#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هل وقعتِ القطيعةِ بين السرايا الحكومية والمصارف؟وهل "الرمانة" تحولت إلى قلوبٍ ملآنةٍ بين الطرفين؟
رئيس مجلس إدارة الجمعية البروفسور سليم صفير عقد لقاء مغلقاً في أحد فنادق بيروت مع مجموعةٍ من الإعلاميين، في خلال إحتدام النقاش وقف احد الإعلاميين وسأل:
لماذا سكتم ووافقتم على شيطنة السلطة لكم؟ هذا السؤال استفز رئيس الجمعية الذي رد بانفعال:"دولتنا عبارةٌ عن 5 مستشارين، يسمّون أنفسهم اقتصاديين، عاطلينَ عن العمل، "قاعدين" بالسراي عم يخططوا لمصير لبنان".
فعلاً شيءٌ يُتحفنا نحن الشعب يللي " مش قابض حدن"، سوى التمني بضربة قاضية من الله تعالى الى كل من اوصلنا الى الافلاس والخراب.
وما همنا نحن الشعب بالعلاقة بين القطاع المصرفي ورئيس الحكومة،اذ كل ذلك ينعكس سلباً علينا،لأنه كلما طلع الضوء على الشعب يتلقى المزيد من الصدمات والإنهيارات،واحدثها ان الدولار الاميركي تجاوز عتبة الخمسة آلاف ليرة ، ما يعني مراكمة مصائب فوق مصائب .
هذا الوضع بدأ يُظهِر كيف ان القطاعات تنهار الواحد تلو الأخر،وهناك مؤشرات على ذلك، ومنها بالأرقام والنِسَب :
هناك مئة ألف مشترك في الخطوط الخليوية الثابتة، لم يسددوا فواتير هواتفهم منذ ستة اشهر،عمدت الدولة إلى عدم قطع خطوطهم، وامهلتهم شهرين إضافيين يتلقون فيها الإتصالات من دون ان يتمكنوا من الإتصال، لكن هؤلاء سيتضاعف عددهم، وحتى لو أعطوا مهلاً إضافية فإنهم لا يريدون خطوطهم الخليوية بعد اليوم، والحبل على الجرار، وحين لا يدفع أصحاب الخطوط الثابتة فواتيرهم فإن إيرادات القطاع ستنخفض بشكلٍ مدوٍ .
***
وما يُقال عن قطاع الخليوي يُقال عن استحقاقاتٍ أخرى:
الكثير من الناس باتوا عاجزين عن دفع الرسوم، وكثيرون ايضاً باتوا عاجزين عن إجراء المعاينات الميكانيكية لسياراتهم وعن دفع رسوم الميكانيك. كثيرون يتركون سياراتهم من دون تصليح إذا ما كانت بحاجةٍ إلى "قطعة" أو ما شابه لأن القطع تُسعَّر بالدولار،على سعر السوق، أي ما يفوق الــ 5000 ليرة للدولار، وحتى الادوات الكهربائية في المنازل والمكاتب فإن أي عطلٍ فيها يجعلها "خردة" لأن لا أحد قادرٌ على دفعِ كلفة تصليحها .
***
هذه هي الحقيقة، ماذا نسمّيكم؟كل تسميات العالم تستحقونها،واكثر من ذلك يوهموننا بان الفرج قريب، فعن أي فرجٍ تتحدثون؟ ربما بالآخرة!
ان صندوق النقد الدولي لن يدفع ليرة واحدة للبنان، ما لم يلتزم بشروط الاصلاح التي يطالبه بها.
***
وبعيداً من "مساعدة الشفقة" كقرضٍ، فإن لبنان عمليًا بحاجة إلى 30 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، كحدٍ أدنى، لضخ سيولةِ كافية تعيد الحياة إلى الاقتصاد المتهاوي.
لكن من أين يُؤتى بها في غياب الإصلاحات؟
بل آخر 15 سنة من الهدرِ والفسادِ بالجملة والمفرق، أكثر من ذلك فإن ثلاثة أرباع الإصلاحات المطلوبة لا يكفي الحديث عنها في المجالس والبيانات والمؤتمرات الصحافية بل هي بحاجة إلى ان تُصبح تشريعاتٍ من خلال عبورها في مجلس النواب، ما يعني انها ستستغرق وقتاً طويلاً...
سؤالٌ بديهيٌ كيف تقولون لمريضٍ : " طَوِّل بالك سوف تموت"؟