تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بغضِّ النظرِ عمَّا أعلنهُ البيتُ الابيضُ منْ تمديدِ وقفِ إطلاقِ النارِ بينَ لبنانَ واسرائيلَ حتى 18 شباط المقبل،
فإنَّ ما وقعَ كنَّا نخشاهُ.
وشئنا أم أبينا وكما كتبنا تمَّ استعمالُ المواطنينَ في الجنوبِ وأهلِ الارضِ في القرى الاماميةِ دروعاً بشريَّةً لمقاومةِ الاحتلالِ الاسرائيليِّ.
ولكنْ صحيحٌ أنَّ ثمَّةَ منْ وجَّهَ الناسَ لإستعادةِ ارضهمِ بالقوةِ ودفعوا ثمنَ ذلكَ الشهداءَ والجرحى،
وهمْ يعرفونَ أنهمْ قد يكونونَ عرضةً للاستهدافاتِ الاسرائيليةِ، فهمْ وقد خسروا الكثيرَ اصرُّوا على النزولِ إلى الارضِ في مواجهةِ البندقيةِ والمدفعِ والدبابةِ والمسيَّرةِ.
***
ووسطَ كلِّ هذهِ الفوضى، كانَ ثمَّةَ عجزٌ رسميٌّ كبيرٌ اكتفى بالتنديدِ وبالمواقفِ فيما سقطَ ايضاً للجيشِ اللبنانيِّ شهيدانِ منْ دونِ أنْ نعرفَ حقيقةَ ما كانتْ خطَّةُ إنتشارِ الجيشِ التي عُرضتْ بنودها العريضةُ على مجلسِ الوزراءِ؟
ولماذا لم يكنْ هناكَ جدولٌ زمنيٌّ واضحٌ للإنسحابِ كما للانتشارِ؟
وللأسفِ بدا واضحاً أنَّ الناسَ فتحتْ الطريقَ للجيشِ اللبنانيِّ،
فيما بدا الاسرائيليُّ مُربكاً ومُرتبكاً في التعاملِ مع الناسِ الذينَ توافدوا وناموا في العراءِ وفي الخيمِ...
وهكذا وسطَ فوضى الدولةِ اللبنانيةِ والسلطةِ السياسيةِ والتخبُّطِ في التعاملِ مع اتفاقيةِ الهدنةِ، يقولُ حزبُ اللهِ: ( للأسفِ) كنَّا على حقٍّ والارضُ لا تُستعادُ إلاَّ بالقوةِ،
وها هو يُكرِّسُ معادلةً جديدةً تقوي معادلةَ الشعبِ والمقاومةِ،والخطيرُ أنَّ "الحزبَ" قد يحاولُ إستعادةَ هذهِ المعادلةِ في البيانِ الوزاريِّ.
***
منْ هنا، كيفَ يمكنُ تخطِّي هذا الواقعَ الجديدَ لدى تشكيلِ الحكومةِ،أولنَ يُصبحُ الثنائيُّ الشيعيُّ متشدِّداً أكثرَ في التعاملِ مع قضيةِ التوزيرِ،
خصوصاً أنهُ أثبتَ أنهُ قادرٌ على تخطِّي حواجزِ "الاحتلالِ الاسرائيليِّ"، أفلا يحقُّ لهُ منْ هنا ( كما يفكِّرُ طبعاً) استثمارَ ما جرى وما قامَ بهِ في الداخلِ وعندَ تشكيلِ الحكومةِ؟
ولماذا يقبلُ نواف سلام بأنْ تُسمِّي الكتلُ الباقيةُ اسماءها حتى مع الحقائبِ،
فيما يُمنعُ عنْ الثنائيِّ الممثَّلِ في مجلسِ النوابِ بــ 27 نائباً بتعيينِ خمسةِ وزراءَ لهُ؟
***
ورغمَ كلِّ التفاؤلِ بتشكيلِ حكومةٍ هذا الاسبوعَ، حتى بأمرٍ واقعٍ ،
فإنَّ ما جرى الاحدَ والاثنين جنوباً قد يفتحُ توازناتٍ جديدةً لا نعرفُ إلى أينَ تأخُذَ الحكومةَ!