#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
اليوم دخلنا في زمن قانون قيصر والجميع في انتظار تداعيات القانون على سوريا ولبنان وغيرهما من الدول والافراد والمنظمات المعنية.
لكنّ ثمةَ من في لبنان لا يزال يعيشُ حالةُ الانكار من انهيار الوضع على رؤوس الجميع وما سيزيدُ تفاقمه ما قد يتعرّض له لبنان في المرحلة المقبلة .
لا يكفي ان نطلق شعاراتٍ وحملاتٍ شعبوية لشدِ عصبِ الجماهير... يريدُ الناس افعالاً...
***
قمة الاحتفالية الشعبوية التي نعيشها ان يعلن رئيس الحكومة وبشكلٍ رسمي بدء الحرب على الفساد...
"كبسةُ زر" أدارها وطلب من جميع الفاسدين ان يتوقفوا عن فسادهم والاّ فكلُ عيونِ السرايا والهيئات الرقابية ستكونُ بالمرصاد حاضرةً للتنكيلِ بهؤلاء الفاسدين...
لماذا انتظرتم يا دولة الرئيس انقضاء المئة يوم حتى "تكبسوا الزر" وهل انتم قادرون على المس بأحد،وانتم الذين استسلمتم للقوى السياسية على مدى الاشهر الماضية في تشكيل الحكومة وفي القرارات الحكومية وفي التعيينات المالية والادارية؟
***
أليس هذا الفسادُ بحدَ عينه؟
ان تستسلموا للقوى السياسية التي تقولون ان ليس لها فضلٌ عليكم بل الثورةُ هي التي اتت بكم؟
على من تضحكون؟
ماذا فعلتم ولو لم تكونوا في عجز تام هل كان الرئيس نبيه بري ليدعو للقاء وطني جامع في بعبدا حتى ينقذكم من عجزكم ومن فشلكم؟ وهنا على سبيل الاستطراد ... هل يُعقل لجاري على سبيلِ المثال ان يدعو لعشاءٍ على شرف اصدقائه في منزلي؟ مع احترامنا الكبير للرئيس نبيه بري ولحكمتهِ في معالجة الامور... هل لاحدٍ ان يفسر لنا هذه المعادلة؟ لقاء بدعوةٍ من الرئيس بري في بعبدا مقر الرئاسة الاولى...؟
نأمل ان لا يتحول لقاء بعبدا الى خبيصة بين مشارك وممتنع و"محرتق" لان التباشيرَ الاولية لا توحي بالخير، رغم ان النوايا المعقودة على الاجتماع جيدة....
***
في أي حال وبالعودة الى ما ينتظره الناس لا تبدو الامور وردية... من الواضح ان الحملة لوقف ارتفاع الدولار لم تجدِ نفعاً حتى الساعة خصوصا ان القاصي والداني يعلم بالقدرة المحدودة التي يمتلكها مصرف لبنان على التدخل في السوق...
هذا في الدولار..
اما في الكهرباء فعلى جدول اعمال مجلس الوزراء اليوم بندٌ يتعلق بسوناطراك... ماذا اذا اعلنت سوناطراك كما الدولة الكويتية التوقف عن تزويدنا بالفيول؟ هل نحن جاهزون حاليا لهكذا قرار؟
وفي اي حال النتيجة نفسها: تقنينٌ تقنين سيصل الى حد العتمة الكاملة يلاقيه في الوقت نفسه وقفُ اصحاب المولدات العمل تحت حجةِ التسعيرة وفقدان المازوت. في الاتصالات اوجيرو قد تتوقف قريبا عن العمل والخليوي بعدما استعادته الدولة في مشاكلَ وعقدٍ يومية ...
في النفايات
التي تفوحُ روائحها وروائحُ الفساد فيها في مختلف مناطق بيروت والجبل... هل اطلعنا الرئيس دياب على خطتهِ بعدما فاقت المطامر قدرتها على التحمل؟
في البطالة:
هل قال لنا دولة الرئيس ما هي خطتهُ لاكثر من مليون لبناني عاطلين عن العمل ولمئات المؤسسات التي اقفلت ابوابها, وفي الوقت نفسه لا تبرزُ للشعب اللبناني أهم وزارة، ووجه، وصوت، لوزيرة العمل الافعل لميا الدويهي؟
هذه امثلةُ نماذج عن الفشلِ الذريعِ ومن أي آفاقٍ والحلول التي تعد هذه الحكومة الناس كل يوم بها..
عاش اللبنانيون سنواتٍ من الانتظار والانتظار والاكاذيب واستعادوا معها "انتظار التران" او القطار في مسرحية الاخوين رحباني " المحطة"، انتظر الناس.. انتظر الناس.. ما طلع في لا قطار ولا محطة....
الخوفُ ان اللبنانيين يعيشونَ اليوم نفس حالات الانتظار كما الاكاذيبُ... لا ليس هناك قطارٌ وليس هناك محطةٌ... هناك اكاذيبُ.