تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
غداةَ ليلةٍ حادَّةٍ منْ التوتُّراتِ في المناطقِ المحيطةِ بالمدينةِ الرياضيةِ،وبالتَّزامنِ مع الغاراتِ الاسرائيليةِ المتنقِّلةِ وعلى وقعِ "أزيزِ" و "طنينِ" المسيَّراتِ الاسرائيليةِ،
التي كانتْ تراقبُ وتُصوِّرُ وترصدُ الزحفَ البشريَّ إلى بيروت وضاحيتها،
طُوِيتْ صفحةُ التشييعِ الشعبيِّ لامينِ عامِ حزبِ الله السيد نصر الله على أنْ يُشيَّعَ اليومَ السيد هاشم صفي الدين في بلدة دير قانون النهر الجنوبيةِ ...
وهكذا نجحَ "الحزبُ" في توجيهِ الرسائلِ إلى الداخلِ والخارجِ بمدى الالتفافِ الشعبيِّ حولهُ، وظهرَ،
وكأنهُ منْ خلالَ الإستفتاءِ الذي ارادهُ، يُعوِّضُ بالحشودِ خسائرهُ العسكريةَ واللوجستيةَ والقياديةَ.
ولم يكنْ غريباً حضورُ رئيسِ مجلسِ النوابِ نبيه بري التشييعَ،
كونَهُ تحوَّلَ إلى الزعيمِ الاوحدِ للشيعةِ في لبنانَ والقادرُ على التفاوضِ عنهمْ وبأسمهمْ شاءَ ام أبى راضياً،
كانْ عنْ إدائهمْ وعمَّا قاموا بهِ ام غيرَ راضٍ.
***
ولعلَّ الرسالةَ الموجعةَ كانتْ للدولةِ اللبنانيةِ التي ألحقتْ نفسها في الويك إند باجتماعٍ امنيٍّ تنسيقيٍّ لمراسيمِ التشييعِ، فيما ظهرَ أنَّ الحزبَ كانَ المنظِّمَ في الشَّاردةِ والواردةِ،
مستبيحاً المطارَ والاماكنَ والطرقاتَ العامةَ وحتى تلكَ الموصلةَ إلى مطارِ بيروت الدوليِّ،
الذي قصدهُ المسافرونَ في النهارِ ليلاً وعندَ الفجرِ خشيَّةَ أنْ يعلقوا في الطرقاتِ وأضطروا للعبورِ عبرَ طريقِ الاوزاعي البحريةِ الداخليةِ المزنَّرةِ بالناسِ كما بالاعلامِ الحزبيةِ.
***
ولعلَّ وصولَ 3 طائراتٍ ايرانيةٍ منْ طهران عدا عن الطائرةِ الرسميةِ التي أقلَّتْ الرسميينَ الايرانيينَ الذينَ شاركوا في التشييعِ،
إشارةً مهمةً وخطيرةً على تراجعِ الدولةِ عنْ خطوةِ منعِ الطائراتِ الايرانيةِ المفروضةِ عليها عقوباتٌ اوروبيةٌ ، وإنْ كانتْ إجراءاتُ التفتيشِ قاسيةً.
***
التشييعُ دفنَ مرحلةً منْ تاريخِ لبنانَ الذي دخلَ شئنا أم أبينا في فلكٍ آخرَ وفي زمنٍ آخرَ وتمَّ التعبيرُ عنهُ باتفاقِ الهدنةِ،
فانتخابُ رئيسٍ خارجَ معادلةِ "الفرضِ"،
فتشكيلُ حكومةٍ لا ثلثَ معطِّلاً فيها ولا حضورَ حزبيٍّ نافرٍ، ولا ثلاثيةَ الجيشِ والشعبِ والمقاومةِ..
هو زمنُ الخسارةِ الكبرى للمحورِ رغمَ كلِّ العراضاتِ الوداعيةِ والكلاميةِ والشعبيةِ.
وبالرغمِ منْ صداماتِ ما يقولونهُ في الشارعِ منْ "أنَّ هذا البلدَ إلنا واللي مش عاجبو يفل" وصولاً إلى
"المقاومةُ باقيةٌ إلى الأبدِ"...
جمهورٌ يُعوِّضُ بالكلامِ ما خسرهُ على الارضِ ودفعَ ثمنهُ لبنانُ ملياراتٍ منْ الخسائرِ لا يُعرفُ حتى الساعةَ منْ أينَ نأتي بها..
***
غداً يومٌ آخرُ.. الثلاثاءُ والاربعاءُ جلسةٌ نيابيةٌ لمناقشةِ البيانِ الوزاريِّ وعراضاتٌ نيابيةٌ قبلَ أنْ يبدأ العملُ الفعليُّ للحكومةِ..
فما هي المطبَّاتُ الجديدةُ امامها، وكيفَ تتمُّ المواءمةُ بينَ شروطِ المحورِ "المنازعِ"،وإملاءاتِ الزمنِ الاقليميِّ والدوليِّ الجديدِ؟