#الثائر
وجهت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية التي يرئسها رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان الكاردينال ميغيل أنخيل أيوزو غيكسوت، رسالة بعنوان "اليوم الرابع عشر من أيار يوم ترفع فيه الصلوات إلى الله من مختلف أنحاء العالم، على نية كوكب الأرض كي يتخلص من جائحة كوفيد-19." وصدرت الرسالة بثلاث عشرة لغة من الفارسي إلى السواحيلي، "من أجل الإخوة الذين يؤمنون بالله الخالق والإخوة في الإنسانية في كل مكان".
وأعلن البابا فرنسيس انضمامه إلى المبادرة ودعا "الإخوة والأخوات الذين يؤمنون بالله الخالق إلى تكريس يوم الرابع عشر من أيار للصلاة كي يلتفت العلي بالعالم الذي يواجه هذا الخطر الصحي الكبير، وكي يحمي البشرية ويساعدها على تخطي الجائحة، لتستعيد الأمن والاستقرار والصحة والازدهار، وكي يصير عالمنا، المحرر من هذا الوباء، عالما أكثر إنسانية وأخوة".
من جانبه، رحب شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب "بالنداء الإنساني النبيل الذي أطلقته اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بدعوة الناس حول العالم للصلاة والدعاء وفعل الخير من أجل أن يرفع الله جائحة كورونا عن أسرتنا البشرية". وقال: "أدعو الجميع إلى المشاركة في هذا النداء، والتضرع بصدق إلى الله تعالى ليرفع هذا البلاء عن البشر، وأن يوفق الأطباء والعلماء في جهودهم للوصول إلى دواء ينهي هذه الجائحة".
وأكد الكاردينال غيكسوت أن "هذه الجائحة تشكل فرصة كي تتجذر قيم الأخوة والتعايش المشترك في المستقبل". وأشاد "بانضمام شخصيات مرموقة عدة إلى هذه المبادرة، من بينها البابا فرنسيس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وسماحة شيخ الأزهر"، معتبرا أن "من الأهمية بمكان أن يشارك في الصلاة المسؤولون الدينيون والمدنيون على حد سواء للخروج من هذه الأزمة".
وجاء في النداء الذي وجهته اللجنة العليا: "يواجه عالمنا اليوم خطرا داهما يهدد حياة الملايين من البشر حول العالم، بسبب الانتشار المتسارع لفيروس كورونا "كوفيد19". وإننا إذ نؤكد إيماننا بأهمية دور الطب والبحث العلمي في التصدي لهذا الوباء، فإننا لا ننسى أيضا أن نتوجه إلى الله الخالق في هذه الأزمة الكبيرة، ولذا فإننا ندعو كل الناس، في جميع أنحاء العالم، أن يتوجهوا إلى الله بالصلاة والصوم والدعاء، كل فرد في مكانه، وعلى حسب دينه أو معتقده أو مذهبه، من أجل أن يرفع الله هذا الوباء، وأن يغيثنا من هذا الابتلاء، وأن يلهم العلماء لاكتشاف دواء يقضي عليه، وأن ينقذ العالم من التبعات الصحية والاقتصادية والإنسانية جراء انتشار هذا الوباء الخطير".
وتقترح اللجنة العليا "لتحقيق أهداف وثيقة الأخوة الإنسانية، أن يكون اليوم الخميس 14 أيار يوما للصلاة والصوم والدعاء من أجل الإنسانية"، وتدعو "القيادات الدينية وجموع الناس حول العالم إلى الاستجابة لهذا النداء الإنساني والتوجه لله تعالى بصوت واحد ليحفظ البشرية، وأن يوفقها لتجاوز الجائحة، ويعيد إليها الأمن والاستقرار والصحة ليصبح عالمنا بعد انقضاء هذه الجائحة أكثر إنسانية وأخوة".
كيف استجاب المسيحيون لنداء قداسة البابا، وما هو شعورهم تجاه انفتاحه على الأديان السماوية الأخرى؟ حول ذلك، يجيب الأب الناشط الإجتماعي وراعي كنيسة بلدة أوريولو رومانو (شرق روما 65 كلم) الأب جورجيو بوليجوني لـ"الوكالة الوطنية للإعلام": "يستجيب لنداء قداسة البابا العالم بأكمله، لأننا جميعا نشعر اليوم أبناء رب واحد في عالم واحد. عالم بحاجة ماسة لصلاتنا جميعا، لصومنا، وتضامننا، كلنا سويا. هذا ما يطلبه اليوم الاب الأقدس. الحبر الأعظم يدعونا جميعنا لنكتشف معنى الأخوة والتسامح. يدعونا أن نكافح سويا للخلاص من هذا الوباء. البابا فرنسيس يؤمن أن الصلاة والإيمان هما السلاح الأقوى والأنبل. يقول البابا علينا أن نتوجه لله الواحد شعوبا أبناء هذا الكون بغض النظر عن الدين أو اللون، لا بل توحدنا الإنسانية عندها يستجيب الله الى صلواتنا".
أضاف: "إنه ليوم عظيم وتاريخي، رغم أن قداسة البابا أب للكنيسة الكاثوليك فهو يدعو بهذا اليوم الجميع للإيمان وللوحدة وأن لا يفقدوا الأمل. فهو يعبر عن شعوره الإنساني، وتجربته في الحياة لذلك يستطيع استقطاب البشر بغض النظر عن انتمائهم. نحن كمسيحيين نشعر بسعادة كبيرة عند يتحدث قداسة البابا مع الأديان الأخرى ويدعونا للوحدة والمحبة، بذلك نكتشف أن الاختلاف هو ثروة وليس انقساما. يعلمنا أن نكون سويا لبناء عالم أجمل ذي وجه إنساني".