهرٍ ؟
***
لن يكون الجهد منصباً إلا على همومِ الناس ومشاغلِ الناس ومشاكلِ الناس وازماتِ الناس، فهم البدايةُ والمنتهى وهدفُ كلِ كتابةٍ.
فالكتابةُ للسياسيين وعن السياسيين لن تجدي نفعاً لانهم "لا حيلةَ لمن تنادي"، اما الكتابةُ للناسِ وعن الناسِ فهي التي تحيي الأملَ. أتعرفون لماذا؟
لأن لا مستقبلَ للسياسيين في لبنان بل للناسِ ولا سيما للشباب منهم فهؤلاء الذين بات يُحسبُ لهم الفُ حسابٍ، واذا كان هناك من دعمٍ يجب ان يعطى او يقدمُ لأحد، فهو لهم دون غيرهم .
هذه هي القاعدة الذهبية: لا إنقاذَ للوطنِ من دون إنقاذِ المواطن.
... وهذا هو التحدي الأبرز .
التركيبةُ السابقةُ التي تحاول استلحاق نفسها لكن عملية الاستلحاقِ لن تنفع خصوصاً ان المنافعَ التي كانوا يتقاتلون عليها ويستقتلون للدخول الى السلطة من اجلها، لم تعد متيسرة، اذ ان ملياراتِ المليارات ذهبت مع الرياح الى جيوب الفاسدين.
وليكن تنظيم المساعداتِ لاحقاً الاختبارَ الاساسي لكم ،أنتم جيل الشباب وهكذا تبرهنون انكم الأكثر شفافيةً والأكثر قدرةً على تعاطي الشأن العام .
***
وثقوا ان لا نهوضَ للبلدِ من دونكم ... فمن غير الممكن ان تكون الطبقةُ السياسية المتسببةُ في الدمارِ، هي نفسها التي تساهمُ في الاعمار.
فالدمارُ والاعمارُ خطانِ لا يلتقيانِ.