تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
شدد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض على "ضرورة إرساء تعاون مشترك بين دول المشرق العربي لمواجهة التحديات الصحية المشتركة والمتشابهة التي تواجهها هذه الدول، وذلك على غرار التعاون القائم بين دول مجلس التعاون الخليجي والذي أثبت نجاحه في تخفيض الفاتورة الصحية في موازاة تحسين الخدمة الطبية".
كلام الأبيض جاء خلال افتتاحه مؤتمر المشرق العربي الثاني للغدد الصم والسكري، والذي تنظمه الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصم والسكري والدهنيات، بالتعاون مع الجمعية الأردنية لهذه الأمراض والمنظمة العراقية للسكري والجمعية الفلسطينية لأمراض الغدد الصم والسكري والجمعية السورية لأمراض الغدد الصم، بحضور نقيب الأطباء يوسف بخاش ورئيس الجمعية اللبنانية الدكتور أكرم اشتي ورؤساء الجمعيات العربية المشاركة وهم من: الأردن الدكتور عبد الكريم خوالدة، العراق الدكتور حازم عبد الرزاق، كردستان الدكتور طه محاوي، سوريا الدكتورة ريم مراد والدكتورة آمار حرفوش، فلسطين الدكتور عبد السلام أبو لبدة وزهاء مئتين وخمسين طبيبا وخبيرا واختصاصيا من أعضاء الجمعيات المذكورة، إضافة إلى مشاركين من المغرب وقطر وخبراء من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
وتناول وزير الصحة في الكلمة التي ألقاها، الاجتماعات التي عقدها مع نظرائه العرب على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية السنوية لمنظمة الصحة العالمية في جنيف، والتي شملت وزراء الصحة في كل من الأردن والعراق وسوريا وفلسطين.
وأوضح أن النقاش تمحور حول الهموم الصحية المشتركة في المشرق العربي والتي تتشابه في تحدياتها بدءا من تداعيات النزوح، حيث برز السؤال حول كيفية إرساء سبل للتعاون المشترك بما يكفل تقديم خدمة أفضل للمرضى في البلدان العربية.
وأشار إلى "نجاح تجربة مجلس التعاون الخليجي على صعيد المناقصات كمثال، ما يوفر لبلدان مجلس التعاون فرصة تقديم خدمات أفضل بكلفة أقل"، لافتا إلى أن "بلدان المشرق العربي تزخر بدورها بالمهارات والقدرات العالية ولا شيء يمنع من جمع الخبرات والقدرات مع المحافظة على خصوصية كل بلد".
وقال: "ان قدرة الأنظمة الصحية على الصمود لا تعتمد على الموارد المالية بل على الموارد البشرية بشكل أولي، ومما لا شك فيه أن القدرات الموجودة في بلداننا تؤمن لها مسارا أكيدا للخروج من أزماتها".
وعن النظام الصحي اللبناني، لفت وزير الصحة إلى أن "التحدي الكبير تمثل بكيفية المحافظة على تقديم الخدمات للمرضى رغم التراجع الكبير الذي طرأ على القدرة الشرائية"، مشيرا الى أنه آثر "اعتبار الأزمة الكبرى التي يشهدها لبنان فرصة لإصلاح النظام الصحي والخروج بنظام أفضل قادر على مواجهة التحديات بدلا من الإكتفاء بإدارة الأزمة من خلال الإعتماد على مساعدات من هنا ومنح من هناك".
وقال: "النظام الصحي اللبناني كان قبل سنوات الأزمة اللبنانية مكلفا جدًا باعتماده على الخدمات الإستشفائية المتطورة واستخدامه أحدث ما توصل إليه العلم من أدوية باهظة الثمن فيما فائدتها غير مضمونة تماما. لذلك، اخترنا في وزارة الصحة العامة تحويل النظام الصحي من نظام قائم على الإستشفاء وتأمين الدواء والإنفاق الكبير إلى نظام قائم على الرعاية الصحية الأولية وجعل مراكز الرعاية المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية مدخلا إلى هذا النظام الجديد بحيث يتم ضبط الخدمات الصحية وتوجيه الناس نحو أساليب الوقاية بما يؤسس لتخفيض تكاليف النظام الصحي وتقديم الخدمات الجيدة".
واشار الى أن "هناك أمرين تم اعتمادهما بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وجمعية طب العائلة، هما وضع بروتوكولات علاجية وضبط حركة الدواء".
اضاف: "ان البدء باعتماد البروتوكولات العلاجية لمرضى السرطان سمح بترشيد استخدام الأدوية المفيدة لعلاج المرضى بحسب حالاتهم، وقد شجع نجاح هذه الخطوة على اعتمادها في المرحلة الأخيرة لعدد إضافي من الأمراض المزمنة".
وتابع: "أما ضبط حركة الدواء فأدى إلى ضمان وصول الدواء إلى من يحتاج إليه من دون هدره أو تهريبه أو تخزينه وذلك في موازاة انخفاض الفاتورة الدوائية بشكل كبير حيث تبين أن الإنفاق في لبنان على الدواء كان يفوق الحاجة الحقيقية، وكان يوازي بعض الدول الأوروبية المتقدمة جدا من دون وجود أي مؤشرات حول انعكاس هذا الصرف الكبير تحسينا للمستوى الصحي".
ولفت الى أن "الوزارة عمدت كذلك إلى تسريع تسجيل الأدوية واستعمال الجينيسية منها بالتوازي مع تشجيع الصناعة المحلية"، مشيرا إلى أن "ملف الدواء يبقى مفتوحا بشكل متواصل في الوزارة للمزيد من التحسين والتطوير وضمان عدالة توزيعه وشموله جميع المرضى من دون استثناء".
اشتي
وكان رئيس الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصم والسكري والدهنيات أشار في كلمته الترحيبية بالمؤتمرين، إلى أن "المؤتمر الحالي هو السادس والعشرين في مسيرة الجمعية وترجمة عملية لاستمرار الجمعية في أداء دورها العلمي"، مؤكدا أنه "نتاج تضافر جهود الجمعيات العلمية للغدد الصم والسكري في كل من الأردن والعراق وسوريا وفلسطين ولبنان حيث انضوت الجمعيات ضمن تجمع "المشرق العربي للغدد الصم والسكري" والذي تم تأسيسه منذ ما يقارب سنة وعقد مؤتمره الأول السنة الماضية في عمان الأردن، ويأتي انعقاد هذا المؤتمر الثاني بالتزامن مع المؤتمر السادس والعشرين للجمعية اللبنانية".
وأمل "الوصول إلى الهدف المنشود وهو إنشاء الإتحاد العربي للغدد الصم والسكري، فيتحقق بالعلم ما عجزت عن تحقيقه الأنظمة الحاكمة في دولنا وأقطارنا، ويتم تجاوز الحدود المصطفة التي تحاول أن تفصل بين الشعب العربي الواحد من المحيط إلى الخليج".
بخاش
بدوره، قال نقيب الأطباء: "هذا المؤتمر يأتي بشكله ومضمونه استكمالا للمؤتمرات التي عملنا على تنشيطها منذ ان تولينا مسؤولياتنا في رئاسة النقابة بعد ان عقدنا العزم على اعادة العلاقات مع الجمعيات العلمية الى مسارها الطبيعي واعادة الثقة بينها وبين النقابة".
اضاف: "ندرك جيدا اهمية مثل هذه المؤتمرات العلمية التي نعتبرها العمود الفقري لتطور المهنة ورفدها بالتقنيات الحديثة وتبادل الدراسات والخبرات العلمية والعملية والاطلاع على آخر ما توصل اليه العلم في هذا الاختصاص الحيوي. فطبيب الغدة الصماء يعالج واحدا من الامراض المزمنة الاكثر شيوعا وهو مرض السكري حيث يدمج الطبيب المعالج الطب الوقائي بالطب الحيوي ويواكب المريض الى فترات قد عمتد الى سنوات طويلة وهذا عمل ليس بالسهل في ظل التحديات التي يواجهها القطاع بشكل عام".
وتابع: "هذا الاختصاص يشهد تحديات كثيرة ليس اولها هجرة الأطباء ولا آخرها الفوضى في القطاع مرورًا بالتحديات التي يواجهها الطبيب بشكل عام، وهي تتمثل بارتفاع الفاتورة الاستشفائية وعدم إتخاذ الاحتياطات والالتزام بشروط الوقاية، بحيث تحولت هذه التحديات الى معركة وجودية لا بد من الفوز بها حفاظًا على الانجازات التي تحققت في هذا المجال".
وأشار الى أن "المؤتمر يفتتح أعماله مع بداية السنة الثانية من شرف خدمته للنقابة"، معاهدا "الزملاء الاستمرار بالوتيرة نفسها والعطاء والخدمة والشفافية التي أظهرها في السنة السابقة"، مؤكدا حرصه على "الثقة والعلاقة الوثيقة مع اللجان الطبية ليقينه بأنها مفتاح التطور، فالعالم يمشي الى الامام والعلم في تطور دائم وتبادل الخبرات اساس في تطوير الطب بشكل عام".
وختم قائلا: "بعد سنة واحدة من شرف خدمة النقابة كنقيب، أعاهد الجميع الاستمرار بالعمل الجاد لاعادة المؤتمرات العلمية الى ما كانت عليه قبل الازمات. كما اعاهدهم الاستمرار بنفس النهج القائم على الشفافية والمساواة بين الأطباء والزملاء في اي مكان كانوا وفي اي موقع يشغلونه".
المؤتمر
ويتضمن المؤتمر المنعقد في فندق "موفنبيك"، والذي يستمر ثلاثة أيام، سلسلة من ورش العمل والمحاضرات الطبية والعلمية التي تتمحور حول أمراض الغدد الصم والسكري وهشاشة العظام وداء السكري للأطفال ومخاطر السمنة والعلاج بالأنسولين، إضافة إلى لقاء حول هشاشة العظام بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لهشاشة العظام.