#الثائر
- " اكرم كمال سريوي " خاص "الثائر"
تتالت المواقف التصعيدية لصهر رئيس الجمهورية النائب شامل روكز ، فانسحب من تكتل لبنان القوي، ثم تماها مع الثوار في مطالبهم باسقاط منظومة الفساد التي أوصلت البلد إلى حالة الأنهيار والأفلاس المالي والاقتصادي والسياسي .
غداً سيكون روكز مع الثوار في ساحة الشهداء، وهو دعا إلى المشاركة بكثافة في التظاهرات التي ستحصل في بيروت، وقال أمام وفد من المتقاعدين والمناصرين: أيها الرفاق هل هذا هو العهد الذي ناضلتم من أجله طيلة ثلاثين عاماً وكنتم تحلمون به؟ هل تقبلون بأن نكون شاهد زور على الصفقات والفساد؟
وأضاف «يتهموننا بالخيانة اليوم لأننا مع مطالب الثورة، ونقول لهم: نحن ما زلنا على قسمنا، والشعب هو يُقرر من الخائن ومن السارق ومن الفاسد، وتابع روكز: يهددوننا بتسريب فويسات ، وأخرها كان بتسجيل صوتي عن تغيير الحكم. أقول لكم اليوم وبكل جرأة، نحن لا نكذب على الناس. نعم أنا من قال هذا الكلام، واليوم أقولها أمام الجميع، أنا وأنتم والشرفاء سنُسقط هذا النظام الفاسد.
يجد روكز اليوم نفسه في موقعه الطبيعي مع الثوار، والقوى المطالبة بالإصلاح وبناء الدولة القادرة العادلة التي آمن بها، وناضل لتحقيقها. ويشعر بخيبة أمل مما آلت إليه الأمور، ولا يُخفي غضبه ونقمته على تصرفات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ، الذي وصلت العلاقة معه إلى حد التهديد، والأتهام بالخيانة والفساد.
تلقى خطوة روكز تعاطفاً من قِبل العديد من اللبنانيين، وخاصة من بعض مناصري التيار الوطني الحر ، الذين بدأوا في الأونة الأخيرة يتململون من تصرفات باسيل، ويتهمونه باستغلال التيار لمصالحه الشخصية .
إنها معركة الرئاسة طبعاً، التي اعتبرها فرنجية في الأمس بأنها محصورة بينه وبين باسيل، فيما الحقيقة أن كلاهما أصبح بعيداً عنها وتتآكل حظوظه يوماً بعد يوم. ورغم أنه ما زال الوقت مبكراً، لكن يعلم الجميع أن رئاسة الجمهورية ستكون نتيجة تسوية بين القوى الداخلية والخارجية، بعد أن تتظهّر التوازنات والتسويات الأقليمية في المنطقة .
لا حلول أقتصادية في القريب العاجل، ومن المتوقّع أن تتفاقم الأزمة في لبنان. ولكن هناك تفاهمات دولية بدأت تتبلور، وستكون العام القادم على نار حامية، ولقد شكّلت الحكومة العراقية أولى بوادرها. أما في لبنان، فيعتقد المراقبون أن الأحداث القادمة ستخلط الأوراق، ولن يكون روكز بعيداً عن السباق الرئاسي، خاصة بعد أن بات يحظى بثقة ودعم الثوار .