تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كتب عدنان القاقون
17 تشرين (اكتوبر)الذكرى الثالثة لانطلاقة مجاميع شبابية قدموا من كافة المناطق اللبنانية ليوقدوا شعلة الثورة في قلب العاصمة بيروت
وحدّهم الظلم فوجدوا أنفسهم بشكل عفوي في الشوارع، يطالبون بأبسط الحقوق :نريد العيش الكريم.
يا لهذا الشعار الصعب لا بل يا لوقاحتكم! وها نحن اليوم نحصد جميعاً أهوال المطالبة بدولة ..الوطن.
ليس أمامكم إلّا طلب الغفران.
كيف تجرأتم على التقاط تلك الشعارات الدخيلة، عدل، مساواة، حريات حقوق العيش الكريم !؟ من أوعز لكم أن صرخة الآآآخ !!! مهما علت قد تطال قلاع الكبار؟
يا لوقاحتكم، مجاميع تبحث عن الاستعراض على حساب الاستقرار!
بعد ثلاثة أعوام ألا يجرؤ أحد منكم على الاعتذار، وطلب الغفران ؟
اعذروهم كانوا مجرد فتية حالمين بوطن ، غافلون مغيبون عن حجم جبروتكم، فانجرفوا مع تلك الشعارات التي تتحدث عن الكرامة والحريات والعيش الكريم.
سامحوهم ، لقد غُرر بهم ولم يدركوا أن تلك الأفكار لا يمكن أن تلوث حدائق النبلاء.
يا لوقاحة وجهل طلبة الجامعات ، وأساتذتها ، والأطباء والمهندسين وناشطي السياسة والاقتصاد والعمال وغيرهم، جميعهم شركاء في جريمة 17 تشرين فقد ظنوا أن أسوار السجن الطائفي الكبير يمكن أن تهتز تحت وقع الجوع والظلم .
الذين قطعوا الطرق في لحظة خوف وأمل، هم مجرمون لن يرحمهم التاريخ، ويا لتفاهة مبرراتهم ، والد طفل على فراش الموت لم يعثر له على دواء ! وآخر انكسر من داخله وهو يُشاهد والده المُسِن يعتلي حاوية القمامة بحثاً عن طعام ، وثالث حاول إطفاء جسد شقيقه الذي أحرق نفسه تعبيراً عن عجزه على سداد أقساط ابنته ، ورابع بعد رحلة عمر شاقة وجد أن أمواله في قبضة مافيا المصارف. وخامس فقد نصف عائلته وتشردت البقية بفعل حادث عرضي مجهول في المرفأ، هز العالم ولم يحرك ضمائر المسؤولين.
عن أي مبررات يتحدثون .. لقد أجرموا ولكن يطمحون بالغفران .
كيف لكاتب أن يدافع عن تلك الحفنة من اللبنانيين الذين حاولوا التطاول على مقامات الزعماء في وطني عندما راهنوا على صندوق الفرجة في الانتخابات النيابية . مجموعة فتية طالبي كرامة ضلوا الطريق ويستحقون العقاب.
فلتغلقوا المدارس..والجامعات ما حاجتنا لفصول إفساد العقول ومقاعد التمرد.
فتلك مجاميع شعبية صدقت تلك الوريقات الصفراء المستوردة التي تتحدث عن حقوق الإنسان في رحاب قلاع النبلاء .
يا لوقاحتكم وجهلكم أيها الحالمين التحرريين القابعين أمام السفارات حين صدقتم جبران خليل جبران " لو لم يكن لبنان وطني لاخترته وطنا لي، وتسلحتم بمقولة الإنسان كمال جنبلاط "إن الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم".
فلتُحرق كتب جبران وكمال جنبلاط ومخائيل نعيمة وغيرهم، لتدفئة عجوز هنا أو طفل هناك، بدلاً من التباكي أمام الارتفاع الجنوني لأسعار الوقود.
اليوم يصادف ذكرى محاولة لإحياء الحقوق أمام طواحين الظلم في بلادي.
ها هو الشعب يرفع رايات الاستسلام ..والذل
أويُطلب الصفح من القتلة؟؟؟!!!