#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
إقتربت ثورةُ الجياع بأسرعَ مما توقَّعتِ السلطةُ...فنحن اليوم في"جمهورية الطوابير".
طوابير أمام الأفران
طوابير امام السوبر ماركت
طوابير أمام محطات المحروقات
طوابير أمام الصيدليات .
الطوابيرُ امام الأفران لأن الافران علقت توزيع الخبز على المحلات وبات على المواطن ان يذهب مباشرةً إلى الفرن ليشتري ربطة الخبز .
الطوابير امام السوبر ماركت لأن المواطنينَ يخزّنون قدر ما يستطيعون لأن الأسعار ترتفعُ يومياً بسبب انخفاضِ قيمة الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي.
طوابير أمام محطات المحروقات لأن هناك أزمة مازوت ناجمة عن الصراع بين الشركاتِ واصحابِ المحطاتِ مما دفع المواطن إلى الخوف من السوق السوداء .
واخيراً وليس آخراً، طوابير امام الصيدليات، لماذا؟لأن الكثير من الأدوية باتت مفقودةً،والبدائل منها في الصيدليات باتت من دول منشأ غير موثوقة النوعية،ولهذا فإن اللبناني يفتشُ عن الدواء المستورد من الدولِ المعروفةُ شركاتها عالمياً،ولاسيما منها الشركات الغربية .
***
هكذا،باتت حالُ اللبناني،"والخير لقدّاَم"،وبعد هل تسألون لماذا ثورةُ الجياعِ أصبحت بيننا؟
لأننا في بلدٍ ضائعٍ وفي سلطةٍ بدلا عن ضائعٍ ...
هل يختلفُ إثنان على ان رئيس الحكومة الأكاديمي بامتياز ليس "رجل المرحلة"؟
هل يُدرِك حجم التخبيص الذي يقع فيه وزراؤه؟
وزيرةٌ تُفاجأ بأنها نزلت إلى الاسواق فاكتشفت معاناة الناس !
معالي " ماري أنطوانيت" " Trop tard!
الوزيرةُ ذاتها تقترح استبدال طحين القمح بطحين البطاطا لأنه أوفر! لماذا لا تستقيل من وزارتها وتتجه إلى العمل في أحد مختبرات الاغذية؟
وزيرٌ آخر نصحَ اللبنانيين في بداية الأزمةِ الا يأكلوا بيضاً إذا كان سعره غالياً، ليكتشف ان الغلاء لم يقتصرعلى البيض بل أصبح يشملُ كل السلعِ من دون استثناء.
ما العمل؟
ضياعٌ.. بضياع !
***
ثم يحدِّثونك عن النظام: هذا يريدُ العودةَ إلى نظام ما قبل الطائف، ذاك يتمسك بالطائف، آخر يريد نظاماً لِما بعد الطائف ...
مهلاً!تريدون نظاماً لأيِ شعبٍ؟
ومن الآن وإلى ان تجدوا نظاماً جديداً،هل تعرفون كم يبقى من مواطنين في لبنان؟
الشعبُ اللبناني اليوم فئات :
فئةٌ لا تستطيعُ السفر .
فئةٌ تنتظر فتح المطار لتسافر .
فئةٌ تنتظر توفير سعر تذكرة السفر لتسافر .
مَن سيبقى في لبنان هُم غير القادرين على السفر .
انها فعلاً الحكومةُ القويةُ الاكاديميةُ من اصحابِ الاختصاصِ...
التي يبدو انها اخذةٌ البلد بسرعةٍ جنونيةٍ الى الوراءِ.
اما الشعبُ.. فالى جنةِ الخلودِ.