مقالات وأراء

خطتانِ لا تصنعانِ إنقاذاً ... وما قصةُ المصارفِ الخمسةِ؟

2020 أيار 18
مقالات وأراء المدى

#الثائر

- " الهام سعيد فريحة "

في العام 1949 ، وبعد ستة اعوام على نيل لبنان استقلالهُ ، كتب الصحافي جورج نقاش مقالاً تحت عنوان:

Deux Négations ne Font pas une Nation!

أي ما ترجمتها "نفيان (أو لاءان) لا يصنعان وطناً.

وجاء هذا المقال تعبيراً عن أن الإستقلال يحتاج إلى أكثر من الشعار الذي رُفِع وهو :

لا "للشرق ولا للغرب" فانتقدَ نقاش هاتين" اللاءين " وكان عنوانه المشهور.

***

لماذا التذكير بهذا العنوان ؟

لأن لبنانَ يدخلُ مفاوضاتٍ هي من أخطر المفاوضات في تاريخهِ المعاصر، لأنها مفاوضاتٌ إما ان توصِلَ إلى وضعِ وصايةٍ على "استقلالهِ المالي والنقدي"، وإما يتمكن من المحافظة على الحد الأدنى من هذه الإستقلالية، لكنه وللأسف يدخل هذه المفاوضات بخطتين، من هنا جاء العنوان :

" خطَّتانِ لا تصنعانِ استقلالاً وإنقاذاً مالياً".

***

ما القصة؟

هناك الخطة المالية للحكومة

وهناك الخطةُ المالية لجمعية المصارف

الخطتانِ لا تصنعانِ إنقاذاً لأنهما متباينتان :

خطةُ الحكومة التي تم وضعها بين "لازار" ومستشاري رئيسي الجمهورية والحكومة ووزارة المال، تقوم فلسفتها على تحميلٍ القطاع المصرفي ( أي أصحاب المصارف والمساهمين والمودعين ) الخسائر.

وهذا ما ترفضهُ المصارف انطلاقاً من ان الخسائر تسبب بها القطاع العام أي الدولة ، فيما المصارف هي قطاع خاص، فبموجب أي منطقٍ يجري تحميلها الخسائر؟

هكذا تنطلق خطة الحكومة من فلسفة: نأخذ ممن معه وليس ممن عليهِ ان يدفع .

هذا ليس منطقَ دولةٍ، إنه منطقُ كل شيءٍ إلا دولة.

***

المصارف، في المقابل، ترفض خيارَ الحكومة خفضِ عدد المصارف الى النصف، في سابقة لم يشهدها لبنان منذ بداية الخمسينات حين تحوّل لبنان إلى مصرف العالم العربي واستقطب كل الودائع المالية العربية، وخاصة بعد حربي 1967 و1973 التي كانت تسمى بالمرحلة الذهبية في تاريخ هذا البلد، وحتى في ظل الحرب الأهلية لم تتوقف المصارف عن دفع ما يتوجب عليها للدولة اللبنانية لتبقى صامدة، وخاصة بعد الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982 . حتى في ظل الحروب اللاحقة المتعاقبة لم يتراجع القطاع المصرفي بل بقي صامداً.

المصارف ترفض الكثير من البنود التي وردت في الخطة الإقتصادية خصوصاً تلك التي تحمّل القطاع المصرفي أسباب الخسائر.

***

أما اللغزُ الأكبر في الخطة المالية للحكومة فيتمثل بأقتراح إنشاء 5 مصارف جديدة ، كذلك خفض المصارف الحالية إلى 49 من 63 .

هنا يُطرَح السؤال الكبير:

لمن ستعودُ ملكيةُ هذه المصارف الجديدة الخمسة؟

وكيف سيتأمن رأس مال كل منها بـــ 200 مليون دولار؟ وبأية أموال؟

والأهم من كل ذلك، ما هو مصير نحو عشرين الف موظف من القطاع المصرفي الذين سيصبحون عاطلين عن العمل بعد خفض عدد المصارف؟ ***

إنها خطةٌ جهنمية، فماذا يُخبأ للقطاع المصرفي من مخططاتٍ؟ وأذا كان مصرف او أكثر قد ارتكبَ اخطاءً او هفواتٍ، فهل مسموحٌ معاقبةُ كل القطاع؟

اخترنا لكم
إسرائيل تصادق على التصعيد ضد لبنان: إجماع واسع
المزيد
غوتيريش حذر من تحول لبنان إلى غزة أخرى!
المزيد
رسالة من نصرالله الى خامنئي...هذا مضمونها
المزيد
قربانٌ على مذبحِ مَنْ؟
المزيد
اخر الاخبار
"سيدة الجبل" و"الوطني لرفع الاحتلال الايراني": لمنع تدخّل إيران السافر في الشؤون اللبنانية الداخلية
المزيد
طوارىء الصحة: خمسون شهيدا وأكثر من ثلاثمئة جريح في حصيلة أولية للعدوان الاسرائيلي المتمادي
المزيد
إسرائيل تصادق على التصعيد ضد لبنان: إجماع واسع
المزيد
غوتيريش حذر من تحول لبنان إلى غزة أخرى!
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
رسالة من نصرالله الى خامنئي...هذا مضمونها
المزيد
مصدره العدو الاسرائيلي.. مكتب وزير الإعلام يتلقى اتصالاً تحذيرياً لاخلاء المبنى!
المزيد
إسرائيل تصادق على التصعيد ضد لبنان: إجماع واسع
المزيد
"سيدة الجبل" و"الوطني لرفع الاحتلال الايراني": لمنع تدخّل إيران السافر في الشؤون اللبنانية الداخلية
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
"نهر القيامة الجليدي" في أنتاركتيكا ينذر بكارثة محتملة للكوكب
اتفاقية تعاون بين جمعيّتي "غدي" و"الملكية الاردنية لحماية الطبيعة" الناصر: حماية الطبيعة لا تعرف حدود، فهي مثل الطائر الذي يطير وينتقل من مكان إلى آخر غانم: نؤمن أن التعاون هو أرقى أشكال التطور
بيان للدفاع المدني بعد الانتهاء من عمليات إطفاء مطمر برج حمود
شكوى بجرائم بيئية ضد الدولة اللبنانية امام مجلس حقوق الانسان الدولي
محمية أرز الشوف في المنتدى الإقليمي للحفاظ على الطبيعة لدول غرب آسيا، هاني: نعمل مع شركائنا لزيادة المناطق المحمية
لجنة البيئة تواكب حريق المكب وتدعو لإقفال المطامر الشبيهة.. وياسين يعتذر