تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في دعوةِ الهيئاتِ الناخبةِ للانتخاباتِ البلديةِ الكثيرُ من الغرابةِ والعبثيةِ وربما بعضٌ من الجنونِ.
بلدٌ بالكادِ أنتجَ مجلِساً نيابياً غيرَ فاعلٍ ومشتَّتٍ، وامضى اشهراً قبلَ ان يدفعَ للمعلمينَ وللموظفينَ والقضاةِ والعسكرِ تعويضاتِ ايامِ الانتخاباتِ، يدخلُ من جديدٍ، أقلَّهُ حتى اشعارٍ آخرَ قبلَ التمديدِ او التأجيلِ، استحقاقُ اجراءِ الانتخاباتِ البلديةِ مع تحديدِ الاحادِ في ايارِ المقبلِ،
من دونِ معرفةِ مصادرِ التمويلِ حتى الساعةَ والتي تناهزُ الثمانيةَ ملايينِ دولارٍ...
فهلْ ستكونُ من اموالِ السحبِ الخاصِ بصندوقِ النقدِ الدوليِّ SDR ،
والتي صَرفتْ ثلاثةَ ارباعها حكومةُ ميقاتي من دونِ حسيبٍ او رقيبٍ.
او من سلفاتِ خزينةٍ، او بتمويلٍ خاصٍ يوافقُ عليهِ مجلسُ النوابِ؟
اذاً دعوةٌ للهيئاتِ الناخبةِ من دونِ تمويلٍ، ولكنْ ايضاً، كيفَ تجري انتخاباتٌ، والمعلمونَ الرسميونَ بالكادِ يعودونَ الى مدارسهمْ للتعليمِ، فهلْ سيوافقونَ على العملِ بالانتخاباتِ؟
وماذا عن العسكرِ الغاضبِ، وهو بالكادِ يصلُ الى منزلهِ، او القضاةِ العائدينَ من إعتكافٍ لم يُنصفهمْ؟
وماذا عن الدوائرِ المُقفلةِ للمعاملاتِ الرسميةِ او شبهِ المُضربةِ؟
***
لعلَّ السؤالَ الاساسيَّ:
هلْ الجميعُ يريدُ انتخاباتٍ بلديةً واختياريةً أم الجميعُ لا يريدُ انتخاباتٍ بلديةً؟
وحدهُ "النجيبُ" مع وزيرِ داخليتهِ يحاولُ "تبييضَ الوجهِ" مع المجتمعِ الدوليِّ ليقولَ انهُ "الحريصُ على الديمقراطيةِ وتداولِ السلطةِ".
لماذا الانتخابات البلديةُ، طالما ان البلدياتِ عاجزةٌ عن الدفعِ وعن جمعِ مستحقاتها ورسومها بعدَ إنهيارِ اوضاعِ الناسِ الماليةِ،
وطالما ان البلدياتِ ونتيجةَ قانونِ الشراءِ العامِ ، ليسَ بأمكانها التوقيعُ على معاملةٍ إذا تخطَّتْ مبالغَ معيَّنةً، وعليها وللمفارقةِ في زمنِ المطالبةِ باللامركزيةِ الاداريةِ الموسَّعةِ، العودةُ الى السلطةِ المركزيةِ للموافقةِ عليها.
اعرفُ ان كلامي لا يبدو شعبياً ومقبولاً امامَ الثوارِ، وامامَ المُطالبينَ بالتغييرِ،
لكني للامانةِ اريدُ ان اكونَ واقعيةً وموضوعيةً في ظلِ إنهيارِ قدراتِ الناسِ الشرائيةِ وتفرُّغِ الناسِ لشؤونها الداخليةِ،
وإلاَّ ماذا، ومَنْ يضمنُ، أن لا تتمَّ محاولاتٌ لشراءِ ذممِ بعضِ الناخبينَ الذينَ يبحثونَ في سلالِ النفاياتِ عن كسرةِ خبزٍ،
أولن تتمَّ محاولاتُ شراءِ الذممِ عبرَ تأمينِ المواصلاتِ والسياراتِ لنقلِ الناخبينَ؟
وإذا كانتْ الانتخاباتُ في ايار، فهلْ مهلةُ شهرٍ كافيةٌ لتحضيرِ الناسِ للانتخاباتِ ولعقدِ التحالفاتِ وتركيبِ اللوائحِ؟
***
انهُ الهذيانُ الذي يُشبهُ اداءَ "النجيبِ"، وها هي جلستهُ الحكوميةُ تدورُ بحدِّ ذاتها في الحلقاتِ المفرغةِ،
فيما مطالبُ الناسِ والقطاعاتِ بحاجةٍ الى اشهرٍ لوضعها على سككِ الحلولِ..
هذيانٌ ودورانٌ يُشبهُ الدورانَ الذي نعيشهُ مع اسعارِ الدولارِ الذي نزلَ حوالي اربعينَ الفَ ليرةٍ في اقلَّ من اسبوعينِ،
فهلْ بإمكانِ احدٍ ان يشرحَ لنا كيفَ ولماذا؟
وهلْ يُعقلُ ان يُصبحَ سعرُ كيلوواتِ التعرفةِ الكهربائيةِ اغلى من سوقِ الدولارِ الاسودِ بثمانيةِ الافِ ليرةٍ.
أنهُ الجنونُ والهذيانُ...!