#الثائر
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"
بيروت المنكوبة تلملم جراحها، والدمار يلفها بعد الانفجار الزلزال الذي حصد حتى الساعة مئة وخمسة وثلاثين شهيدا وحوالي خمسة الاف جريح، فيما اعمال الانقاذ مستمرة بحثا عن عدد كبير من المفقودين.
تعددت الروايات حول هذا الانفجار، الا ان النتيجة واحدة، بيروت منكوبة والعالم المتضامن مع لبنان وشعبه مصدوم لصورة الخراب فيه.
وفي اطار التضامن، زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيروت ظهر غد، وكلام دبلوماسي غربي عن احتمال عقد جلسة لمجلس الامن الدولي.
وبانتظار انتهاء التحقيقات المتوقعة خلال خمسة ايام، سلسة قرارات لمجلس الوزراء وابرزها حال الطوارئ العسكرية في بيروت، وفرض الاقامة الجبرية على المسؤولين ومحاسبتهم.
اما رؤساء الحكومات السابقون فطالبوا بتحقيق دولي أو عربي.
في هذا الوقت، جسور جوية بين لبنان وعدد من الدول لنقل المساعدات الطبية.
وفي المعلومات الامنية المتداولة ما ذكرته رويترز عن قصف جوي اسرائيلي وراء التفجير، ونفي مخابرات الجيش اللبناني لمداولات الاعلام والتواصل الالكتروني.
هذه المعلومات تأتي في ظل ترقب الاستنفار العسكري لجيش الاحتلال الاسرائيلي عند الحدود الجنوبية.
وفي تداعيات هذا الانفجار، اعلان المحكمة الدولية ارجاء النطق بالحكم في قضية اغتيال الرئيس الحريري من 7 اب الى 18 منه.
عاصفة المرفأ كادت تسحق بيروت لولا إمتصاص البحر نصف قوة التفجير.
===================
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"
ماتت بيروت .. قتلوها احرقوها ودمروها.
كابوس مهول وجحيم مرعب عاشته عاصمتنا الحبيبة لم ينم أهل المدينة المذعورة ساعات الليل الرهيب مرت طويلة مشهد لا يوصف بكاء وأنين ونحيب وذعر وأم وأب وأخ قضوا ليلتهم بحثا عن فلذات أكبادهم بين الدمار والركام والمستشفيات.
بثوان فقدنا كل شيء سحل جزء كبير من المدينة سحلا ودمر تدميرا كاملا خراب فوق خراب ودماء فوق دماء ومفقودون وضحايا وجرحى بالالاف.
من المسؤول ؟ بالله عليكم أفيدونا فجرتم عن قصد أو غير قصد قنبلة نووية هل يعقل هذا ؟ هل يعقل تخزين 2750 طنا من المواد المتفجرة في عنبر واحد لا يبعد سوى امتار قليلة عن قلب بيروت ؟ بيروت المفجوعة.
ما هذا الاستهتار؟ ما هذه الفضيحة المدوية ؟ ما حصل لا يمكن السكوت عنه إنها جريمة لا بل مجزرة دموية رهيبة وفظيعة تستدعي تعليق المشانق ومحاسبة كل مسؤول مهما علا شأنه عن التقصير الفادح الذي روع لبنان وكاد يفني بيروت عن بكرة أبيها.
ماذا ننتظر ؟ الناس منهارة وخائفة الناس فقدت الامل الناس تبحث عن أجوبة بين ركام الإعصار المدمر الناس تريد الحقيقة عما حصل وجرى فمن يطمئنها ويبلسم جراحها ويبدد خوفها والسؤال الاهم كيف ستواجه الحكومة هذه الكارثة الوطنية غير المسبوقة هل ستتحرك بجدية هذه المرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ام أن فداحة الكارثة أكبر بكثير من قدرة الدولة على استيعاب المأساة البشرية والمادية دون مساعدة دولية عاجلة.
مجلس الوزراء في أول جلسة له بعد الكارثة أعلن حال الطوارىء لمدة أسبوعين قابلة للتجديد في بيروت وأعطى بشكل فوري السلطة العسكرية العليا صلاحية المحافظة على الأمن ووضع تحت تصرفها جميع القوى المسلحة مع فرض الإقامة الجبرية على كل من أدار شؤون تخزين نيتات الأمونيوم وحراستها منذ 2014 وحتى تاريخ الإنفجار.
عدد كبير من دول العالم أعلنت تضامنها ومواساتها للبنان وسارعت الى تقديم العون وإرسال المساعدات فهل تكفي للخروج من الكارثة التي حلت بالبشر والحجر.
الرئاسة الفرنسية أعلنت عن زيارة للرئيس إيمانويل ماكرون إلى بيروت يوم غد الخميس للقاء المسؤولين اللبنانيين وهي أول زيارة لرئيس دولة إلى لبنان بعد الكارثة الوطنية في وقت التأم فيه مجلس الوزراء الفرنسي برئاسة الرئيس جان أستيكس بجدول أعمال خصص للبحث في آلية المساعدة للبنان.
وعلى نية لبنان أيضا جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي يوم الإثنين المقبل.
=======================
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"
السيد ميشال عون، واسمح لنا أن نخاطبك من الآن فصاعدا من دون لقب فخامة الرئيس. فالفخامة لا تتناسب وبؤس شعبك ووجعه، كما لا تتناسب وخراب عاصمتنا أمام أعيننا.
إن ما شهدناه أمس وما نشهده اليوم غير مسبوق في تاريخ الجمهورية، وما بعد الرابع من آب 2020 لن يكون أبدا كما قبله. ونحن مقتنعون بأن الظروف المأسوية التي نعيشها جميعا تفرض علينا التخلي عن الشكليات، وأن نتحدث معك من دون قفازات، وهذا ما سنفعله.
فالكلام غير المباشر لم يعد يجدي، والمواربة لم تعد تنفع. لقد أكدت اليوم في بدء جلسة مجلس الوزراء أنك مصمم على السير في التحقيقات لكشف ملابسات ما حصل بأسرع وقت ممكن، وأنك تريد محاسبة المسؤولين والمقصرين وإنزال أقصى العقوبات بهم. الغريب في الأمر أنك تتحدث عن الموضوع بصيغة الغائب المجهول.
أفلا تدري أنك المسؤول الأول في البلاد، وبما أنك كذلك فأنت تتحمل المسؤولية الأولى عما حصل؟ وألا تدري أن تهمة التقصير تطالك قبل سواك، وأن من سقط أمس في بيروت هو نتيجة سقوط مفهوم الدولة في كل لبنان في عهدك؟ لذلك نقول لك يا سيد عون: إستقل فورا. فالكبار الكبار ليس الذين يعرفون كيف يصلون إلى المراكز العليا فحسب، بل الذين يعرفون أيضا كيف ينسحبون من الحياة العامة والمسؤولية عندما يخطئون أو يقصرون.
سيد عون، لقد تفاءلنا كثيرا عند وصولك الى سدة الرئاسة. لقد اعتقدنا عن خطأ ان حكمك سيكرس حقا مفهوم التغيير والاصلاح، وان عهدك سيكون حتما العهد القوي. لكننا نعترف امام الوطن والناس اننا أخطأنا كثيرا بتفاؤلنا، واننا كنا ساذجين باعتقادنا.
أنت لم تحقق، وبعد انقضاء ثلثي عهدك، أمرا واحدا مما وعدت به. الدويلة في عهدك صارت اقوى من الدولة، بل صارت هي الدولة، الزبائنية تحكمت، الفساد استشرى، والمؤسسات انهارت، الليرة اللبنانية اصبحت نكتة على الألسن، والناس " افتقرت" وجاعت. واسوأ من هذا كله ما حصل امس. فالذين لم يموتوا ببطء من الفقر والجوع والقهر، ماتوا بسرعة قياسية من الزلزال الهائل الذي ضرب قلب لبنان.
والانكى ان مجلس الوزراء اليوم، وبرئاستك، غسل يديك ويديه من النكبة وقرر في خطوة مسرحية مضحكة مبكية، ان يضع في الاقامة الجبرية من أدار التخزين والحراسة في ملف المواد المتفجرة منذ العام 2014. افلا يعني هذا انكم تريدون التضحية بصغار المسؤولين لتبقوا في مراكزكم ايها "الكبار"؟ علما ان الرؤساء وعددا لا بأس به من النواب وعددا من الوزراء هم المسؤولون، أما الصغار فمتواطئون ومنفذون.
سيد عون، ان كل المنظومة الفاسدة التي اتت بك الى الرئاسة لتتقاسم معك المراكز والمنافع قد سقطت منذ فترة، وهي استكملت سقوطها بزلزال بيروت، ومع ذلك ما زلتم جميعا تتكبرون وتتجبرون، وترفضون الاستماع الى صوت الشعب. فيا حرام على الشعب اللبناني، ويا عيب الشوم على هيك رؤسا ووزرا، وعلى هيك مسؤولين لا مسؤولين!!
===================
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"
سلام لبيروت.. جامعة الوطن ومسكن القلوب..سلام لها حين تأبى الا ان تكون عروس العواصم، ومرسى الامل رغم كل النكبات..سلام لها حين تنزف مرتين، مرة بابنائها الشهداء ووجهها الجميل المدمى بالاهمال، ومرة حين يجرحها من يدعي بلسمة جراحها بشيء من الحقد او كثير من الانصياع والارتهان ..
سلام لبيروت ولأهلها الساكنين معها عمق التاريخ ومرارة الحاضر وروح المستقبل الذي يشبهها لا محال – عربية شرقية، قوية كيوم كسرت كل الغزاة لا سيما الصهاينة عند ابوابها وفي شوارعها..
سلام لها حين تلملم جراحها على استحياء، وتعد شهداءها وهي تبكي مع انين الامهات المفجوعات. سلام لها حين تظلل الوطن بكل انواع الصبر والاحتساب، وتتأمل مع الايام كيف ان بعض الايادي التي كانت تخنقها قبل ساعات باتت تدعي اليوم مساعدتها وتبكي دموع التماسيح عليها دون استحياء، فيما اياد ممدودة لها في عز حصارها ولا تزال، تحمل لها كل الخير والدعم والحب قبل المساعدات.
سلام لبيروت التي ستلفظ الراقصين على دمها مرة اخرى، كما كل المرات، وان بكروا هذه المرة النكأ بجراحها والطعن باوجاع اهلها، ولم يرسوا على مرفأ رواية باحقادهم واوهامهم، محاولين الاخذ من مرفإها المشتعل شرارة لاشعال حرائق في الوطن المحترق بكثير من الجمرات..
ففيما يسعى اللبنانيون للملمة جراحهم، ويتكاتفون يدا بيد لكنس ما امكن من الوجع والالم مع مخلفات الانفجار الكبير، يأمل آخرون وكعادتهم بالاستثمار السياسي والاعلامي للازمة، كما استثمروا ولا يزالون الازمة الاقتصادية واوجاع الناس بسحت سياسي ومالي.
على وقع الوجع اجتمعت الحكومة التي دعت عبر رئيسي الجمهورية والحكومة الى التكافل والتضامن لمواجهة هذه الكارثة الوطنية، ومضت بتحقيق وعدت انه سيكون شفافا، مع وضع المعنيين في الاقامة الجبرية الى حين انتهاء التحقيقات، كما اعلنت حالة الطوارئ في العاصمة لاسبوعين، وبيروت مدينة منكوبة.
وعلى ارضها لا تزال فرق الانقاذ تبحث بين ابنيتها المتصدعة والركام عن مفقودين، فيما مستشفياتها تفيض بالمصابين. والى مطارها سيصل غدا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مواسيا بالمصاب الجلل..
==================
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"
في الأول من أيلول 2020، كان من المفترض أن نحتفل بمئوية لبنان الكبير.
لكن المناسبة التي سيتم إحياؤها، تحولت فجأة إلى مئوية لبنان الحزين.
لبنان الحزين على عشرات الشهداء والجرحى، جراء الانفجار الضخم الذي أدمى بيروت أمس، ودمرها.
لبنان الحزين، على تقاذف المسؤوليات، وغياب الثقة لدى المواطنين بأن المحاسبة حتمية، لأن ما جرى أمس، لا يمكن أن يمر بلا حساب.
لبنان الحزين، لأن الوجوه السياسية التي أسست للانهيار على مدى ثلاثين عاما وأكثر، ومعها الوجوه الإعلامية التي رافقت مسيرتها وغطتها، عادت إلى استثمار الدماء، والتحريض الرخيص.
لبنان الحزين، لأن الطبقة السياسية المتوالدة التي حكمته على مدى مئة عام، فشلت في بناء دولة، فحل التشكيك بالمؤسسات، وساد انطباع عام بأن بعض القضاء غير فاعل، وبأن بعض الأجهزة يتضارب، وبأن بعض المسؤولين الإداريين في الدولة، أقوى من أن يخضعوا للمساءلة.
لبنان الحزين، لأن ثمة اليوم من لا يزال يساوي بين المجرم والضحية، ويوازي بين من نبه وحذر وطالب، ومن استخف وعطل وميع.
لبنان الحزين، لأن تنوع الطوائف والمذاهب فيه، حوله البعض من مصدر غنى وتميز، إلى عامل تعطيل وكربجة، وهذا ما يحول دائما دون إدخال ولو مرتكب واحد كبير، إلى سجن صغير.
لبنان الحزين، لأن المصائب تتوالى: من الأزمة الاقتصادية والمالية، والوضع السياسي المأزوم، إلى مأساة كورونا، والآن كارثة بيروت… وكأن لعنة ما قد حلت بالوطن.
لبنان الحزين… نعم. هذا هو الواقع، لكن إلى حين… أما الحقيقة في كل حين، فأن لبنان كبير.
لبنان كبير، بهمة اللبنانيين، الذين تداعوا وسط دخان ليل أمس ونيرانه ودماره، إلى مكان الانفجار ومحيطه والمستشفيات لتقديم الدعم والمساعدة، فأعطوا بذلك صورة ناصعة عن روح الوطنية والخير التي تحركهم، كما قال رئيس الجمهورية اليوم.
لبنان كبير بعمل الجيش والأجهزة الأمنية والأطقم الطبية والإسعافية والصليب الأحمر والدفاع المدني وفوج الإطفاء، واستنفارها بكل طاقاتها وعناصرها وإمكاناتها، لتقديم الإسعافات ونقل المصابين إلى المستشفيات وتأمين المسكن لكل العائلات التي تضررت مساكنها.
لبنان كبير، بأشقائه وأصدقائه الكثر حول العالم، الذين اتصلوا وعبروا عن دعمهم للبنان، ووقوفهم إلى جانب شعبه في محنته، ورغبتهم بتقديم المساعدة، وأول الغيب وصول الرئيس الفرنسي غدا إلى بيروت.
لبنان كبير، لأن شعبه أكبر من الكوارث وأقوى من المصائب، وتاريخه القريب والبعيد، خير دليل.
لبنان الحزين إلى زوال، ولبنان الكبير إلى بقاء، وسننهض من جديد.
==================
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"
غدا 6 آب، الذكرى الخامسة والسبعون على القنبلة الذرية على هيروشيما هذه السنة، للبنان حصة في هذه الذكرى، فهو يتذكرها مع اليابانيين وهو مثخن بجروح قنبلة ذرية من نوع آخر: قنبلة هيروشيما ألقتها الولايات المتحدة الأميركية على اليابان لدفعها إلى الاستسلام في الحرب العالمية الثانية، قنبلة مرفأ بيروت ألقاها "تحالف الإهمال" منذ عام 2014، تاريخ إدخال المواد الممنوعة والشديدة الإنفجار، وصولا إلى أمس، تاريخ انفجار ال 2750 طن من "نترات الأمونيوم" التي حولت العاصمة بيروت إلى مدينة منكوبة وأوقعت مئات الضحايا والجرحى وسببت خسائر مادية تحسب بمليارات الدولارات.
يقولون: "لماذا العودة إلى الوراء؟ حاسبوا اليوم من هم في سدة المسؤولية، لا، المحاسبة يجب أن تشمل جميع المسؤولين منذ ستة أعوام إلى اليوم، تاريخ إدخال هذه المواد: من سمح بإدخال الباخرة؟ من سمح بإفراغها؟ من تخاذل في اتخاذ الإجراءات القضائية وغير القضائية لإخراجها من البلد أو للتخلص منها؟
المسؤولون كثر في هذ القضية: وزراء أشغال، لجان أشغال نيابية، رؤساء أجهزة أمنية، خصوصا أن لديهم ضباطا من قبلهم في المرفأ، مسؤولو جمارك، قضاء، رئيس مرفأ، ووكلاء شحن.
وفوق كل هؤلاء، هناك رؤساء حكومات ووزراء وسياسيون تعاقبوا على تغطيتهم، فكانوا فوق المحاسبة "ويا جبل ما يهزك ريح".
من العام 2014 إلى اليوم: ثلاثة رؤساء حكومات، ثلاثة وزراء أشغال، أكثر من ضابط أمن مسؤول في المرفأ سواء من مديرية الاستخبارات أو من الأمن العام أو من قوى الأمن الداخلي أو من أمن الدولة، أكثر من ضابط في الجمارك مسؤول في المرفأ.
وفي القضاء، أكثر من مدع عام تمييزي، واكثر من قاضي عجلة. ستة أعوام وعلى رغم هذه القوافل من المسؤولين الحكوميين والأمنيين والقضائيين، تقبع قنبلة موقوتة في العنبر الرقم 12 هي عبارة عن 2750 طن من نترات الأمونيوم.
هؤلاء المسؤولون من سيحاسبهم؟ فمن هم في السلطة منذ عام 2014 ، تاريخ دخول الشحنة مرفأ بيروت، وصولا إلى اليوم، هم، إما حلفاء لهم وإما شركاءهم، وإما من معسكراتهم السياسية سواء من 8 أو من 14 آذار، فمن يحاسب من؟ من ينتج سلطة: لا من التي هي قائمة، ولا من التي كانت قائمة لمحاسبة الجميع من دون استثناء؟
إنه السؤال الذي يطرحه شهداء "تحالف الإهمال"، يطرحه الجرحى الذين انقذتهم العناية الإلهية، يطرحه الذين خسروا منازلهم وجنى عمرهم، يطرحه الذين كفروا بهذه السلطة التي هي "الخصم والحكم"، يطرحه الذين كفروا بالسلطات التي سبقت لأنها لم تكن افضل حالا.
إذا كانت السلطة ستعيد إنتاج نفسها من خلال "خلطة" من السابقين والحاليين، فلا أمل يرتجى"والله يرحم اللي راحوا، والله يشفي اللي انجرحوا".
هنا المعضلة: المطلوب "محاسبة وتغيير" فلا تغيير من دون محاسبة ويكون البلد كمن ينظف وسخا بممسحة وسخة، من يملك الجواب فليقدمه، وفي الإنتظار، كيف افاقت بيروت المنكوبة؟
======================
* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"
فسادكم، سابقين ولاحقين.. انفجر في العنبر الثاني عشر.. والعقوبة واجبة في العنبر نفسه، وهناك يجري إيداع المسؤولين عن جريمة ضد الانسانية منذ لحظة تخزين المواد المتفجرة عام ألفين وأربعة عشر الى لحظة العصف المدمر الذي حول مدينتنا إلى #بيروتشيما كما أطلق عليها فالضحايا بالآف بين شهداء وجرحى ومفقودين وأشلاء صاروا ملح بحر.. كلهم يريدون عقابا سريعا لن يحتمل لجان تحقيق وتوصيات مجلس أعلى ولا عصفا فكريا وزاريا وسياسيا وأخذ الحمض الواضح أنه نووي من دون فحوص انفجار يدمر جزءا من بيروت ويأتي على مرفأها ويعطل حياتها ويدمي قلوب أبنائها.. يهز مدينة لكنه لا يهز مسؤولا واحدا ليقتلعه من موقعه وكرسيه المضاد لنيترات الأمونيوم ولما انعقد مجلس الوزراء وبدأت تتسرب المواد المشعة عن قرار بالإقامة الجبرية لكل المتسببين عادت المقررات الرسمية لتعلن أن الاقامة الجبرية لن تشمل الجميع "وما بدنا نتوسع" إنما سوف تقتصر على المسؤولين المباشرين حصرا أي إننا أمام قرارات فخرية لجريمة قتلت مئة وخمسة وثلاثين مواطنا لبنانيا لتاريخه وجرحت ما يفوق خمسة آلاف وتركت الأهالي في الطرقات تائهين يبحثون عن أثر وخبر ورائحة مفقود دماء اللبنانيين لن تكون برخص قرارات لا تسجن مجرما واحدا من ضمن ثلة وزراء ومديرين عامين وقضاة وصولا الى رؤساء حكومات متعاقبين منذ عام الفين وثلاثة عشر حتى أولى ومضات المرفأ والجريمة لها جرمها المشهود وفاعلوها ساطعون ككتلة نار المرفأ وليسوا في حاجة الى دليل ودمغة وشهود إثبات.. فهناك سفينة مواد عاصفة رست على شواطئنا قبل سبعة أعوام .. فاختار المسؤولون عن النقل والجمارك والعنابر وكل السلطة منذ ذلك التاريخ أن تنام بيروت في حصن قنبلة شبه حارقة محرمة.. وألا يزيلوا هذا الخطر عن مدينة الإشعاع الحضاري التي حولوها الى إشعاع نووي ولأن مجلس الوزراء تعمد اتخاذ قرارات من "فرقيع" ولا ترقى الى مستوى الدمار فإن كل خططه في إعادة الإعمار سوف يبتعلها ويسرقها زعماء ومسؤولون متسببون إعادة إعمار سوف يشرف عليها من سرق البلد طوال ثلاثين عاما لا بل وزرع الموت بيننا ولأن الأحكام السياسية جاءت مخففة ولم تبلغ التوقيف الفوري وأحالت الدمار إلى لجان وأيام خمسة و"خدني لجيبك" فإن قناة الجديد سوف تفتح من هذه الليلة ملف المسؤوليات "عصف مواز" سوف يقدمه الزميل رياض قبيسي من العنبر رقم واحد في استديو الجديد.. وتحقيقات لن ندفع عليها "رسوم تخزين" وستسمي المسؤولين المعنيين بعد أن تخزنهم في "الارضية" وفي "مستودعات" لن تحتمل إعادة تصدير مباشرة بعد هذه النشرة ستضع الجديد النقاط على حروف الجمارك والقضاء والوزراء المتعاقبين لايجاد دواء "لجائحة" فساد تخزنت حتى انفجرت ..واصحبت بيروت .."مجد من رماد".