#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
" أيها الشعبُ الحضاريُ، وصلنا الى قرفِ القرف.
شركاتُ النفايات وروائحها الكريهة "ستقتلنا" عن سابقِ تصورٍ وتصميم.
نعم ... هذه ليست مبالغة ... مئةُ وسبعونَ دولاراً على طن النفايات،أيام اول "الشركة المحظوظة" وأكثر،وبقيت معالجةُ النفايات غيرَ علميةً ... راحتْ مع السلامة، وجاءت ثلاثُ شركاتٍ بعدها بديلاً عنها، إنخفض سعر الطن،ولم يعرف أحدٌ لماذا كان سعر الطن مرتفعاً؟ الاّ عند اصحاب العقولِ الشكّيكة؟
ولماذ انخفض؟يعني كم من الأرباح الهائلة تقاضتها الشركةُ السابقةُ "المحظوظة"؟
وكم من الارباحِ تتقاضاها بعدها الشركاتُ الثلاث؟اللهُ اعلم..
ومع ذلك عادت النفايات إلى الشوارع،ومتى؟في شهر تموز! في الشهر الأكثر حرارةً في لبنان ... ففي الأساس،روائحُ مطامر برج حمود والكوستابرافا تنبعثُ لتغطي مساحاتٍ شاسعةً عند مدخل بيروت الشمالي وصولاً إلى الأشرفية بسبب مطمر برج حمود ، ووصولاً إلى الشويفات وجزءٍ من الضاحية بالنسبة إلى الكوستابرافا ...
فاهلاً وألفُ مرحباً بالحكومةِ الأكاديميةِ "العبقريةِ"، تفضلي حاسبي شركاتِ النفايات الماضية والحاضرة والاّ ستسقطين في الشارع.
***
هذه المرة لم يعد الـــ prestige الخاص بالنفايات محصوراً في المناطق المحيطةِِ ببرج حمود والكوستابرافا،بل تمدد إلى أكثر من منطقة وإلى أكثر من شارع وإلى أكثر من حي،وتذكَّر الشعبُ الحضاري القول الرائع المشهور:
"كل ديك على مزبلتو صياح" ...
الديوكُ ما أكثرها عدداً، والنفايات ما أكثرها كمياتٍ وحجماً،والروائحُ المنبعثة، والغريب ان اصحاب الشركاتِ فاقدي حاسةِِ الشم لأن جيوبهم مليئةٌ، اما الشعب فآخرُ همٍ عندهم.
أيها الشعبُ اللبناني ،تذكَّر دائماً أن سلطةً لا تستطيعُ معالجة أزمة نفاياتٍ هي سلطةٌ فاقدةٌ للاهلية ...
انفجرت أزمة النفايات منذ كانون الثاني 2015 ومازالت روائحها الكريهة منبعثةً إلى اليوم. مرت الأزمة في مطمر الناعمة إلى ان أُقفلَ ثم" انفلشت" على الطرقات ...
وصلت إلى كبرياتِ الشبكات العالمية ، فكانت من المواضيع الأساسية في شبكة CNN العالمية. خُتِمَت على زغل،وبدل "النار تحت الرماد" صار المثل " نفايات تحت الرماد" لأن الحرائق بدأت تندلعُ في النفايات المجمعة في الشوارع .
طبعاً لم نسمع كلمةَ توبيخٍ او صوتاً من أي وزير بيئة، ربما أختنق من الدخان الاسود .
وصلنا إلى هذا الوضع المزري، المقرف، الذي يدلُ الى أين ذهبت اموال الناس؟
دولة الرئيس دياب، اذا كان لا يمكنكم فعلاً المحاسبة، بئس حكومتكم. والسقوطُ المريعُ آتٍ.
***
هناك مشكلةٌ إضافيةٌ طرأت في ملف النفايات،العمالُ الأجانب في الشركات يريدون رواتبهم بالدولار الأميركي، فكيف تستطيع هذه الشركات تأمين الدولار؟
يا سلطةً، يا اصحابَ الضمير،على مدى ربع قرن، جمعت شركاتُ النفايات مليارات الدولارات جزافاً من الشعب، ولم يبقَ دولارٌ واحدٌ لعاملٍ معتر.
والنتيجةُ وتريدون كلمةَ الحقِ نيابةً عن كل الشعبِ اللبناني :
وضعنا زبالة... بزبالة .