تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
وطنية - افتتح "المتحف الفينيقي" اليوم في السوق القديمة لمدينة جونيه، خلال احتفال في البلدية، تزامنا مع الاحتفال لليوم الثاني بلبنان الدولة العضو ال 35 في الاتفاقية الجزئية الموسعة عن المسارات الثقافية لمجلس أوروبا.
حضر الاحتفال رئيس الجمهورية ميشال عون ممثلا بوزير السياحة وليد نصار، وزير الثقافة محمد المرتضى، وزير الزراعة عباس الحج حسن ممثلا بالمدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، النائب السابق نعمة الله ابي نصر، رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح رئيس بلدية جونيه جوان حبيش، رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم، رئيس الجامعة اللبنانية - الاميركية ميشال معوض، الأمينة العامة لمجلس ادارة مسارات شجرة الزيتون مارينلا كاتسيلياري، المدير التنفيذي لمجلس أوروبا ستيفانو دومينيوني وعبر الفيديو رئيسة درب النبيذ ايمانويلا بانكا، الرئيس الفخري لطريق الفينيقيين رشيد شمعون، رئيس المعهد الوطني للكرمة والنبيذ ظافر شاوي، كريستيان عساف عن "الجمعية الوطنية اللبنانية للزيتون وزيت الزيتون" ورؤساء بلديات المنطقة وشخصيات ثقافية واجتماعية وأكاديمية.
النشيد الوطني بداية، فكلمة عريفة الاحتفال رئيسة نقابات المرشدين السياحيين اليسار بعلبكي. ثم أعطى حبيش لمحة تاريخية عن المنطقة. وقال :"منذ تمسكنا بالمسار الفينيقي للمجلس الأوروبي، احترمنا المعايير التي توحد المجتمعات المختلفة وتعيش على البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي تعزيز الحوار والثقافة من أجل السلام والازدهار العام في العالم الحديث. لذا، جونيه هي مدينة ثقافية بمدارسها وكلياتها ومراكزها الثقافية وجامعاتها، وسياحية تولي أهمية كبيرة للسياحة المستدامة".
وعرض للمواقع السياحية المتعددة والمتنوعة، مشيرا الى أنه يتم درس "إمكان إنشاء طريق فينيقي يربط بين القرى الفينيقية ال 53 الواقعة بين شمال لبنان وجنوبه، والتي عرضت بالفعل في العام 2019 على نماذج في بلدية جونيه من طلاب الجامعة اللبنانية-الأميركية".
معوض
ورأى رئيس الجامعة اللبنانية - الأميركية في كلمة أن "وجود متحف فينيقي في هذه المدينة بالذات ليس فقط إحياء لماضينا العريق ودورنا الرائد في حوض المتوسط، وليس مجرد احتفال لجذورنا وما حققه أجدادنا، انه فهل إيمان بحاضرنا ونظرة إيجابية الى مستقبلنا لأن جوهر الوجود الإنساني هو هذا التواصل بين الماضي والحاضر والمستقبل في تناغم واستمرارية تميز الشعوب وتربط الحقبات بعضها ببعض".
وشدد على أن "لبنان الجريح والمنهك هو بأمس الحاجة اليوم الى من وما يذكره بماضيه وإسهاماته الحضارية الباهرة وتجربته الفريدة، بدءا بالماضي السحيق في نشر ثقافة السلام والتلاقي الثقافي بين الشعوب واختراع التجارة بدل الغزو والحروب كسبب للانتقال الى بلدان أخرى والتعامل معها على أساس الصداقة والمصلحة المشتركة والتكامل الاقتصادي، بعيدا من العنف والإخضاع والتسلط".
لحود
من جهته، رأى المدير العام لوزارة الزراعة لحود أن "الوزارة على تماس بمسارين من المسارات الثقافية الثلاثة، هما النبيذ والزيتون والزيت"، آملا أن تشمل المسارات مجالات أخرى من القطاعات الزراعية.
وتحدث عن "المعهد الوطني للنبيذ الذي هو معهد رسمي تتمثل فيه وزارات الزراعة والصناعة والاقتصاد، وأربعة ممثلين لمنتجي النبيذ وممثل لمزارعي عنب التصنيع، انتخب أعضاؤه من شهرين وحاليا يوضع تصور له لكي يكون المولج بالتعاطي المحلي والخارجي مع معاهد النبيذ، اذ أصبح لدينا 52 مصنعا مسجلا لصناعة النبيذ في لبنان".
ودعا البلديات الى "عدم الاستهانة بموضوع الثروة الحرجية، والحكومة الى أن يباشر حراس الأحراج عملهم فورا، إذ لا يمكن ان يكون هناك فقط أربعة حراس لكل قضاء كسروان، لحماية الثروة الحرجية والسمكية. وأدعو القضاء الى الإسراع في إصدار الأحكام المتشددة في موضوع مخالفات الثروة الحرجية، فلا يمكن ان يكون حارس الأحراج غائبا عن هيكلية وزارة الزراعة ويطلب منا حماية الثروة الحرجية والسمكية".
وأشار الى "إنهاء طلب وزارة الزراعة أن يصار الى مسح للثروة السمكية من الهيئة العامة لمصائد الأسماك، من الناقورة حتى عكار، وستعلن النتائج خلال أسبوعين، وهي المرة الاولى التي يحصل فيها أمر مماثل، وهذا الأمر سيساعدنا في الاستفادة من ثروتنا والتخفيف من استيراد الأسماك".
وتطرق الى المصانع الغذائية في منطقة كسروان والأدوية والأسمدة الزراعية والمركز الزراعي في سرايا جونية، وأشار الى أن "التعاون مع وزارة الثقافة يشمل قطاعات عدة ولا سيما المونة والمطبخ اللبناني".
المرتضى
بدوره قال وزير الثقافة: "اليوم ههنا، نطمئن الأجيال المقبلة، إلى أن ميراث تلك الحضارة العريقة التي صنعها أجدادنا الأقدمون، لن يبقى أطلالا على شواطئ مهجورة، بل سيصبح من الآن فصاعدا نزيل "المتحف الفينيقي" الذي نحتفل بإنشائه في بلدية جونيه. لكن، مهلا. إن ميراثا كالذي تركته فينيقيا لا تحتويه عصور، فكيف لمتحف أن يحتويه؟ يكفي أن واحدا من إنجازاتها يسكن الآن على كل لسان بشري، وفي كل قطرة حبر وسطر كتاب. إنه الحرف اختراعهم الأبدع، ولو أنهم لم يقدموا للتراث الإنساني غير هذا الاختراع العظيم، لظلوا بحق وجدارة يتبوأون مركزا مرموقا في تاريخ الفكر البشري. وهم في الحقيقة قدموا الكثير للحضارة بمظهريها المادي والروحي. وعلى الرغم من أنهم لم يقيموا دولة مركزية موحدة السلطات، فإن سلطانهم التجاري انبسط على أمواج البحر المتوسط، وجاوزها عبر أعمدة هرقل، أي مضيق جبل طارق إلى بحر الظلمات أي المحيط الأطلسي، وفي دراسات أنهم وصلوا إلى البرازيل، وعرفوا أميركا قبل كريستوف كولومبس بعدة قرون".
أضاف: "هذا التاريخ المترامي الحضور صفحة من تاريخ لبنان، نعتز به وننتمي إليه، ويسكن حمض خلايانا، تماما كسائر الصفحات التي تشكل مجتمعة هذا المزيج الحضاري الذي أصبحنا إليه اليوم، وعبر عنه المؤرخ فيليب حتي خير تعبير حين كتب: "لا جدال في أن لبنان يستطيع أن يفخر على أي قطعة جغرافية، مساحتها مساحته، ليس بعدد الحوادث الجسام التي جرت على أرضه وحسب، بل يستطيع أن يباهي بمعنى هذه الحوادث وقيمتها وأهميتها العالمية... فهو بلد كوني لأن تاريخه في الواقع جزء من تاريخ عالمنا المتحضر. الوطن الذي استطاع أن يكون مصهرا للثقافات ومنشأ للحضارات، يحزن اليوم كثيرا إذا رأى أبناءه أو بعضا منهم يتغنون بماضيه ويهملون مستقبله، حين يطلقون دعوات لا تساعد على تحقيق الوحدة بين المواطنين".
وختم: "لم يعبر الفينيقيون البحر أشخاصا فرادى، بل تشابكت زنود رجالهم من المدن البحرية كلها، وهم يخبطون الموج بالمجاذيف والريح بالأشرعة، في أساطيل على مد النظر. هكذا متحدين، غلبوا بالقوة الصعاب واقتحموا البحر وأنشأوا لهم مرافئ ومدائن في المقلب الآخر منه. وهكذا نحن، بالاتحاد في ما بيننا، وبالقوة التي لنا، نكون جديرين بهذا الوطن وفخورين بتركه لأولادنا سيدا حرا مستقلا".
نصار
وكانت كلمة لوزير السياحة نصار قال فيها: "نحتفل بانتساب لبنان الى الاتفاقية الجزئية الموسعة للطرق الثقافية للمجلس الاوروبي. يسأل الكثيرون ولا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية، عن النتائج أو المقومات الأساسية التي ممكن ان تساعد المواطن جراء هذا الانتساب. لذلك أود أن أقول، أولا: ان المجلس التنفيذي لمجلس أوروبا موجود في لبنان، ونحن العضو 35 والبلد الوحيد غير الاوروبي المنضوي في هذا المجلس. هذا يعني عمليا ان لبنان اصبح اليوم على الخريطة السياحية البحر متوسطية، وكل منظمي الرحلات السياحية في أوروبا الذين كانوا يعملون على وضع الخطط للسير في المسارات الأربعة: الفينيقي، والأموي والنبيذ وشجرة الزيتون كانوا يصلون الى قبرص واليونان وتركيا من دون المتابعة الى لبنان. اليوم، انتساب لبنان الى هذا المجلس اعطى مجالا اكبر لهؤلاء المنظمين الدوليين لأن يتعاقدوا مع منظمي الرحلات اللبنانيين لكي يصبح بلدنا جزءا من الرحلات".
أضاف: "هذا المشروع هو بالشراكة والتعاون بين وزارتي السياحة والثقافة، وأتى الانتساب بموجب مرسوم عملنا عليه سويا. نقوم بمشاريع حيوية سوف تؤثر مباشرة على العجلة الاقتصادية".
وتابع: "نتوجه بعد ظهر اليوم الى قرية بشعله حيث سنزرع شجرة زيتون، وهذا الأمر له رمزيته. مجلس أوروبا أتى الى لبنان وزرع شجرة زيتون في ضيعة بعيدة عن الساحل، وهذا يفتح المجال للحديث عن اللامركزية الإدارية الموسعة الموجودة في الأدراج ولا تطبق. عمل وزارة السياحة لا يقتصر على العاصمة والمدن الأساسية إنما علينا التوجه إلى القرى النائية والريفية، ولا سيما اننا بعد جائحة كورونا رأينا كيف ان السياحة الداخلية أصبحت أكثر نشاطا. وبعد بشعله سيتوجه الجميع لاطلاق السياحة المستدامة لمدينة وقضاء البترون، على غرار ما قمنا به في جبيل".
وقال: "على الرغم من إمكانات وزارة السياحة المتواضعة من جهة، والهائلة من جهة اخرى في مواردها البشرية، نستطيع القيام بمشاريع مستدامة، فوزارة السياحة ليست فقط المطعم والفندق ووكالة السفر، علما بأن الأمور مهمة جدا وهي جزء مهم جدا من القطاع السياحي، الا اننا نسعى دائما الى التفكير بسياسة مستدامة واستراتيجية لكل المناطق، وبالتالي مساعدة المواطنين من خلال إيجاد فرص عمل لهم".
وتحدث عن تحضيرات زيارة البابا فرنسيس المرتقبة الى لبنان في 12و 13 حزيران، والتي كلف بترؤس اللجنة الوطنية لتنظيمها. وقال: "إنه البابا الرابع الذي يزور لبنان منذ العام 1964 والزيارة الاخيرة كانت في العام 2012. نحن نعرف أننا لسنا وحدنا من سيستقبل البابا، كل اللبنانيين في دول الجوار والاغتراب سيأتون لاستقباله ايضا، وهذا يعني ان كل شركات تأجير السيارات والفنادق وبيوت الضيافة ووكالات السفر والادلاء السياحيين سوف يعملون. وأنا أدعو كل الأفراد والمؤسسات والجمعيات الخيرية والروحية والكنسية الذين يودون تقديم المساعدة في مجال التحضير والتنظيم للزيارة، إلى ان يتوجهوا الى مكاتبنا في الوزارة".
وعن الانتخابات النيابية قال: "نأمل ان هذا الاستحقاق الدستوري الذي لطالما شددنا كوزراء متضامنين على انه يجب ان يكون في موعده، سمعتم عن الشكوك عندما تحدثنا عن إجراء إصلاحات لقانون الانتخاب عبر اعتماد ميغاسنتر، قيل ان هناك فريقا في البلاد يريد التعطيل، ولكن ما تبين انه لا يوجد احد يريد التعطيل. الانتخابات ان شاء الله تتم وينبثق منها مجلس نيابي جديد، ونأمل ان يكون الصيف حارا مع مجلس نيابي جديد وتكون بعد ذلك انتخابات لرئاسة الجمهورية في موعدها. اعتاد لبنان هذه الازمات انما بالنسبة إلينا هذه الاستحقاقات الدستورية مقدسة".
ورأى أن "الصيف سيكون حارا على المستوى السياحي، فمن خلال وكالات السفر عرفنا ان كل الرحلات محجوزة ويدرس إمكان زيادة عددها".
ولفت إلى أن "محافظة كسروان جبيل ما زالت في حاجة الى مراسيم تطبيقية يعمل عليها حاليا"، آملا أن "نستطيع تنفيذها ونحن وزراء، قبل ان نصبح في مرحلة تصريف الأعمال".
شاوي
ثم شرح مدير المعهد الوطني للنبيذ والكرمة أهداف المعهد ودوره في تعزيز العمل وتطوير قطاع صناعة النبيذ، شارحا المزايا التي يتمتع بها النبيذ اللبناني والصعوبات التي يعانيها القطاع في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار وتأثير ازمة كورونا والاوضاع الاقتصادية الصعبة. وشدد على "التزام إنتاج النبيذ وتسليم شركائنا"، كاشفا ان "لبنان ينتج 10 ملايين قنينة نبيذ في العام".
بانكي
بدورها رحبت رئيسة طريق النبيذ عبر تطبيق "زوم"، بلبنان كعضو جديد في المجلس وكمرحلة جديدة للسياحة على الخريطة السياحية. ونوهت بالمميزات العديدة التي يتميز بها لبنان من الطقس الى التنوع الثقافي والأثري والنبيذ، مشددة على أهمية التعاون بين دول المجلس، مما يخلق فرصا جديدة للوصول الى أهداف متنوعة.
عساف
وتحدثت عساف عن قطاع زراعة الزيتون وصناعة الزيت والأنواع الموجودة وتوزعها بحسب المناطق والمزايا التي يتمتع بها زيت الزيتون اللبناني.
كاتسيلياري
وكانت مداخلة للأمينة العامة لمجلس إدارة مسارات شجرة الزيتون عرضت فيها مراحل تأسيس المجلس والأهداف التي يعمل عليها من أجل تعزيز ونشر التنوع الثقافي. ونوهت بالمكانة المميزة التي يتمتع بها لبنان ولا سيما المناخ والطبيعة والمحميات والمسارات القديمة.
شمعون
وتناول الرئيس الفخري لطريق الفينيقيين أهمية افتتاح المتحف الفينيقي في تحفيز الاقتصاد السياحي، وقال: "إنه أول متحف على الحوض الأورو- متوسطي وسيكون لنا تواصل مع كل المتاحف على الحوض".
وأشار إلى أن "أهمية الحدث تكمن في أنه يوفر دعما كبيرا للاقتصاد السياحي في لبنان، وسيكون لبنان حاضرا على الخريطة السياحية ليس فقط كمسار من ضمن المسارات إنما كمحطة رئيسية للسواح".
وتخلل الاحتفال عرض فيلم قصير عن مدينة جونية كمدينة فرنكوفونية، ثم توجه الجميع سيرا الى المتحف الفينيقي في السوق القديمة وكانت جولة في أرجائه.