#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ذكرى عيدكم حزينةٌ كمأساةِ الشعبِ.
هذا هو السؤال على كل شفةٍ ولسانٍ لكل عسكريٍ في الجيش وصولاً إلى رأس الهرم في المؤسسة العسكرية .
العسكري إنسانٌ، لديه عائلةٌ، لديه أب وأم قد يكون معيلاً لهما، لديه زوجةٌ وأولادٌ، لديه مسؤولية منزل ومدرسة وأقساطٍ ومتطلبات. لديه شعورٌ بالمسؤولية .
العسكري اليوم يتألمُ كل يوم :
يوضَعُ في مواجهةِ أخيه الإنسان وأخيهِ في المواطنية :
ينزلُ الإنسانُ إلى الشارع ليطالب بحقوقهِ، العسكري في وجهه، لكن الحقوق التي يطالب بها المواطن يحتاج إليها العسكري بمقدارِ ما يحتاج إليها المواطن.
لكن المواطن يتكلم ... يصرخ ... أما العسكري فيصمتُ بألمٍ ويفكِّرُ بعائلتهِ خصوصاً بعدما أصبح راتبهُ لا يكفيه لأولِ أسبوعٍ من الشهر، أما الاسابيعُ الثلاثةُ المتبقية " فعلى الله " .
***
ذكرى حزينة كمأساة الشعب.
منذ فترةٍ صدرت تقارير أن غذاء الجيش لم يعد فيه لحومٌ بسبب عدم القدرةِ على دفع المستحقات للتجار الذين يزودون الجيش بهذه السلعةِ الغذائية !
معقول؟
أصبح كل شيء معقولاً.
إنها المؤسسةُ التي على أكتافها مازال الإستقرار الأمني قائماً، فماذا لو انهارت، لا سمح الله، هذه المؤسسة تحت كاهلِ وجع العسكريين إلى أي رتبةٍ انتموا؟
***
بالأمس حصل ما لم يكن في الحسبان، وربما كان في الحسبان :
تُعلِن وزارة المالية أنه بسبب عطلٍ تقني ناجمٍ عن انقطاع في التيار الكهربائي،فكل القهرِ والمعاناةِ اساسه الكهرباء،
ولهذا السبب لم تستطع الدوائر المعنية في وزارة المال تحويل الرواتب إلى المتقاعدين في الجيش .
المتقاعدون يزيد عددهم على مئة الف متقاعد، هذا يعني ان هؤلاء المتقاعدين كانوا سيُمضون عيد الجيش وعيد الاضحى المبارك من دون رواتب! إلى هذا الحد وصل الإستخفاف بالمؤسسة العسكرية !
***
المأساةُ الحقيقية أن الجيش هو "الصامتُ الأكبر" لا يتكلَّم بل يتألم،
بعكس السياسيين والمسؤولين الذين لا يتألمون بل يتكلمون، ولكن إلى متى سيبقى الجيش يتحمَّل على هذا المنوال؟
تُطلَبُ منه تضحياتٌ ولا يُعطى حقوقهُ على الوقتِ .