تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لم تغب تلال كفرشوبا أو حتى مزارع شبعا عن المشهد العام الداخلي، أو الحدودي. ما يجري فيها أو عند تخومها يستدعي التوقّف عنده، خصوصاً بعدما نجحت بلدية كفرشوبا في انتزاع أراضٍ تابعة لها تحت عين العدو الإسرائيلي المرابض خلف الحدود، فرسّخت قاعدة ثابتة «الأرض لنا»، وأكّدت أنّ الشعب قادر على تحرير أرضه المحتلة، وهو ما برز في مواقف شعبية عدّة، ومنها المزارع الذي تصدّى لجرّافة العدو وصولاً الى إزالة الأسلاك عن أراضٍ لبنانية في تلال كفرشوبا.
على الرغم من التشكيك الدائم بلبنانية هذه الأراضي وربطها بالجولان السوري المحتلّ، يتمسّك أهل تلك المنطقة، وحتى نوابها، بالتأكيد على أنّها لبنانية «مئة في المئة»، بل يقول النائب الياس جرادي «حدود أرضنا اللبنانية التاريخية في مرتفعات جبل الشيخ، ولا نعترف بخط الاحتلال، وتحرير الأرض والإنسان فيها واجب وطني».
يرفض أبناء كفرشوبا، كما شبعا الاعتراف بخط الانسحاب. خلفه، في البقعة التي يضع الإسرائيلي يده عليها توجد أراضٍ لبنانية. يقف أحد أبناء كفرشوبا يتأمّل أرضه المحتلة عند خط الانسحاب قرب بركة بعثائيل، يشير إلى التلة التي يرابض عليها الإسرائيلي، ويقول «هذه أرضي، لديّ مستندات بها، وسنحرّرها اليوم أو غداً».
إلى تلال كفرشوبا وصل النائب الياس جرادي يرافقه رئيس بلديتها قاسم القادري وعدد من أهالي البلدة، أراد أن يطلّع على تطوّرات المشهد الحدودي، والتأكيد على الانتماء الى هذه الأرض، بل كرّر أكثر من مرة «لن نترك أرضنا وسنحرّر آخر شبر منها».
بمجرّد وصوله والأهالي إلى تخوم خط الانسحاب عند بركة بعثائيل استنفر العدو الإسرائيلي، وجّه بنادقه تجاههم، فقابله الجيش اللبناني بتوجيه البندقية تجاه الجنود الإسرائيليين، في دلالة واضحة على أنّ «الردّ جاهز وأي اعتداء سيقابله رد سريع».
في الفترة الراهنة، عادت قضية تلال كفرشوبا ومزارع شبعا إلى الواجهة، في ظلّ حديث عن ترسيم برّي للحدود مع فلسطين المحتلة وسوريا، غير أنّ المعطيات الميدانية تؤكد أنّ الحدود البرّية مرسّمة مع سوريا منذ العام 1960، وقتها جرت محادثات بين لبنان وسوريا، وضعت خلالها النقاط، ووقّع اتفاق في زحلة بين قاضٍ لبناني من آل قهوجي وقاضٍ سوري من آل الخطيب، فضلاً عن أنّ الملكية العقارية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واضحة ومسجّلة في الدوائر العقارية اللبنانية.
وهذا يعني، أن لا غبار على لبنانية هذه الأراضي، كما أكد جرادي في جولته، وقال: «المواجهة على الحدود مع العدو والمواجهة للحفاظ على شعبنا حتى نمكّنه من أرضه، أمر ضروري، لأنّ المطلوب اليوم ليس تأمين احتياجاته، بل حماية مستقبله، أي يجب علينا محاربة العدو جنوباً والفساد داخلاً، وبهذه الطريقة نحمي وطننا ونحرّر أرضنا حتى آخر شبر منها».
يركّز جرادي كما الأهالي بحسب "نداء الوطن" على قوة الموقف وصلابة التحدّي في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، ويشير إلى «شجاعة أبناء كفرشوبا الذين بصمودهم حرّروا 30 دونماً من أرضهم، في وقت أدار الكلّ الظهر لهم»، في إشارة إلى غياب الدولة اللبنانية عن هذه الأرض منذ التحرير، ولم تمتدّ يد الإنماء إليها، ومع ذلك يقول جرادي «يواصل الأهالي كفاحهم ونضالهم من أجل تحرير أرضهم».
بين شبعا والغجر وكفرشوبا قصة تحدّ واضحة، وإصرار على التأكيد على لبنانية الأرض وضرورة تحريرها، ويعقّب جرادي بالقول «نعرف الجغرافيا والتاريخ، وهذه أرض لبنانية بحتة، وعدا ذلك عارٍ من الصحة».