#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الشعبُ اللبناني شعبٌ جبَّار، بمقيميهِ ومغتربيهِ ...
ما من شعبٍ في العالم خرج من حربٍ مدمِّرة استمرت خمسة عشر عاماً، واستطاع إعادة بناء نفسهِ كما فعل الشعب اللبناني :
إستطاع تكوين مدَّخراتٍ في المصارف اللبنانية بلغت 174 مليار دولار .
إستطاع بناء جامعاتٍ خاصة بلغت أكثر من خمسين جامعة .
نقل كل نجاحاتهِ إلى سائر أرجاء المعمورة، ونقل المغتربون ودائعهم إلى لبنان إيماناً منهم بأن لا ملاذَ لهم في نهاية المطاف إلا وطنهم .
***
لكن بمقدار ما كان الشعب اللبناني جبّاراً وعملاقاً، بمقدارِ ما كان معظم الذين حكموه قهارين :
بددوا ودائعهُ ومدخراتهِ ...
أحبطوا المقيمين والمغتربين على حدٍ سواء .
دمروا واقع الحاضر وأحلامَ المستقبل .
***
هنا يسأل اللبناني الجبَّار نفسهُ: هل أستسلم؟ أم أتخذ القرار لمواجهتهم؟
إذا كان الجوابُ هو الإستسلام، فعلى الدنيا السلام .
أما إذا كان الجوابُ المواجهة،فإن السؤال الذي يليهِ مباشرةً هو: كيفَ تكونُ المواجهةُ؟ وبأية وسيلة؟
الأجوبةُ يُفترض ان تكون واضحة :
الجواب الأول: رفضُ الأمرِ الواقع .
الجواب الثاني: رفضُ الأمرِ الواقع يكون بالإعلان جهاراً أن الملكية الخاصة حقٌ مقدس، وهذه الملكية الخاصةُ تشمل مدخراتِ اللبنانيين وودائعهم، ومسؤوليةُ الحفاظ على هذه المدخرات وإعادتها إلى أصحابها تعود إلى السلطة اللبنانية.
فالعلاقة بين المدَّخِر والمصرف يحكمها القانون، وهذا القانون وضعه المشرِّع اللبناني : لا المودِع ولا المصرف .
الجواب الثالث: للدولة أسسٌ وممتلكاتٌ بإمكانها استثمارها، من دون التفريط فيها، ويعودُ مردودُ هذه الإستثمارات إلى التعويض عن خسائرها، ورد الأموال إلى مصرف لبنان الذي يردها بدورهِ إلى المصارف التي تحفظها او تردها إلى المودعين .
إن الإستثمار السليم لثروات وممتلكات وقطاعات الدولة، من شأنهِ أن يؤسسَ لصندوقٍ سيادي له عدة اهداف لعل أبرزها إعادة حقوق الناس.
هناك أسس وممتلكات وقطاعات لا تنضُب :
القطاع الخليوي لا ينضُب وعائداتهُ يجب ان تكون للصندوق السيادي.
رسوم المرفا والمطار لا تنضُبُ .
ارباح شركة طيران الشرق الأوسط لا تنضبُ، والإدارةُ السليمة لهذا القطاع تجعل هذه الارباح تتضاعف.
وهنا لا بد من فتح مزدوجين للحديث عن ملفٍ أصبح قضية رأي عام، بعدما ملأ مواقع التواصل الإجتماعي واصبح على شاشةِ كل هاتفٍ ذكيٍ، الملف هو عبارة عن " فيديو كليب" يتضمَّن توظيفات في الميدل إيست وفيها عددٌ كبيرٌ من الأسماء التي ترتبط عائلياً وبصفة قرابة برئيس مجلس إدارة الميدل إيست محمد الحوت .
فهنيئاً لكل من أُدخل بالقربى الى شركة طيران الشرق الاوسط ، وهل تتسع الشركة بعد حضرة الشيرمان ، حيث عندنا مئات الطلبات لشابات وشباب متخرجين من الجامعات، ما دامت الشركةُ ناجحة بإذن الله، أعتبرهم من "الأهل" وبذلك تكون ثَبَتَ عملَ الخيرِ واكثرتَ.
***
اما الحديث الى ما أوصلنا اليه "القاهرون" الى ان معظم المدارس الخاصة حتى الرهبانية منها، كذلك بعضُ كبار الجامعات متجهة حكماً الى الاقفال.
قديماً قالوا اطلبوا العلم ولو في الصين، أي صينٍ وأي علمٍ، فكيف نرسلُ اولادنا الى هناك وهي مصدرُ وباء فيروس الكورونا للعالم بأسره ، ونسألُ اللهَ ان يكتشفوا لقاحاً يخلصنا من هذا الوباء.
...ألسنا شعباً جباراً تحملنا قهرهم منذ 30 عاما ولا نزال.