#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
… ولم يكن ينقصنا إلا المنصّةُ الإلكترونية "ليكتملَ النقلُ بالزعرور".بالمنصة،المركزي ينسِّق مع الصيارفة ويحدِّد سعر الدولار … ويتمُ تقسيم الأرزاق: هذه لك، وهذه لي،وهذه لفلان وفلان وفلان… وما أدراكم مَن هو "فُلان" المحظوظ هذا!
تكفي صرخةُ أهلنا وأولادنا المغتربين، الذين "يبقّون الدم" في بلاد الغربة ليحوِّلوا للأهل والزوجة والأولاد بعض دولاراتٍ يحتاجون إليها… فتسرقون أموالهم وتعبَهم وتوزِّعونها حراماً كيفما كان، وعلى أيٍ كان…
عبر شركات التحويل، تأخذون من الناس دولاراتهم الطازجة الخضراء بـــ 3800 ليرة… يا بلاش… وتجبرونهم على شراء الدولار من السوق السوداء بأكثر من 8000 ليرة! فأيُ سرقةٍ وظلمٍ وقهرٍ أكبر من هذا؟
وأساساً،هذه الــ 5 أو 6 أو 8 ملايين دولار التي تضخّونها يومياً في السوق،من أين؟
مهما أعطيتم من تفسيرات، إنها جزءٌ من رصيد المركزي، أي هي مُلكٌ للمودعين الذين "تبخَّرت" أموالهم، كما بشَّرنا ببرودة أعصاب، رئيس حكومتنا "المبجَّل"، حفِظَ الله ألقابَهُ الأكاديمية…
***
يقول معالي الوزير الصديق المصرفي العريق مروان خيرالدين إن خطة الحكومة "خبيثةٌ وستدمِّرُ الاقتصاد، ويرادَ منها وضعُ اليد على الودائع".
وفي العبارةِ الأخيرة،تَكمنُ أخطرُ مسألةٍ يتمّ طبخها اليوم في الخفاء.
فالشرفاءُ الذين جمعوا مدّخراتهم بالعرقِ والدمِ، يشعرون بأنهم يتعرضون للخديعةِ و"البلفِ" بطرقٍ مختلفة، ليقوم الحيتان باختلاسها.. كما اختلسوا أموال الدولة كلها قبل اليوم.
وصحيحٌ أن بعض المصارف رفع سعر السحب من 3000 للدولار إلى 3850، فإن هذا لا يقدّم ولا يؤخّر أمام السرعة الصاروخية للدولار فوق الـ8000!
***
الخضّةُ كانت أمس بتقديم المدير العام لوزارة المال آلان بيفاني باستقالته المقررة من الاثنين الماضي. وقد أسهب بمؤتمرٍ صحفي بشرح تفاصيل المحطات التي أدت الى قراره.
***
لا داعي ليقول الديبلوماسيون رأيهم بسقوط الحكومة، وتقديرهم بأن عليها الرحيلَ أو البقاء…
نحن اللبنانيين، نحن الشعبُ المعذَّب المقهور نعرف حكومتنا البائسةَ المملةَ أكثر من سوانا، وقبل سوانا…
نحن الذين نجوعُ ونعطشُ ونرى أنفسنا في العتمةِ، ونبكي مع أولادنا الذين تحطَّمت آمالهم وطموحاتهم… وتبخَّرت في جيوب الفاسدين الكبار!
نحن الذين نرى كبارَنا واقفين على الحافة، بين الحياةِ والموت، عاجزين عن دخولِ مستشفى لعلاجٍ أو صيدليةٍ لحبّةِ دواء...
نحن الذين نأكلُ العصي، ونذوقُ المرارات، ونشعرُ بأننا ندفع أثمان الخطايا التي ارتكبتها البشرية كلها!
***
في نظرنا، ملياراتُ الدولاراتِ ذهبتْ مع "ريحِ الفاسدين".. وجبهةُ الممانعةِ بالاصلاحات "حاميها حراميها".
الأوادمُ سينتفضونَ للحقِ والكرامةِ، وسينتصرون، لأن الحياةَ أقوى.
اليومُ، على الشعبِ الجائعِ والموجوعِ أن يثبتَ أنه ما زال على قيدِ الحياة وأن لبنان له.. له..له..