تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لا شيءَ يعلو على صوتِ معركةٍ او ما يُسمى معركةُ رئيسِ مجلسِ النوابِ...
الاجدى ان يُعلنَ اسمُ الرئيس نبيه بري بالتزكيةِ، كونَ لا مرَشَّحَ غيرهُ،
لكنَ النظامَ الداخليَّ لا يتحدثُ عن إمكانيةِ الفوزِ بالتزكيةِ. وفي إنتظارِ موعدِ الجلسةِ التي يحدِّدها رئيسُ السنِّ نبيه بري لانتخاباتِ رئيسِ مجلسٍ نيابيٍّ،ونائبِ رئيسٍ وهيئةِ مكتبِ مجلسِ النوابِ،
يتسابقُ صقورُ وحمائمُ الكتلِ والمستقلونَ والتغييريونَ في رفعِ شعاراتِ "اللا" لنبيه بري في وقتٍ لا مرشَّحَ شيعياً غيرُ نبيه بري، لانهُ اساساً لا نوابَ شيعةٍ خارجَ الثنائيِّ الشيعيِّ ...
لماذا اذاً تضييعُ اوقاتِ الناسِ طالما ان ما هو مكتوبٌ قد كُتِبَ، إلا إذا كانَ المطلوبُ إيصالَ بري بأقلِ عددِ اصواتٍ وبعدَ مقايضاتٍ تبدأُ بنيابةِ رئاسةِ مجلسِ النوابِ، ولا تنتهي عندَ حاكميةِ المصرفِ المركزيِّ..
***
الاحلى انهُ وسطَ كلِّ الاتصالاتِ الجاريةِ، تَهمسُ الكواليسُ النيابيةُ كيفَ يتسابقُ النوابُ الجددُ على إستلامِ المكاتبِ الخاصةِ بهم، وعلى إستلامِ ارقامِ سياراتهم، هذا يريدُ رقمَ فلانٍ، وذاكَ لا يريدُ رقمُ فلانٍ، وهذهِ تريدُ مكتبها ملاصقاً لفلانٍ...وتلكَ لا تريدُ مكتبها مُلاصقاً لفلانٍ...
وكأن كلَّ رهاناتِ الناسِ على هؤلاءِ سقطتْ في المكتبِ ورقمِ السيارةِ...
لكنَّ المشهدَ في الخارجِ وفي الطريقِ الى بهوِ المجلسِ، يبدو مختلفاً..
سقطتْ جدرانُ العزلِ شيئاً فشيئاً، وعادتْ المدينةُ لتتنفَّسَ...
ولكنْ هل انتهتْ الثورةُ مع وصولِ بعضِ نوابها الى الندوةِ الوطنيةِ؟
وهلْ حقاً انتهتْ احلامُ الناسِ ومطالبها وهواجسها؟ هل وصلَ الناسُ الى حقوقهمْ مع وصولِ بعضِ النوابِ الى المجلسِ النيابيِّ؟
وما قدرةُ هؤلاءِ على التغييرِ في مجلسٍ معروفةٌ فيهِ التوازناتُ سلفاً، وحدودُ اللعبةِ، والدليلُ التخبُّطُ الذي يرافقُ انتخاباتِ رئاسةِ المجلسِ، والتخبُّطُ وصولاً الى التعطيلِ،
ربما الذي سيرافقُ المشاوراتِ لتكليفِ رئيسِ حكومةٍ، ومن بعده لتشكيلِ حكومةٍ... سياسيةٍ، وحدةٍ وطنيةٍ، تكنوقراط.. او غيرها...
ولنا كرأيٍّ عامٍ موقفٌ من تسميةِ رئيسٍ للحكومةِ،
وليسَ ما حصلَ في آخرِ حكومتي الاولُ اكاديميٌّ، والثاني نجيبٌ عجيبٌ،
إذ نريدُ رئيساً للحكومةِ يكونُ لهُ مواقفُ لبنانيةٌ بحتةٌ،
ناجحٌ اصلاً وفصلاً وتفصيلاً،
لا يعرفُ تدويرَ الزوايا،
ولا الوعودَ المعسولةَ،
وأن يكونَ مع لبنانِ وسيادةِ لبنانِ اولاً واخيراً،
مع خطَّةٍ مدروسةٍ وانفتاحٍ لاعادةِ اوسعِ العلاقاتِ مع الاشقاءِ العربِ، والدولِ الخليجيةِ،
التي كانتْ ولا تزالُ مصدرَ خيرٍ ورزقٍ لكثيرٍ من اللبنانيينَ الذينَ هُجِّروا قسراً،
ويوجدُ...نعم،
وخارجَ منظومةِ "افسدِ فاسدي الفسادِ في العالمِ قاطبةً".
حتماً لا تُبشِّرُ المواقفُ الصادرةُ عن الاقطابِ السياسيينَ "إياهم" بامكانيةِ التوافقِ على شكلِ الحكومةِ او رئيسها، وهذا قد يأخذُ معهُ ايضاً استحقاقُ رئاسةِ الجمهوريةِ الى مكانٍ آخرَ...
من هنا، فأن المواعيدَ الدستوريةَ قد لا تتحقَّقُ، وقد نكونُ ذاهبينَ الى فراغٍ طويلِ الامدِ...
وفي الفراغِ يزيدُ الانهيارُ، وتزدادُ معهُ التحدِّياتُ امامَ المواطنِ الذي يصحو كلَّ يومٍ على ارتفاعٍ في سعرِ الدولارِ، يواكبهُ ارتفاعٌ في اسعارِ المحروقاتِ وتراجعٌ في القيمةِ الشرائيةِ،
وعجزٌ عن سحبِ الاموالِ، وسجالٌ ما بعدهُ سجالٌ بينَ رئيسِ حكومةِ "تصريفٍ" ووزيرِ طاقةٍ غيرِ موجودةٍ...
هلْ فهمَ احدٌ لماذا لم يفتحْ "النجيبُ الرهيبُ" المعركةَ بوجهِ وزيرِ طاقتهِ إلاَّ بعدَ إستقالةِ الحكومةِ؟
ولماذا لم تُكشفْ كلُّ كواليسِ قطاعِ الكهرباءِ والمناقصاتِ إلاَّ في الجلسةِ الاخيرةِ؟
وهلْ يتجرَّأُ ايضاً رئيسُ الحكومةِ بأن يقولَ لنا اساساً منْ همسَ في اذنِ وزيرِ الطاقةِ لسحبِ ملفِ الكهرباءِ من آخرِ جلسةٍ لمجلسِ الوزراءِ..؟
***
"تدجيلٌ" على الناسِ المُتعبينَ،
الأنكى انهُ وسطَ ذلكَ كلهِ يسافرُ "النجيبُ العجيبُ" خارجَ البلادِ للنقاهةِ والاستراحةِ، وعلى اساسِ انهُ تعبَ كثيراً في الانتخاباتِ...
وتركَ مكتبهُ الاعلاميَّ شغَّالاً ليردَّ على وزيرِ الطاقةِ.
اما الباقي من همومِ الناسِ، فليسَ "خاطرٍ على باله" كما يُقالُ... رئيسُ الحكومةِ يرتاحُ، أمَّا الناسُ فتئنُّ تحتَ احمالِ الوجعِ والذلِّ...!