#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
منذ اكثر من 24 ساعة لا كهرباء في بيروت،وقد توالت الاتصالات من اصحابِ الفنادق في بيروت اذ لا تحتملُ قدرةُ المولدات العملَ اكثر من 12 ساعة متتالية.
لا أحدَ من المسؤولين يُجيبُ على اتصالاتهِ: لا كهرباء، لا خدمات، لا مصاعد في الفنادق، هذه عينةٌ من صورة الانهيار السريع الذي نحنُ بقلبهِ،وقد اوصلتمونا اليه محطةً وراء محطة، فماذا في جعبتكم بعد من تآمرٍ من جراءِ فشلٍ وضياعٍ وفوضى وأستخفافٍ وأستهتارٍ على مدى سنواتٍ قد يصل الى حجم التآمر .
انتم متآمرونَ على عقولنا، أرزاقنا،حياتنا، ليرتنا،بسمتنا،وعلى سمعة وطننا.
ايها المتآمرون: كلكنْ يعني كلكنْ.
***
بربِكم، مَن ينقذنا من هذا الجنون وهذه العصفوريةِ؟
نحنُ نعيشُ في هستيريا غيرِ مسبوقةٍ .
ونعيشُ في فوضى لم نشهد لها مثيلاً،ونعيشُ في انهيارٍ لم يعرفهُ لبنان،لا في الحرب العالمية الأولى، ولا في الحرب العالمية الثانية، ولا في الحروبِ المتعاقبة على لبنان .
كل شيءٍ اليوم في هذه الجمهورية يحدثُ للمرة الأولى، وكل شيءٍ يجري مع بعضهِ البعض، بشكلٍ لا يقوى اللبنانيُ على التنفسِ لأنه يشعرُ بأنه يختنق :
للمرةُ الأولى في تاريخ لبنان يفلتُ الدولار من كل تسعيرٍ، ونخشى ان نكتبَ كم بلغ سعرهُ، لأنه عند الإنتهاء من كتابةِ هذه السطور ربما يكون قفزَ قفزةً جديدةً .
للمرة الأولى في تاريخِ لبنان تُصبحُ معظم المصارف اللبنانية في حالِ تعثرٍ عن سدادِ الودائع للبنانيين .
للمرةُ الاولى في تاريخ لبنان يُترَكُ مصيرُ اللبنانيين للصرافين،وما أدراكَ ما الصرافين؟
***
للمرةُ الأولى في تاريخ لبنان، قد يجد اللبناني نفسهُ مضطراً إلى ملازمةِ منزله، ليس بسبب كورونا فحسب، بل بسبب عدم القدرة على التنقل بسيارتهِ إذا تعطَّلت. هل يعرف اللبناني أن قطع غيارِ السيارات ستُصبحُ مفقودةً من السوق؟وفي غيابِ النقل العام ستكون "الزربة القسرية" هي الخيارُ الوحيدُ المتاحُ .
للمرةُ الأولى في تاريخ لبنان سيكون اللبناني محروماً من الكثيرِ من السلعِ الغذائية بعدما اصبح استيرادها شبه مستحيل.
***
وتطولُ اللائحة ولا تتوقف،ولا يسعُ اللبناني سوى القول :
لماذا تآمرتم علينا نحنُ الشعب؟
قضيتم على تعبِ جيلنا،وحرمتم وقطعتم الطريق على جيلِ المستقبل .
***
تنهارُ الدول حين تسقطُ العملاتُ الوطنية وحين تعجزُ السلطات عن ضخِّ جرعات ثقة كفيلةٍ بتعديلِ مسار الإنحرافات.
أنتم غيرُ قادرينَ على حلِ ما هو صعبٌ، فكيف تحلونَ ما هو مستحيلٌ؟
بهذا التعريفِ، لبنانُ منهارٌ ...