#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
شعبٌ بأكملهِ كما دولته،عاطلونَ عن العمل بكل ما للجملة من تفسيرٍ ومعنى وحقيقةٍ، وهذا قبل ثورة 17 تشرين الاول 2019،وقبل فيروس الكورونا، فكيف بنا اليوم؟
الاقفال سيّد الموقف من صحافةٍ عريقةٍ الى فنادقَ تشكِّلُ ذاكرة لبنان، الى المستشفيات، إلى المعامل والمصانع، إلى مؤسسات ومطاعم، واماكن السهر والى ما هنالك من اماكن للترفيه...
ولا يبقى سوى الافران والصيدليات والمستشفيات التي تستقبل مرضى فيروس الكورونا.
***
أما البلدُ اي الدولةُ ففي افلاسٍ مالي مستشرٍ ... أنتهى عصر المرفأ ومداخيله، وكذلك المطار ، السياحة، وحتى المعابر الشرعية او غير الشرعية ... بأختصار شديد : لا دخلَ ولا جباية.
ولا دولار في الاسواق، وإذا وُجِد فلدى بعض الصيارفة وبسعرٍ تجاوز الــ 3300 ليرة، أما الليرة اللبنانية فمحدودةٌ ومحددة .
***
وهكذا نجدَ أنفسنا في دولةٍ وكأننا في مختبر شرانق مقفل، مع تفشي وباء الكورونا الذي هو ولحسن حظ اللبنانيين، الأقل انتشارًا في لبنان من العالم بأسره، على الاقل حتى اليوم .
100 يوم على حكومة الرئيس دياب و 1000 يوم ولن يتغير شيء، سوى جهدِ وزير واحد هو وزير الصحة د. حمد حسن الذي ظهرت نتائج عمله، حتى أن عمله لا يمكن اعتباره تمردًا أو عصيانًا او مقارنة برئيسه الذي اكتفى برحلةٍ مدججة بالكاميرات إلى سوبرماركت وطلع بكلامٍ لم يشهده لبنان من "اسعاراً نافرة" صحيح ليست نافرة للسياسيين وربما يحق للمتابعين او المراقبين، ونحن منهم، ان نتساءل مع المتسائلين ... ولكن ما قيمة هذا التساؤل اذا كان الشعب يئنُ جوعاً وبطالةً وعوزاً وقرفاً ويأساً...
***
هل عمل الحكومة مثل مهندس المال العام والخاص ،"العالِم" بكل شيء، عنيت به رئيس جمعية المصارف ؟
كل يومٍ برأي مخالف للرأي الذي كان بالأمس ، اذ كتب على تويتر حيث أوضح علمه المستقبلي وقال:
"ثروة اللبنانيين اذا تبخرت لن نستطيع تعويضها فالفرصُ الماضية في المنطقة لم تعد متاحة " وليقول في مكان آخر : يجب بيع أصول ممتلكات الدولة..
أولا "يا عين" على عمقِ هذا الكلام الذي يستأهل جائزة نوبل للافلاس،ونضيف : "الدنيا وجوهٌ واعتاب على اللبنانيين ."
ثانيا المهم ان اموالكم التي جنيتموها،هي من البلاد التي كانت متاحة للربح بصونٍ وقانونٍ وآمان .
ثالثا: لو تخففون من علْمِكُمْ وعالَمِكُم ،على الأقل دعونا نحلمَ ان لبنان على مفترق طرق ولا بد ان كل الطبقة الفاسدة، "ستَتَبخَر" وتعود اموال اللبنانيين.
***
اما مهندسُ المال الذي لا ثانيَ له في العالم، فبعد عراضاته واشاداته بالاقتصاد وان صمود الليرة والدولار متوافر، صرح وللتاريخ ان امواله السابقة والتي تُقدر بملايين الدولارات قبل توليه الحاكمية هي الاساسية، وهي مصانةٌ وفي الخارج مما يجعله اليوم اول فيلسوف "مالي محصِّن لنفسه".
***
الى أين؟ كما يقول الصديق وليد جنبلاط، الى المجهول؟
مع كل احترامي لفكره السياسي، نقول: البلدُ مقفلٌ عربيا ودوليا وداخليا، اذ نردد معكم: الى أين المفر؟
للأسف فشلت هذه التركيبة الحالية كما فشلت سابقاتها لكن نعود الى "العَالِمْ" أن لدينا ، فرصًا متاحة للغرف.
اليوم يغرفون ماذا؟
توسيع المطار؟
أم تبليط مزيد من البحر لسوليدير؟
أم من البضائع بأيام ألعزّ،من المطار او المرفأ.. او الصفقات او التلزيمات او الفيول...
***
القيمة الوحيدة المتبقية في الوطن هي الجيش الأبي وكل الادارات الامنية...
لكن هل الأوطان في العالم تعيش وتأكل وتعمل وتنتج من قواها الامنية.
وماذا عن وضع القوى الامنية في هذه الاوضاع ؟ أليس عناصرها من الشعب وان تسلموا رواتبهم، ما قيمتها والغلاء وصل الى اكثر من 50 % وأنهك هذا الجندي على الحدود او في الثكنة او على الحاجز من جراء هذا الغلاء الفاحش.
هذا ما أوصلتنا اليه هندسات العُلماء وعباقرةِ المالِ، كل يومٍ تعميمٌ وكل يومٍ خطةٌ وكأنهم يتسلون بالوقت الضائع بفيروس الكورونا .
***
اذا وزيرة الاعلام من ضجرها قاست بالمتر بُعد المسافة بين المنصة والصحافيين ، فهذا يعني ان الحكومة لديها الكثير من الوقت لتضيعه، وبالمناسبة، وكما يُقال بالعامية: "ضيعانُها" في هذه الحكومة.
***
أخيرا نشدُ على يد كل لبناني ولاسيما الشباب والشابات منهم، ونظيفي الكفِ والفكرِ والعلمِ والإنتماء الى الوطن ، لا بديلَ لكم سوى لبنان.
لن يبقوا .. لن يبقوا والزمن اقرب الى الخلاص من الطبقة الفاسدة وبعدها ليعيدوا اموالنا "مثل الشاطرين".
بالخلاصة وبوضوح الرؤية، على أي حكومة ان تنفتح على العالم من الدول العربية والاوروبية.
لكن كل هذه الدول تعلم جيدا ان عندنا مليارات مليارات الفساد تكفي ليكون لبنان اعظم بلد بالعالم، اذا لن يعطونا فلسا قبل استردادها، لذأ:
هل التركيبة الحالية بوسعها الانفتاح على الخارج!
تغيير التركيبة لن يأتي سوى بثورةِ الجوعِ دون تحديدِ موعدها.
عدا الحالتين على وطننا وعلينا وعلى الدنيا السلام.
ولكن السلامَ آتٍ لا مَحالَ و"غصباً عنهم" بإسترجاع اموالنا المنهوبة من "فاسدي الفساد".