#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الإهتمامات تتوزَّعُ وتتوسع،ويبدو أن هناك صحوةً على كل المستويات في لبنان :
الثورةُ في صحوةٍ والسلطةُ في صحوةٍ ، والسباقُ على أشدهِ بعدما اكتشف شعبُ الثورةِ انه لا استعادة لأدنى حقوقه المدنية والمعيشية، ولا قوانين جدية لاستعادة الاموال المنهوبة، والحالُ اصبح بعد الحكومةِ اسوأ بكثيرٍ مما كان يُنتظر.
شعبُ الثورةِ استعاد زخمهُ، لماذا؟ لأن "ما في شي ماشي" ...والبطالةُ وصلت الى مليون مواطن .
للعلم شعبُ الثورةِ ليس حزباً حديدياً، وليس هناك مجلس قيادةٍ للثورة، بل هناك مجموعاتٌ من شعب لبنان مثقفة ونخبةٌ من شبابِ وشاباتٍ جامعيين الذين حتى اكتساب العلم يقض مضاجعهم .
فلا جمعياتٍ ومجموعاتٍ سريَّةٍ، فكل شيء في العلن، وأصلاً لا أسرار في هذا البلد.
كل ما في الأمر أن شعب الثورة إكتشف ان السلطة لم تحقق اياً من وعودها التي أعلنتها في بيانها الوزاري أو في المواقف التي تلت، فكان لا بد من الانتفاضة ثانيةً لمحاولة تحقيق ما لم يتحقق في "الثورة 1 ".
***
1- شعبُ لبنانَ الثائرُ يريد انتخاباتٍ نيابيةً مبكرةً، وفي اعتقاده أن مجلساً نيابياً جديداً هو المدخل الوحيد لسلطةٍ بديلة وجديدة. وفي اعتقاده أيضاً أن طريق الإنقاذ للخلاص والخروج من هذا النفق المظلم لا يكونُ إلاّ بمجلسٍ نيابي جديد وبانتخاباتٍ نيابية لأنّ المجلس الموجود اليوم ما عاد يمثل شعبَ الثورة" .
2- ان قسماً من شعبِ الثورة يعتقد بشكلٍ واضحٍ ان القانون الحالي سينتج مجلساً نيابياً شبيهاً بالحالي، فما الجدوى من هذه الإنتخابات أذاً ؟
ثم هل بالإمكان القيام بحملاتٍ انتخابية وتجمعات وفتح السفارات لاقتراع المغتربين، في وقتٍ تعجز الحكومة عن اجراء الامتحانات الرسمية؟
من خلال كل ما تقدَّم، المطلوب من شعب الثورة الذي يعتقد أن التغيير يبدأ بانتخاباتٍ نيابية، أن يقدِّم مشروعاً متكاملاً لهذا المطلب الاساسي.
3- ثم هناك نصف الشعب يُطالب بنزع سلاح حزب الله وبتطبيق القرار 1559 ، هذا مطلبٌ كبيرٌ من شأنه ان يدفع القوى التي تؤيد حزب الله إلى الاستنفار والنزول إلى الشارع.
فهل تكون هناك مواجهةٌ وشارعٌ في مقابلِ شارع ؟هنا لبُ الموضوع، والكارثة الحقيقية.
***
ولكن، ما هو موقف لبنان الرسمي من هذا الملف وملف الوضع في الجنوب؟
لبنان، وعبر موقف رئيس الجمهورية،متمسك بالقوات الدولية (اليونيفيل) ،وهذا ما حمَّله إلى سفراء الدول الأعضاء الخمسة في مجلس الأمن من أنه غيرُ متخلٍ عن القوات الدولية ومتمسكٌ بوجودها وأهمية دورها في حفظ الاستقرار كما تعاونها مع الجيش.
أما مسألة القرار 1559 فإن هناك تبايناً حوله .
***
في ظل كل هذا الواقع غير المريح، كيف يصمدُ الوضعُ النقدي والمالي والمعيشي؟
التعويلُ على الإجتماعات التي يجريها لبنان مع صندوق النقد الدولي، الجانب اللبناني يقوده وزير المال غازي وزني الذي يفاوض بحرفيّةٍ عاليةٍ، وقد خاضَ حتى الآن تسع جولاتٍ من المفاوضات مع وفد صندوق النقد حيث نجح في التوصل إلى توحيد الأرقام .
الرهان يكبر حول دوره خصوصاً انه يقومُ بعملٍ جبَّارٍ بصمتٍ مطبقٍ :
لا تسريبَ ولا احتلال الشاشاتِ في تصريحاتٍ ومؤتمراتٍ صحافيةٍ،ليثبتَ للرأي العام انه موجودٌ ويعمل.