تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تطرحُ الاحداثُ اليوميةُ المتلاحقةُ في مخيمِ عين الحلوة كلَّ الاسئلةِ حولَ هيبةِ الدولةِ وصورتها وما تبقَّى منها... منذُ نهايةِ الخمسيناتِ إلى 1969 إلى منتصفِ السبعيناتِ والحربِ اللبنانيةِ المُوجعةِ،
كانَ العاملُ الفلسطينيُّ دائماً هو الفتيلُ لإشعالِ ساحاتِ التوتُّرِ ولتوجيهِ الرسائلِ...
اليومَ، ومع عودةِ العملياتِ، وإنْ بتقطُّعٍ داخلَ مخيمِ عين الحلوة، ثمَّةَ تطوُّرٌ جديدٌ هو التعرُّضُ للمؤسسةِ العسكريةِ وحجمُ الاصابات البشريةِ فيها، فضلاً عن تعرُّضِ المدنيينَ ولاماكنَ خارجَ حدودِ المخيمِ للرصاصِ الطائشِ القاتلِ وللتدميرِ...
فأينَ الدولةُ كحكومةٍ (تُجنِّسُ وتزيدُ الضرائبَ وتتركُ الناسَ بلا كهرباءٍ).
وأينَ رئيسُ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ لا يُجري اتصالاتٍ مع القوى الفاعلةِ على الارضِ ورعاتِها الاقليميينَ والدوليينَ،
ومنْ يزوِّدهمْ بالسلاحِ لوقفِ عملياتٍ يُخشى ان تمتدَ وتتوسَّعَ لتُصبحَ حرباً، ونكونُ امامَ زجٍّ اضطراريٍّ للجيشِ اللبنانيِّ واستدراجهِ لعملياتٍ داخلَ المخيمِ،
الذي هو أخطرُ بمرَّاتٍ كثيرةٍ منْ مخيم نهرِ الباردِ وتَحضرُ الذكرى الكارثيةُ لِما جرى في نهرِ الباردِ، وحجمُ الضحايا الذينَ سقطوا للجيشِ اللبنانيِّ يومها...
***
منْ الواضحِ ان حركةَ فتح عاجزةٌ في الداخلِ عنْ تهدئةِ الوضعِ، ومنْ الواضحِ ان ثمَّةَ منْ يسعى لتفجيرِ الوضعِ.. فما الذي نفعلهُ نحنُ؟
ولماذا الحديثُ فقط عن استراتيجيةِ سلاحِ حزبِ اللهِ التي هي مطلوبةٌ اليومَ قبلَ الغدِ،
وليسَ هناكَ خطةٌ واحدةٌ او كلامٌ عن مصيرِ سلاحِ المخيماتِ الفلسطينيةِ في كلِّ لبنانَ، والذي سيكونُ لهُ مرادفٌ في مخيماتِ النازحينَ السوريينَ،
في كلِّ لبنانَ إذا تركنا الامورَ فالتةً على غاربها ولا تَدخُّلُ للدولةِ في هذهِ المخيماتِ التي تنتشرُ في بعضها تجارةُ المخدراتِ والسلاحِ وحتى..
والأخطرُ الاعدادُ الجديدةُ التي تُهرَّبُ عبرَ الحدودِ بعدَ تفاقمِ الأزمةِ النقديةِ والماليةِ في سوريا...
والمؤسفُ ان نصابَ جلسةِ الحكومةِ المخصصةِ لمناقشةِ ملفِّ النازحينَ السوريينَ لم يكتملْ، بلْ التقى بعضُ الوزراءِ للبحثِ في أهمِ قضيةٍ ديموغرافيةٍ وهي ازمةُ كلِّ لبنانَ.
نلهو باخبارِ الحوارِ المعلَّقِ على حبالِ الاتصالاتِ الخارجيةِ، فيما الأخطرُ والاسوأُ موجودٌ بيننا ولا حلولَ في المدَييْنِ القريبِ والبعيدِ لهُ..
هلْ هذهِ دولةٌ أم مزارعُ لتجارةِ السلاحِ والممنوعاتِ؟