#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
مَن يتذكَّر شعار "حديد بقضامي"؟ وصلنا إليه، ولم يعد شعاراً، فيا أيها اللبنانيون، إستعدوا له لأن زمن التفشيخ أنتهى، فمَن لديهِ حديدٌ يستبدله بقضامي، ومَن لديه قضامي يستبدلهُ بحديدٍ .
هذا ليس سيناريو لأحد أفلام الخيال العِلمي، بل هو حقيقةٌ من حقائق زمننا الحاضرِ . وتريدون معرفة ما يجري؟ تابعوا مواقع التواصل الإجتماعي من " فايسبوك " و " تويتر" و "إنستغرام"، فعندها الجواب :
عينةٌ من واقعِ الحال هذا :
لجأت سيدةٌ لبنانيةٌ إلى مقايضة السكرِ والحليبِ والصابونِ بفستان طفلة صغيرة، وسعت أخرى للحصول على بضائعَ معلبةٍ مقابل معداتٍ رياضية.
والآن تقدمُ سيدةٌ تبلغ من العمر 65 عاماً خدماتها في الحياكة مقابل الطعام، لأن زبائنها لم يعودوا قادرين على دفع المال لها. وأصبحتِ المقايضةُ عبر موقع «فيسبوك» هي الملاذُ الأخيرُ لبعض اللبنانيين .
ولولا ان تكون التسمية إعلاناً، لكنَّا سمينَّا عشرات الصفحات التي تعرض المقايضات الجارية .
نَعم وصلنا إلى هنا، ورجاءً لا أحد يقول إنها "حُلم ليلة صيف" كلَّا، إنها كابوسُ نهاراتنا وليالينا.
***
واستطراداً للمخاوف من انهيارِ القطاع الصحي، جاء الجوابُ من المستشفيات: "ثلاثة أسابيع فقط منحتها نقابةُ أصحاب المستشفيات الخاصة للدولة قبل أن تقفل أبوابها في وجه المرضى. باستثناء قسمي غسيل الكلى والعلاج الكيميائي». أحد الخبراء علَّق على هذه الخطوة التي تبدو أنها شبه حتمية بأنها "المرحلة الأخيرة من الانتحار الجماعي، وهذه المرة، القرارُ حاسمٌ ولا عودةَ عنه."
***
لن يفرحَ الطلابُ في السنة الدراسيةِ الآتية بالكتب الجديدةِ والشنطِ الجديدةِ والقرطاسيةِ والدفاترِ الملونة ، هذا اصبحَ من الماضي . السنةُ الدراسية الآتية (شهران وتبدأ) ربما تكون " أون لاين " ولكن ماذا عن الإنترنت ؟ وهل ستكونُ متوافرة للجميع ؟ وإذا فتحتِ المدارس فإن تبادل الكتبِ سيكون هو الخيارُ الوحيدُ المتاح .
***
مشكلةٌ جديدة يتهيَّأ لها لبنان ، القطاع المصرفي :
يوجد في المصارف ما يقارب الـــ 26000 موظف، وهؤلاء موزعون على حوالي 1100 فرع . وفي غياب خدمات المصارف من قروض وغيرها، ماذا يبقى من مهام يقوم بها موظفو المصارف خصوصاً مع انتشار ماكينات الـــ ATM؟
في هذه الحال، بين الــ 26 ألف موظف في المصارف، ما هو العدد الذي سيبقى؟ عدد الفروع سينخفض إلى نحو خمسين في المئة.
المصارف ستحاول في المرحلة المقبلة ألا يكون لديها هذا الانتشارُ الكبيرُ، وأن عملية تقليصِ عدد الفروع ستكون حيث توجدُ فروعٌ متشابهة للمصرف تؤدي الخدمات ذاتها تقريباً، في منطقةٍ جغرافيةٍ واحدة. خصوصاً أن عدداً من فروع المصارف تقلّصت فيها الأعمال والخدمات التي تقدمها إلى الحدود الدنيا، بحيثُ باتت غير مجديةٍ وتشكل أعباءً إضافية تُثقل كاهل القطاع المصرفي في هذه الظروف .
وماذا يتبقى من هذا الوطن ؟
سهلٌ وبحرٌ وجبلٌ وطبيعةٌ حلوةٌ وطقسٌ رائعٌ، ولكن ماذا عن الشعبِ؟
فهذا الوطنُ، بجمالهِ وروعتهِ، ليس شيئاً من دون أبنائهِ، وأبناؤه اليوم يتوجَّعون من الحال التي وصلوا إليها،وأكثر ما يؤلمهم انهم لا يعرفون " فترة العقوبة " التي يمضونها على هذه الحال، فحتى المجرمون يعرفون سنواتِ العقابِ،
أما الأربعةُ ملايين لبناني فإن عقوبتهم مفتوحةٌ، كما العاطلون عن العملِ، إجازاتُهم مفتوحةٌ .