تابعنا عبر |
|
 |
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه

#الثائر
كتبت يارينا ناغو
صباح 24 فبراير 2022 كان بداية دموية لحرب شاملة، الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا منذ ثلاث سنوات.
رغم أن ما يسمى بـ "العملية العسكرية الخاصة" كان مخططًا لها كعملية سريعة وحاسمة للسيطرة على البلاد في وقت قصير، إلا أن الواقع أثبت العكس.
خلال هذه الفترة، أثبتت أوكرانيا أنها لا يمكن الاستهانة بها. فقد تمكّن الشعب الأوكراني من التكاتف والصمود في وجه الضربات، بينما كان العالم يراقب كيف يحاصر "ثاني أقوى جيش في العالم" العاصمة كييف.
منذ ذلك الحين، استطاعت القوات المسلحة الأوكرانية تحرير جزء كبير من الأراضي المحتلة، والحصول على أسلحة حديثة من الشركاء (بما في ذلك مقاتلات F-16)، وتنفيذ عمليات ناجحة داخل الأراضي الروسية، والاحتفاظ بجزء من منطقة كورسك، وكذلك تحديث وتعزيز صناعتها الدفاعية.
في العام الثالث من الحرب، لم يعد الأوكرانيون وحدهم من يسمعون صفارات الإنذار، بل أصبح الروس أيضاً يعتادون على الإنذارات الجوية المتكررة، لأن "العملية العسكرية الخاصة تسير وفق الخطة"، وفقًا لزعيمهم. في الوقت نفسه، تصل الطائرات المسيّرة الأوكرانية بعيدة المدى إلى عمق الأراضي الروسية، لتعيد الحرب إلى الداخل الروسي.
الدولة الأوكرانية تكافح من أجل بقائها، وتسير في طريق شاق نحو النصر والسلام العادل، وهي لا تتراجع ولا تتنازل عن أراضيها، ولن تعترف أبدًا باحتلالها.
إن صمود أوكرانيا يثبت أن روسيا يمكن هزيمتها في ساحة المعركة، ولذلك لا ينبغي الخوف منها على طاولة المفاوضات. وبالنظر إلى التجربة المريرة لمذكرة بودابست، التي جُرّدت فيها أوكرانيا من أسلحتها النووية مقابل وعود فارغة، يطالب الرئيس فولوديمير زيلينسكي بضمانات أمنية حقيقية، وليس مجرد وعود على الورق.
لأن بوتين لا يريد السلام الحقيقي، فسلطته تقوم على استمرار الحرب، وهو يحتاج دائمًا إلى تغذية آلته العسكرية بمزيد من الأراضي المحتلة. وليس الأمر متعلقًا فقط بأوكرانيا، بل أن الدول الأوروبية أيضًا تحت التهديد.
لهذا السبب، يصرُّ الرئيس الأوكراني على أن القوة وحدها هي التي يمكن أن تحقق السلام العادل. يستطيع بدء حرب في 24 ساعة، وقد أثبت بوتين ذلك، ولكن إنهاء الحرب يتطلب جهودًا جبارة، وقوة، ورغبة حقيقية في محاسبة المعتدي على جرائمه.
السلام الزائف هو أفضل هدية يمكن تقديمها لبوتين، أما السلام العادل فهو هزيمته، وانتصار لأوكرانيا.