تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تقولُ الارقامُ انَ تحويلاتِ المغتربينَ الى لبنانَ في العام 2022،
بلغتْ 6 فاصل 4 مليار دولار... (6,4 مليارَ دولارٍ)...
اي في عامٍ اكثرَ من ضعفِ الرقمِ الذي سيَمدُّنا بهِ صندوقُ النقدِ الدوليِّ مع شروطٍ تعجيزيةٍ خلالَ ثلاثِ سنواتٍ.
نعم... هذا على صعيدِ التحويلاتِ، فماذا عن حجمِ وارقامِ ما يدفعهُ المغتربونَ عندما يأتونَ الى اهلهمْ في الاعيادِ وفي الصيفِ لقضاءِ الاجازاتِ...
ثمَّةَ من يقولُ ان الصيفَ الماضي صَرَفَ فيهِ اللبنانيونَ المغتربونَ في البلدِ حوالي خمسةَ ملياراتِ دولارٍ وهذا ما جعلَ البلادَ تتنفسُ خلالَ الاشهرِ الاخيرةِ من العامِ 2022.
هذهِ الارقامُ تؤكِّدُ ان البلادَ يمكنُ ان تُدارَ من خارجِ الدولةِ،
وحتى من خارجِ شروطِ صندوقِ النقدِ الذي للأسفِ نرى كلَّ يومٍ الى أينَ أخذَ الوضعَ في مصرَ التي تبحثُ كلُّ لحظةٍ عمَّنْ يُموِّلُ لها قمحها ليعيشَ الناسُ...
***
ثمَّةَ منْ سينتقدُ هذا الكلامَ الخطيرَ لأنَ منظومةَ الدفاعِ عن صندوقِ النقدِ الدوليِّ تؤكِّدُ دائما أننا بحاجةٍ الى توقيعِ الاتفاقِ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ وختمهِ، للحصولِ على هبَّاتٍ ومساعداتٍ وتقديماتٍ واستثماراتٍ وديونٍ جديدةٍ،
خصوصاً بعدَ القرارِ المؤامرةِ بتوقفِ لبنانَ عن دفعِ سنداتِ اليوروبوندز.
يقولُ المثلُ "لو بدها تشتي غيَّمتْ"،
ولو كانَ بإمكاننا أنجازُ إصلاحاتٍ لكنا أنجزناها،
وإذا طالَ انتظارُ انتخابِ رئيسٍ فكيفَ نُسرِّعُ الاصلاحاتُ؟
وهلْ من جدوى بعدُ للكابيتال كونترول؟
***
وهلْ يمكنُ إنجازُ قانونِ إستقلاليةِ القضاءِ ونحنُ بالكادِ نتمكنُ من محاسبةِ قاضٍ؟
وهلْ بالإمكانِ ترشيدِ الادارةِ بصرفِ نصفِ موظفي القطاعِ العامِ وهمْ بالكادِ يقبضونَ رواتبهمْ اليوم..
وها هي جلسةُ مجلسِ النوابِ امس، بالكادِ تنعقدُ مع مئةِ إجتهادٍ وإجتهادٍ لصرفِ رواتبهمْ وتعويضاتهمْ وزياداتهمْ بقانونٍ..
واللافتُ دراسةٌ لاحدى الشركاتِ الاستشاريةِ العالميةِ لادارةِ الاداءِ،
وقد جاءَ فيها ان الموظفينَ في لبنانَ من الاكثرِ إحباطاً في المنطقةِ.
ماذا ننتظرُ من الخارجِ وقد خذلنا وتركنا لقدرنا ولولا القطاعُ الخاصُ واموالُ اللبنانيينَ من الخارجِ لِما استمرَّ بلدٌ...
ولعلَّ آخرَ ارتكاباتِ الخارجِ معنا كيفَ تركنا لقدرنا مع ازمةِ اللاجئينَ حيثُ لا مساعداتَ تذكرُ، وعزلُ لبنانَ باحتضانهِ اكبرَ عددٍ من اللاجئينَ بعدَ اوروبا.
***
انهُ بلدٌ عظيمٌ، وانهُ شعبٌ عظيمٌ وكبيرٌ ويرفعُ الرأسَ..
رغمَ كلِّ المؤامراتِ، ورغمَ كلِّ الإنهياراتِ، ورغمَ التخلِّي عنهُ من الجميعِ...
ينهضُ لبنانُ من دونِ جميلةِ احدٍ... ولا منِّيةِ احدٍ..
فهلْ نتجرَّأُ على طرحِ السؤالِ...
لماذا لا نتركُ البلادَ في الفوضى؟ ولعلَّ هذهِ الفوضى هي البنَّاءةُ والخلاَّقةُ...!