تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- الهام سعيد فريحة "
طغتْ تسجيلاتُ المكالماتِ الهاتفيةِ بينَ احدى نوابِ الامةِ واحدى الاعلامياتِ على ما عداها من اخبارٍ يتابعها الناسُ.. فعلى الرغمِ من سخونةِ ملفِّ ملاحقةِ رياض سلامة والاجراءاتِ القضائيةِ بحقِّهِ،
إلاَّ انَ ما سمعهُ الناسُ على لسانِ نائبةٍ تتحدَّثُ عن فضائحِ نائبةٍ اخرى،
وعن رشاوى وارتكاباتِ نوابِ التغييرِ، يَطرحُ علاماتِ استفهامٍ كبيرةٍ حولَ ما جنتهُ ايادي الذينَ اوصلوا هؤلاءِ الى الندوةِ النيابيةِ عبرَ حصانِ الثورةِ البريئةِ والطاهرةِ.
فهلْ يُعقلُ ان يكونَ هؤلاءُ همْ نوابُ الامةِ للتغييرِ والمحاسبةِ؟ وهلْ يُسمحُ أن يبدأ نشرُ غسيلِ الارتكاباتِ الماليةِ والرشاوى على مسمعِ كلِّ الناسِ من دونِ ان نسمعَ ردَّةَ فعلٍ واحدةٍ او تكذيباً...
الآن عرفنا لماذا نحنُ في المأزقِ منذُ سنةٍ، أي منذُ الانتخاباتِ النيابيةِ،
والآنَ عرفنا لماذا لم تتوحَّدْ المعارضةُ على مشروعٍ وعلى قانونٍ وعلى اسمِ رئيسٍ وعلى اسمِ رئيسِ حكومةٍ وعلى بندٍ تغييريٍّ.
ومنْ هنا يَفقدُ بعضهمْ المصداقيةَ عندما نراهمْ يتشدَّقونَ بالمؤسساتيَّةِ والحوكمةِ ولازمةِ الشفافيةِ والمحاسبةِ،
وهمْ غارقونَ حتى الاذنِ بالفسادِ وتَحكمهمْ الشعبويةُ..
وعليهِ، لنْ نتأمَّلَ بمرشَّحٍ موحَّدٍ للمعارضةِ ولا يمكنُ الركونُ إلى هؤلاءِ بأيِّ مشروعٍ للمستقبلِ.
وها هي مواقفهمْ كُلهمْ في اللجانِ المشتركةِ وغيرها عن ضرورةِ تنحي رياض سلامة فقط لتسجيلِ المواقفِ ليسَ إلاَّ...
***
وفي الحديثِ عن سلامة،
هلْ يُعقلُ انهُ وفيما بدأتْ الملاحقاتُ في بيروت،
جاءَ موفدٌ من باريس مرشَّحٌ للحاكميةِ تُقامُ لهُ الولائمُ وتُحضَّرُ لهُ الاجتماعاتُ على طريقةِ ماتَ الملك عاشَ الملك...
وبينَ "الملكيْنِ" أينَ اموالُ الناسِ الشُّرفاءِ المنهوبةُ فساداً وهدراً، وكأنَ كلَّ الذي يجري من مناوراتٍ قضائيةٍ، هي فقط لتغطيةِ المنظومةِ الفاسدةِ المتضامنةِ بعدمِ فضحِ بعضهمْ البعضَ.
وكأنَ ما جرى ويجري قضائياً مُحضَّرٌ لهُ سلفاً لنصلَ الى هنا... سراب.
فلماذا إذاً جلسةٌ لمجلسِ الوزراءِ مخصصةٌ للحاكميةِ وللنازحينَ، طالما ان الامورَ معروفةٌ على صعيدِ مصيرِ الحاكمِ ومستقبلِ الحاكميةِ،
ولماذا طَرْحُ قضيةِ النازحينَ طالما ان رئيسَ الحكومةِ قرَّرَ ان يدفعَ للنازحينَ بالدولارِ الاميركيِّ أي بالعملةِ التي تَردُهمْ فيها الاموالُ من "الاممِ"،
فهلْ يُعقلُ ان يقبضَ اللبنانيُّ بالعملةِ المنهارةِ فيما النازحُ يقبضُ العملاتِ الصعبةَ وينقلها الى بلادهِ...
النازحونَ يقبضونَ بالدولارِ والمدارسُ دولرتْ الاقساطَ والمستشفياتُ دولرتْ الفواتيرَ والسوبرماركت دولرتْ الفواتيرَ،
ماذا يبقى للعملةِ اللبنانيةِ التي ستُطبعُ فئةٌ جديدةٌ منها بالخمسمئةِ الفٍ؟
الجميعُ يقبضُ باللبناني اما الدفعُ فبالدولارِ، فمنْ أينَ يحصلُ الناسُ على الاموالِ...
قريباً وبفعلِ وضعِ لبنانَ على اللائحةِ الرماديةِ لنْ يكونَ هناكَ دولارٌ ولا لبنانيٌّ فكيفَ يعيشُ الناسُ؟