تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يروي لنا احدُ المسافرينَ عبرَ مطارِ رفيقِ الحريري الدوليِّ، عن حجمِ الروائحِ الكريهةِ المنتشرةِ في محيطِ المطار، والتي تُشعرُ أيَّ داخلٍ او خارجٍ من المطارِ في الصباحِ، بالغثيانِ والقرفِ والوسخِ..
بهذهِ الروائحِ نُودِّعُ المغادرَ، وبهذهِ الروائحِ نُرحبُ بالقادمِ، ويُقالُ ان مصادرها بعضُ مزارعِ الابقارِ والمسالخِ المحيطةِ بالمطارِ، والتي يحميها نافذونَ منذُ سنواتٍ ولا قدرةَ للدولةِ بالسيطرةِ عليها....
غثيانٌ ووحشةٌ في المطارِ، وحركةُ مسافرينَ قليلةٌ، ونقمةٌ عندَ الجميعِ مما آلت اليهِ الامورُ في بلادهمْ... بدلَ روائحِ الليمونِ المنبعثةِ من حدائقِ الضاحيةِ.
من هذهِ المنطقةِ المحيطةِ بالمطارِ والتي كانتْ قبلَ الحربِ نقطةَ جذبٍ للسياحِ بحراً وشاطئاً وجبلاً من السان سيمون وغيرها، صارتْ غريبةً علينا وصارتْ لا تُشبهُ لبنانَ الماضي، ولعلَّ الابشعَ لدى المغادرينَ او القادمينَ من والى المطارِ،
صورُ المرشحينَ للانتخاباتِ على اللوحاتِ الاعلانيةِ... صورٌ، صورٌ صورٌ... تدعو ايضاً للغثيانِ. مرشحونَ مغمورونَ لا يعرفهمْ احدٌ ويُطلقونَ شعاراتٍ انتخابيةً طنَّانةً ورنَّانةً وكبيرةً، وتعجيزيَّةً في الوقتِ نفسهِ...
الجميعُ يريدُ مصلحةَ الناسِ، وطبابةَ الناسِ، ودواءهمْ ومسكنهمْ، ودولةَ القانونِ والسيادةِ والحدودِ المسيَّجةِ واستقلاليةَ القضاءِ...
***
ولعلَّ السؤالَ الاساسيَّ، كيفَ يُنفقُ هؤلاءُ المرشحونَ الاموالَ بالفريش دولار على اللوحاتِ الاعلانيةِ، وعلى الحملاتِ التلفزيونيةِ والاذاعيةِ، وهمْ محكومونَ بسقفٍ محدَّدٍ هو 750 مليونِ ليرةٍ (سبعماية وخمسون مليون ليرة)؟
ألا يَغشُّونَ هيئةَ الاشرافِ؟ وأينَ هيئةُ الاشرافِ اساساً؟
أولم يكنْ حَرياً بهؤلاءِ المرشحينَ وبدلَ ان يُتحفونا بوجوههمْ البشوشةِ على الشاشاتِ واللوحاتِ الاعلانيةِ لدرجةِ القرفِ والضياعِ، بصورهمْ واسماءِ لوائحهمْ وبرامجهمْ ودوائرهمْ،
ألمْ يكنْ حَرياً بهمْ لو صرفوا اموالهمْ على تزفيتِ الجوَرِ على الاوتوستراداتِ والطرقاتِ، او على إنارةِ شوارعِ بيروتَ ولو بالطاقةِ الشمسية، وقد صارتْ لياليها مُوحشةً في الاعيادِ وتذكِّرُ بعتمةِ المقابرِ؟
هلْ فكرَ هؤلاءُ بمشروعٍ عامٍ يُدخلهمْ التاريخَ بدلَ شراءِ ذممِ بعضِ الاعلامِ وبعضِ الناخبينَ بالخدماتِ وغيرها؟
ماذا سيفعلُ كلُّ هؤلاءِ المرشحينَ قبلَ ثلاثةِ اسابيعَ تفصلنا عن الانتخاباتِ غيرَ الثرثرةِ وتبادلِ الاتهاماتِ وعرضِ الافكارِ والاحلامِ المستحيلةِ على الناسِ؟
***
كانَ هذا الاسبوعُ مفصلياً على صعيدِ التشريعِ فيما يتعلقُ بالمشاريعِ التي حوَّلتها حكومةُ "العجيبِ" الى مجلسِ النوابِ ككرةِ نارٍ على النوابِ إلتقاطُها،
وإلاَّ إنفجرتْ فيهم ومعها الشارعُ الغاضبُ والخائفُ على اموالهِ المحجوزةِ، وبعدما صارتْ منصَّةُ صيرفةٍ في خبرِ كانَ والدولارُ يحلِّقُ بعيداً... فماذا سيفعلُ اليومَ هذا "الطامحُ" للعودةِ الى السلطةِ مهما كانَ بعدَ الانتخاباتِ، ولو على اشلاءِ الناسِ؟ بعدما طارتْ مشاريعهُ امامَ مجلسِ النوابِ؟
***
الانكى انه كانَ ينوي الذهابَ الى واشنطنْ للمشاركةِ في اجتماعاتِ صندوقِ النقدِ الدوليِّ نصفَ السنويةِ، وكانَ موعوداً بلقاءٍ في البيتِ الابيضِ يدخلُ اليهِ بالصدفةِ الرئيسُ الاميركيُّ جو بايدن وتكونُ هذهِ مناسبةً "للنجيبِ" لالتقاطِ صورةٍ تذكاريةٍ تضافُ الى الالبومِ الشخصيِّ والعائليِّ...
وعندما اكتشفَ "العجيبُ" أن لا امكانيةَ للقاءِ وزيرِ الخارجيةِ، وأن لقاءَ الصدفةِ مع بايدن قد لا يتحقَّقُ،
اطاحَ بالزيارةِ وارسلَ مكانهُ نائبهُ "الفيلسوفَ" العابسَ دائماً و"القرفانَ" دائماً سعادة الشامي،
والذي اطلَّ علينا من واشنطنْ مهدِّداً بسيفِ صندوقِ النقدِ الدوليِّ:
اما تعديلُ السرِّيةِ المصرفيةِ والموازنةِ وهيكلةِ المصارفِ والكابيتال كونترول قبلَ الانتخاباتِ مصدَّقةٌ من مجلسِ النوابِ، والاَّ لا اتفاقَ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ...
سيادةٌ...؟
هلْ قلنا أن هؤلاءَ اسيادُ قرارهمْ، أم همْ دُمى في أيدي حماةِ الوصاياتِ؟