#الثائر
جويل سليم داود
رائحة الفساد النتنة في كل مكان تنفث سمومها هنا وهناك، ما وفرت مؤسسة كبيرة كانت ام صغيرة الا وعششت فيها. فمن المسؤول؟ ولماذا التغاضي عن هذه التجاوزات كلّها؟
علمًا أنّ هذه الامور كلّها تعود سوءًا على المواطن، والمواطن فقط، فمن يأبه له، أليس هذا دور الدولة؟
تكاسل الدولة، وغض الطرف عن الامور الأساسية، فتح مجالاً للفاسدين بالتموضع ناعمين براحة البال وفقدان الضمير.
حتى وصل الفساد إلى الطعام اليومي وبات يهدد صحة المواطن. فقضية اللحوم الفاسدة وما تبعها من معطيات وأخذ ورد، من دفاع وهجوم لم تنتهِ بعد. فماذا ينفع المواطن الاستماع إلى الدفاع عن أصحاب معملٍ يتاجرون بصحته، ليخسر بعدها أو قبلها نفسه!
لقد تأخرت الدولة للقيام بهذه المهمة لكنها فعلتها أخيرًا رغم التساؤل كيف لهذه المواد أن تتنقل على كافة الأراضي اللبنانية دون حسيبٍ او رقيب، والحيرة تكمن في تاريخ العملية وتوقيتها، تكمن في الإضاءة عليها فجأةً والتحدث عنها من الباب الواسع، وطمسها كما والتستر المفاجئ كما بدأت.
فالبداية مفاجئة كالنهاية التي ليست نهاية، والمواطن بانتظار ما أسفرت عنه هذه المداهمة. شاهدنا المداهمات لكننا لم نشهد توقيفات، بل شهدنا على بعض المواقع ومنها موقع الثائر مقالات تهدف إلى الدفاع عن النفس او بالحري تبرير العمل وتسليط الضوء على عمل السلطة الناقص، وكأن المخطئ يرمي خطأه على الآخرين ويجد تبريرًا لعمله، والأكثر غرابة ان تصدق الدولة هذه التبريرات فنتج عن هذه العملية توقيف الدجاج الفاسد. القاء القبض على اللحوم العفنة وفرار الجاني وإقفال الملف.
ومن سخرية القدر ان اصحاب هذه الشركة لا يتوانون في الدفاع عن عملهم مؤكدين ان الدولة ظلمتهم ولم تظهر إلى الرأي العام المنتجات الصالحة لديها. فإذا كان الأمر كذلك، لماذا لم تكشفوا أنتم عن هذه المخازن التي تتحدثون عنها؟ لماذا تجاهرون بالكلام فقط؟ اكشفوا ما لديكم بالدليل القاطع او فعدم الكلام افضل، لا بل انتظار المحاكمة كان الأفضل ولكن لا محاسبة ولا رقابة.
فهل من تواطؤ بين الطرفين؟ اي بين السلطة الحاكمة وأصحاب هذه القضية؟ من حق المواطن أن يسأل ومن حق الدولة ان تقدم له الإجابة.
واذا لم تقم هذه الدولة بواجبها فلنطرح السؤال على من طرح مقال الدفاع عن النفس. فلنسأل القييمين على موقع الثائر هل تستطيعون الحلول مكان الدولة؟ هل تملكون الاجابات الشافية؟
إن صحة المواطن ليست للعب.
الصحافة ليست عن عبث السلطة الرابعة، فإذا تقاعست الدولة فلتحل مكانها، وهي حتمًا تحظى بثقةٍ أكبر بعد فقدان الثقة بالدولة.
فالجرأة هي لواء الصحافة فإذا توفرت المعلومات التي عجزت الدولة عن طرحها لسبب او لآخر نحن على ثقة انكم لن تتوانوا، وانتم المعروفون بالجرأة والصدق والمناقبية على كشفها حرصًا منكم على سلامة كل مواطن. وفي حال عدم توفر تلك المعلومات، لا بأس، يكفي انكم طرحتم ما عجز عن طرحه الآخرون، وتابعتم الأمر بكل مناقبية في محاولةٍ للوصول إلى خواتم سعيدة ولن تتوقفوا عن متابعة البحث والتقصي عن مجمل الحقائق التي من شأنها ان تبرد دم كل مواطن خائف على صحته لم يرَ احدًا ممن سببوا له بكل هذه الامراض يحاكم بل يُستمع إلى تبريراتهم، وتهريبهم علنًا إلى سوريا حيث قد تتوفّر لهم حمايةً من محاكمة يستحقونها !
- " ملف الدجاج الفاسد "