تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
قالت مصادر في «التيار الوطني الحر» لـ«الشرق الأوسط» إن عون ينتظر حراك ميقاتي بعد عودته من الخارج لتبيان مدى جديته في هذا الطرح، متسائلة عما دفعه للتحرك الآن بعد أشهر من الجمود القاتل الذي تسبب في خسارة للبلاد اقتصاديا وماليا وسياسيا، من خلال منع وجود حكومة فاعلة تدير الأزمة وتتلمس طريق الحلول. وأشارت المصادر إلى أن ميقاتي ربما استشعر حراجة الموقف، فالرئيس عون سيغادر قصر بعبدا عند نهاية ولايته، لكن في حال عدم وجود حكومة كاملة الأوصاف دستوريا فنحن لن ندعه يحكم.
من جهة أخرى، أشارت "الانباء" الكويتية، الى ان مختلف المعطيات السياسية المتوافرة، خارجيا وداخليا، تشي بأن كافة الاستحقاقات مؤجلة في لبنان الى ما بعد 31 تشرين الاول وخروج الرئيس عون من القصر الجمهوري، وعلى رأس هذه الاستحقاقات تشكيل الحكومة وترسيم الحدود البحرية والكهرباء والفيول الايراني، والتحقيقات بانفجار مرفأ بيروت، وصولا الى الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
ومعنى ذلك ان الأولوية المطلقة ستكون لانتخاب رئيس للجمهورية، والتبرير المنطقي ان تشكيل الحكومة متعذر ضمن المدة الفاصلة حتى نهاية ولاية الرئيس التي بقي منها نحو 40 يوما، وهذه المدة لا تكفي لتشكيل الحكومة، والاتفاق على بيانها الوزاري، وحصولها على ثقة مجلس النواب، الذي يتحول بعد 20 سبتمبر الى هيئة ناخبة حكما.
وحتى لو أمكن تشكيل حكومة، او تعويم الحكومة الحالية، المستقيلة، فإن مثل هذه الحكومة ستصبح مستقيلة في الاسبوع التالي، اذا أمكن انتخاب رئيس جمهورية ضمن المهلة، وستتحول الى حكومة تصريف أعمال، حال تعذر انتخاب الرئيس.
ومن هنا، غلب التوجه لدى الأطراف الفاعلة، نحو المتابعة مع الحكومة الحالية، كحكومة تصريف أعمال، على أن تتشكل حكومة جديدة مع الرئيس الجديد، خصوصا انه لا ضوء أخضر، إقليميا او دوليا أعطي حتى الآن، على الرغم من المداولات والمباحثات الناشطة في باريس، وبعض العواصم العربية.
ولكن ماذا لو لم يجد الرئيس عون يوم مغادرته القصر في 31 اكتوبر طبيعيا، وصرف النظر عن المغادرة؟
هنا تجيب المصادر: لقد كان في حسبان الفريق الرئاسي الرد بتشكيل حكومة انتقالية، برئاسة النائب جبران باسيل، على غرار الحكومة التي شكلها الرئيس الراحل فؤاد شهاب، يوم كان قائدا للجيش، في نهاية عهد الرئيس بشارة الخوري، والعماد ميشال عون يوم كان قائدا للجيش في أواخر عهد الرئيس أمين الجميل، لكن انكشاف خطة ترئيس باسيل لحكومة انتقالية، أثار تحفظات صارخة، محلية واقليمية، وصلت الى حد اعتراض ايران، وهذا ما تبدى في بعض مواقف حزب الله، وآخرها ايفاد وزيره علي حمية الى الديمان للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي، محملا بـ«كعك العباس».
وماذا بعد؟ تقول المصادر انهم، أي جبران باسيل والفريق الرئاسي، يرسمون لخطوات أخرى قيد المتابعة.
ولاحظت ان مواجهة أي خطوات ناقصة قانونيا من قبل الفريق الرئاسي بعد 31 تشرين الاول او قبله، سيجد من يتصدى له، على الجانب المسيحي بالذات والدليل ما أعلنه النائب نديم الجميل في احتفال الذكرى الأربعين لاغتيال والده رئيس الجمهورية الراحل بشير الجميل، حيث قال: يسأل البعض عما اذا كان الرئيس عون سيترك بعبدا صبيحة انتهاء ولايته، أم سيبقى؟ وأضاف «بيترك بعبدا، أو ستين عمره ما يترك، فهو أصلا لم يعد موجودا، لا في بعبدا ولا بضمير الوطن، وما لم يفعل، سنتولى نحن انزاله».