تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يتسابقُ بعضُ مالكي البناياتِ الضخمةِ في الاشرفيةِ ومحيطِ المرفأِ منذُ يومينِ، على توزيعِ الاقنعةِ الواقيةِ من التلوُّثِ ومن الفيروساتِ،
وهي نفسها الواقيةُ من كورونا، تَحسباً من إنهيارِ اهراءاتِ المرفأِ وتطايرِ انبعاثاتِ القمحِ وحشراتهِ الطفيليةِ،
والتلوُّثِ الناتجُ عن تخمُّرِ الموادِ المحترقةِ بالقمحِ المعفَّنِ والملوَّثِ،الى تجمعِ المياهِ والموادِ الحارقةِ التي تطايرتْ الى داخلِ الاهراءاتِ.
هكذا وبعدَ سنتينِ، وفي الذكرى الثانيةِ لإنفجارِ المرفأِ، يعيشُ الناسُ كابوسَ إنهيارٍ آخرَ، وإنفجارٍ آخرَ، والكارثةُ البيئيةُ ستكونُ بحجمِ الكارثةِ البشريةِ التي حصلتْ قبلَ سنتينِ.
امسَ وقبلَ امسٍ نامَ اهالي بيروتَ على روائحِ العفونةِ المنتشرةِ من الاهراءاتِ... فرنسا نصحتْ رعاياها بعدمِ الاقترابِ من محيطِ الاهراءاتِ...
اما جماعةُ السهرِ فلم يأبهوا في بلدِ العبثيةِ لكلِّ التحذيراتِ،
ووقفت السياراتُ صفوفاً صفوفاً للدخولِ الى احدِ النوادي الليليةِ المحاذيةِ للاهراءاتِ قربَ المرفأِ؟
هلْ ينتحرُ الناسُ؟ هلْ يرمونَ أنفسهمْ في قلبِ اللهيبِ والجحيمِ بعدما خسروا كلَّ شيءٍ؟
***
بينَ شعبويةِ بعضِ النوابِ، وبينَ تعنُّتِ وزراءِ حكومةِ "النجيبِ"، ضاعَ الناسُ مَنْ على حقٍّ في مسألةِ هدمِ الاهراءاتِ، او عدمِ هدمها،
وتركها مَعلماً لابقاءِ ذكرى الانفجارِ قائمةً، وكونُ التحقيقِ لم يصلْ الى مكانٍ بعدُ...
وتبدو مسألةُ الاهراءاتِ على شاكلةِ بلدٍ يُشبهُ الاهراءاتِ، معرَّضٍ للانهيارِ في ايِّ لحظةٍ، والسقوطُ سيكونُ مُدوياً وستلفحُ آثارهُ الجميعَ...
ننتظرُ بالساعاتِ صوتاً آخرَ مُدوياً سيحرقُ اعصابَ الناسِ في بيروتَ والجوارِ، مستذكرينَ اهوالَ 4 آب قبلَ سنتينِ..
وفي الوقتِ نفسهِ ننتظرُ اصواتَ سقوطِ آخرِ حصونِ وقلاعِ الجمهوريةِ الباحثةِ عن خبزٍ وطحينٍ ودواءٍ وكهرباءٍ وصفيحةِ بنزينٍ وجوازِ سفرٍ وتأشيرةِ هجرةٍ...
ماذا بقيَ؟
ومتى نُعلنُ دولةً فاشلةً،
وقد اعلنَ امينُ عامِ حزبِ اللهِ استعدادهُ لجلبِ الفيولِ الايرانيِّ مجاناً، ليتلقفَ دعوتهُ رئيسُ التيارِ الوطنيِّ الحرِّ مطالباً اياهُ بطلبِ الفيول،
لينتهيَ الامرُ برئيسِ حزبِ القواتِ اللبنانيةِ ليقولَ نعم للفيولِ الايرانيِّ، في محاولةٍ للتمريكِ على جدِّيةِ الخطوةِ.
أليسَ هذا باباً من ابوابِ الدخولِ الى جحيمِ الانهيارِ؟
***
هلْ هناكَ اسوأُ من ازمةِ الطحينِ التي يَهمسُ في الصالوناتِ "النجيبُ"حولَ تورُّطِ وزيرِ الاقتصادِ في حكومتهِ في صفقاتها؟
أينَ يذهبُ الطحينُ، وقد تضاعفَ الاستيرادُ خمسَ مراتٍ؟
ألا يذهبُ الطحينُ المدعومُ الى سوريا عبرَ شبكاتِ المافيا في الوزارةِ والتجارِ والمهرِّبينَ، ويذهبُ معهُ ما تبقَّى من إحتياطيِّ مصرفِ لبنانَ بالعملاتِ الصعبةِ.
لتمتلىءَ في المقابلِ جيوبُ بعضِ التجارِ والمهرِّبينَ تماماً كما حصلَ مع بعضِ مستوردي الادويةِ والموادِ الغذائيةِ في ايامِ "راوول الاقتصادِ" الكبيرِ.
هذهِ عيِّناتٌ من معالمِ إنهيارِ الجمهوريةِ والدولةِ الفاشلةِ، والسباقُ اليومَ من يسقطُ قبلُ:
اهراءاتُ المرفأِ، ام ما تبقَّى من معالمِ الدولةِ؟