#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في الأساس، لا أحد مستعجلٌ على تشكيل الحكومة الجديدة أكثر من الشعب اللبناني الذي انتفض في 17 تشرين، لأنه هو الشعبُ الذي اكتوى بنيرانِ انفجار المرفأ، وقبله بمآسي كورونا، وقبلها بتداعياتِ الثورة وقبلها بالإهتراءِ الإداري . وصولاً الى افلاسهِ.
الشعبُ لن يستكينَ الا حين يتخلصُ من هذه الطبقةِ الفاسدةِ السياسية التي عاثت فساداً وابتلعت الأخضرَ واليابس ولم تُبقِ على شيء .
لكن بمقدار ما ان الشعب الثائر بعقولهِ وقلوبهِ وعلى ارض عاصمته المحروقة مستعجلٌ ، وله الحق ، فإن السياسيين مستعجلون أيضاً، لكن لا احد من المعنيين والفاعلين يسأل عن السياسيين الذين أصبحوا مادةً منتهيةَ الصلاحية في عيون اللبنانيين او في عيون العرب والغرب المهتمين بلبنان .
***
المهتمون بلبنان باتوا أقربَ إلى طروحاتِ الشعبِ الحضاري منهم إلى طروحات السياسيين :
جاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، إلتقى بالناس قبل ان يلتقي بالمسؤولين ، سمع منهم ما يريدون ، دوَّن ملاحظاتهم واهتم بها أكثر.
جاء وكيل وزارة الخارجية الأميركية دايفيد هيل ، سمع من الناس كلاماً هو ذاته الذي قالوه للرئيس الفرنسي :
الكلام ذاته لأن الفاسدين ذاتهم وناهبي مالِ الناس ذاتهم، ولهذا فإن أجندة الديبلوماسي الأميركي الذي يحمل الرقم 3 في الترتيب في الخارجية الاميركية ، باتت معروفةً حتى ولو أنه مازال في بداية جولته التي تمتد إلى الغد
في أجندة هيل دعم تشكيل حكومةٍ تمثّل اللبنانيين الاوادم الشرفاء اصحاب الايادي النظيفة ذات الخبرات العالية، وتلتزم التزاماً حقيقياً الإصلاح وتعمل له.
وفي الأجندة أيضاً الحاجة الملحّة لإرساء الإصلاح الاقتصادي والمالي، وإنهاء الفساد المستشري، وتحقيق المساءلة والشفافية، وإدخال سيطرة الدولة على نطاق واسع من خلال المؤسسات العاملة.
ويبدو أن هيل مهتم بموضوع الحياد الذي طرحه البطريرك الراعي، ولهذا فإنه سيلتقيه في بكركي، وقد دعا الراعي عدداً من السياسيين الذين عملوا معه على مبدأ الحياد لمناقشة دايفيد هيل فيه .
***
وطالما أن هيل يهتم بما سيقوله وما سيطرحه الرأي العام، وبما أن الصحافة هي جزءٌ أساسيٌ من الرأي العام ، فإننا نطالب العالم بأسره الذي هرول الى بيروت المدمرة:
إرفعوا الغطاء السياسي والسريةَ المصرفيةَ عن هذه الطبقةِ السياسية الفاسدة.
وضعوا ايديكم بايدي الشرفاء من شعب لبنان الحضاري ممن انتفضوا في 17 تشرين تعبيراً عن المطالبة بأدنى حقوقهم الوطنية،ناقشوا معهم طروحاتهم وخياراتهم واجعلوهم يشعرون ان بإمكانهم التحرك من اجل لبنان الجديد النظيف بعدما عاش ربعَ قرنٍ هدراً وفساداً ودماراً وصولاً الى افلاس الدولة.
الشعبُ الحضاريُ الذي انتفض وثار وقمعوه يعرف ماذا يريد، وبعد تلاحق الخيبات ، ها هو اليوم بدأ ينظم نفسه بعدما تأكد من أن صوته أصبح مسموعاً لدى المجتمع الدولي.
وقد صرح دايفيد هيل في بيروت انه بطلب من الحكومة المستقيلة ان FBI ستكون من عداد المحققين في كارثة مرفأ بيروت،تستحق حكومة د. دياب الشكر على مبادرتها الوحيدة.
هذه المرة لن يكون بمقدور احدٍ الا السير بعزمٍ وقوةٍ وتصميمٍ وصمودِ الاوادم من شعبه نحو لبنان الجديد ولو اخذ وقتاً...