#الثائر
الدولة اللبنانية التي لم تولِ يوماً إهتماماً بالرياضة والأندية الرياضية ، تستكمل اليوم مسلسل تدمير هذا القطاع الحيوي والهام على الصعيد الوطني في لبنان .
صحة الإنسان هي أغلى ما يملك ، والرياضة هي باب الحفاظ على الجسم السليم والعقل السليم ، وطريق إكسابنا المناعة اللازمة لمواجهة الأوبئة والأمراض ، وأجمل الهوايات التي يمارسها شبابنا وشاباتنا للترفيه عن النفس ، والابتعاد عن العادات السيئة ، التي قد ينجرفون خلفها ، في ظل الضغوط المادية والنفسية الكثيرة التي يعانون منها .
التزمت الأندية الرياضية خلال الفترة الماضية بعد تفشّي وباء كوفيد-١٩ بإجراءات الوقاية والسلامة العامة ، واعتمدت قيوداً هامة في النظافة والتطهير والحفاظ على التباعد وفق مسافات آمنة بين اللاعبين والمتدربين .
هذه الأندية التي صمدت لسنوات دون أي دعم مادي من قِبل الدولة ، اعتمدت على نفسها ، واستمرت بدافع الإيمان برسالة حضارية صحية للمجتمع والأنسان ، فالرياضة لدينا مسيرة تضحية وتربية وتوعية وأخلاق ، وليست عملاً تجارياً أو مهنة ربحية .
اليوم أُصبنا جميعاً بعسر مادي خانق ، بسبب الإقفال المتمادي الذي أعلنته الحكومة ، وبتنا على شفير الإفلاس والإغلاق التام ، وما زالت الدولة لا تلتفت إلى معاناة الاتحادات والأندية الرياضية ، ولم تُقدم لها أي دعم على الإطلاق .
نعم نحن الآن غير قادرين على الإستمرار ، فإما العودة إلى فتح الأبواب ضمن الشروط الصحية التي التزمنا بها طيلة الفترة الماضي ، وإمّا إغلاق الأندية نهائياً ، وتدمير الرياضة في لبنان ، بقرارات حكومية جائرة ، لا تراعي أدنى متطلبات صمود هذا القطاع ونهوضه من أزمته المالية الخانقة ، في ظل جائحة كورونا ، وما خلّفته من إغلاق وتراجع في النشاط الرياضي .
لن نفرط بمسيرة عمرها سنوات ، بذلنا في سبيلها الغالي والنفيس والجهد والتعب ، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه .
ونهيب بوزيري الداخلية والبلديات والشباب والرياضة والصحة ، في حكومة تصريف الأعمال ، التنبّه إلى مخاطر الإقفال التام ، وما سيسببه ذلك من أثر سلبي على مستقبل الأندية واصحابها والمجتمع اللبناني ، الذين أصبحوا عاجزين عن المتابعة والأستمرار .
رئيس أكاديمية الحزام الأسود و الاتحاد اللبناني للهابكيدو.
دكتور حسان الغضبان .